مفهوم القوة والسلطة والشرعية في السياسة

مفهوم القوة والسلطة والشرعية في السياسة

  • - القوة و السلطة الشرعية في العلوم السياسة هي ثلاثة مصطلحات مرتبطة ببعضها البعض ؛ سأحاول في مقالي المتواضع أن أبين مفاهيم المصطلحات الثلاثة؛ ونناقش أي من هذه المصطلحات تحدد موقع الآخرين وتكون الضامن لوجودهما ؟ 
  • أولاً : مفهوم القوة : 


  • - جاء في معاجم اللغة العربية معنى القوة  بأنها مصدر قوِيَ/ قوِيَ بـ/ قوِيَ على ، القوّة الجاذبة : هي التي تدفع الشّيء نحو المركز، القوَّة النَّابذة : التي تدفع الشّيء للابتعاد عن المركز، بالقوّة : بالعنف، قهرًا، أو بالفعل، بقوّة السِّلاح، بالقوّة ، بعمل حربيّ، قوى الأمن : رجال الشرطة والذين هم تحت تصرُّف الحكومة لتأمين احترام القانون والمحافظة على الأمن، لا حول له ولا قوّة : ضعيف عاجز. . 
  • - ويعرف اصطلاحاً بأنه : القدرة على أن تجعل الآخرين يحققون ما تريد دون أن تأمرهم بذلك ، ويرى كثيرون بأن القوة وسيلة، بينما الغاية منها هي تحقيق الأمن والبقاء، فالدول تتصرف بطريقة عقلانية لحماية مصالحها الخاصة، لذلك تولي أهمية قصوى للقوة باعتبارها الوسيلة التي تمكنها من تحقيق ذلك  . 
  • - وهناك أنواع أو صور مختلفة للقوة - ولا غنى للدول أو المنظمات بالتخلي عنها - وهي : 

  • ١ - القوة الكامنة : وتتمثل في المساحة الجغرافية الشاسعة؛ عدد السكان الهائل؛ الثروة؛ الموقع الجغرافي؛ التصنيع. 
  • ٢ - القوة العسكرية : وتنقسم إلى :  البرية والبحرية والجوية والنووية ؛ و يعتبر القادة العسكريون “القوة البرية هي المكون الأساسي للقوة العسكرية” 
  • ٣ - القوة الاقتصادية : لذلك فإن  الدول التي لديها  القوة العسكرية الضخمة بالإضافة إلى القوة الاقتصادية فإنها  تكون قادرة على أن  تمارس بها الضغط عبر العقوبات، الأمر الذي يضعها ضمن مصاف القوى العظمى، بينما الدول القوية اقتصاديا دون القوة العسكرية هي دول غير قادرة على حماية أمنها إلا بالاعتماد على الغير . 
  • ٤ -  القوة الناعمة : والتي تعبتر وسيلة النجاح في السياسة الدولية ؛ ويرتبط مفهوم القوة الناعمة بالقدرة على التأثير في الآخرين واستمالة الناس والإغراء، إذ تعرف بأنها القوة الجذابة، أي الإقناع عبر مسايرة الآخرين دون تهديد واضح، أما مواردها فهي الموجودات التي تنتج مثل هذه الجاذبية كالشخصية الجاذبة أو القائد الملهم والمبادئ والمنظومة الثقافية والفن والإعلام والمؤسسات والقيم السياسية والأخلاق، ثم “السياسات التي يراها الآخرون مشروعة أو ذات سلطة معنوية أخلاقية”.
  • ٥ - القوة الذكية : تعرف  “القوة الذكية”،  أنها أن تكون قادرا  على أن تمزج  بين القوة الصلبة والقوة الناعمة وزن تجمع  بينهما، بعبارة أخرى أنها تعتمد على المكمن الصلب للقوة من خلال الجيوش والترسانة العسكرية والقوة الاقتصادية، بالإضافة إلى استثمارها في الشراكات والتحالفات والتأثير الدولي عن طريق مجموعة من القيم والثقافات والسياسات، فالدول التي تستطيع توظيف هذا المفهوم تحقق نتائج غاية في الأهمية، إذ غالبا ما تتجه الدول الصغرى إلى استعمال هذا المفهوم من خلال الاستثمار في إمكانياتها الذاتية المحدودة لغاية الحفاظ على مصالحها ؛ بحكم أنها شكل من القوة يمكن من خلاله للقوى الدولية التي لا تمتلك المقومات اللازمة للقوة الصلبة من البروز في الساحة الدولية والتأثير في محيطها الإقليمي والدولي.
  • ثانياً: مفهوم السلطة:


  • - جاء في  معاجم اللغة العربية ضمن سياق معنى كلمة «السُّلْطَة» في مادة «سَلطَ»، فيقال في اللغة: سَلَّطَ يُسَلِّطُ تَسْلِيْطَاً وسَلاطَةً.
  • و(السَّلاطَةُ): القَهْرُ، وقِيل: هو التَّمَكُّنُ من القَهْرِ، والاسم سُلْطَة بالضَّمِّ.
  • و(السُّلْطَةُ) هي التَّسَلُّطُ والسَّيْطَرَة والتَّحَكُّمُ، فيقال: (سَلَّطَهُ): أي أَطلَقَ له السلطانَ والقُدرة.
  • و(سَلَّطَهُ عليه): أي مَكَّنَهُ منه وحَكَّمَه فيه. و(تَسَلَّطَ عليه): تَحَكَّمَ وتَمَكَّنَ وسيْطَرَ، ومنه: تسلَّطَ الأميرُ على البلاد: أي حَكَمَها وسيطَر عليها، وتَسَلَّطَ القويُّ على الضعفاء: تغلَّبَ عليهم وقَهَرَهم.
  • وفي الاصطلاح تعني السلطة : «قدرة شخص على فرض إرادته على الآخرين أو التأثير فيهم». 
  • - خصائص السلطة السياسية:


  • تتميز السطة بعدة خصائص أبرزها : 
  • أ. عامة : فالسلطة السياسة  يجب أن تكون قراراتها عامة ملزمة  لكافة المجتمع.

  • ب. احتكار وسائل الإكراه في المجتمع.

  • فالسلطة السياسية تحتكر وسائل الإكراه  الرئيسية ( المعتمدة على الردع و القوة ) في المجتمع كالجيش والشرطة والسجن… إلخ.
  • ج. أن تستند سلطتها  إلى   الشرعية (  Legitimacy ) 

  • على السلطة السياسية أن  تحظى بالشرعية وهي أن يقبل  المحكومون بها وتكسب اعترافهم بها كمرجع أعلى، سواء كان ذلك عن رضاء، أو كراهية واضطرارا.
  • أشكال السلطة السياسية
  • 1. سلطة اجتماعية مباشرة
  • 2. السلطة فى يد شخص 
  • 3. السلطة في يد مؤسسة
  • ويوجد تقسيم اخر للسلطة السياسية:-
  • 1. القائد الكاريزمي الذي يجذب التابعين بسبب شخصيته أو القيام بأعمال بطولية أو بسبب خطاباته وقدرتها على الارتباط بالمشاعر ، مثل غاندي أو هتلر.
  • 2. السلطة المستمدة بسبب الوراثة، كشخص ملك لأن ابيه كان ملك ( مثل بعص الدول العربية كالأدرن و المغرب و السعودية ) .
  • 3. السلطة المستمدة بسب الشعب عن طريق الانتخاب ( مثل أمريكا و ألمانيا وغيرها ) .
  •  
  • ثالثاً: مفهوم الشرعية : 


  • ومعناها في معاجم اللغة العربية اسم مؤنَّث منسوب إلى شَرْع ومصدر صناعيّ من شَرْع: كون الشيء قائمًا على أساس شرعيّ رفض الشعبُ الاعتراف بشرعيّة مجلس الحكم . 
  • وحسب تعريف موقع الموسوعة السياسية : فإن تعريف الشرعية اصطلاحا هي سيطرة القانون وإعلان علوه وسموه، ونبذ التحكم، ورفض مبدأ إعفاء السلطة من الخضوع للقانون (الحكم وفقا للقانون). ومن هذا المنطلق يرى البعض أن الشرعية - legitimacy ترادف في معناها مصطلح البيعة - Homage في التراث العربي والإسلامي. 
  • - مصادر الشرعية ( من أين تستمد الشرعية مصادرها ؟ ) 

  • ١- التراث والتقاليد : ما تعارف عليه الناس من عادات وتقاليد و أعراف استنادا على موروثات دينية وتاريخية وحضارية. 
  • ٢ - الزعامة الكارزمية : باعتبار أن الحاكم نفسه مصدر لهذه الشرعية بناء على ما قدم أو البطولات و التضحيات التي قام بها واتبعه الناس لأجلها .
  • ٣ - العقلانية – القانونية : هذه الشرعية تستمد مصادرها استنادا للقانون و الأنظمة و التشريعات التي تكون في تلك الدولة القائمة على نظام انتخابي مستند إلى القانون. 
  •  رابعا : بين القوة و السلطة و الشرعية ؛ أي منهم أقرب لأن يحدد الإثنين الآخريين ) ؟ 
  • برأيي المتواضع أن سيدنا عثمان رضي الله قد اختصر الإجابة عندما قال : " إن الله ليزع في السلطان ما لا يزع بالقرآن " ؛ وقد يكون مفهوم السطان مستدا إلى معنى القوة ؛ فالناس تنردع بالقوة لا من تعليمات القرآن ؛ وهكذا فإن القوة هي ربطة العقد التي تنتظم من خلالها السلطة و الشرعية ؛ فإن انعدمت القوة ضاعت الشرعية و ضاعت السلطة .
  • مع الأخذ بعين الاعتبار أن القوة والسلطة و الشرعية يكمل بعضهما البعض وهما منظومة متكاملة إذا فقدت الواحدة فإنها مؤذنة بفقدان البقية ؛ لكن الضامن الأقوى لوجودهم واستمرارهم هي القوة. 
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.