الإعلام المعولم

الإعلام المعولم

  • - لطالما تسعى العولمة لصياغة ثقافة كونية شاملة تغطي مختلف جوانب النشاط الإنساني.
  • -  وتعتمد بذلك على ثلاثي التأثير الأقوى في هذا المجال وهو وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، وشبكات المعلومات، فأصبحت السيطرة على قنوات الاتصال شرطاً رئيساً لضمان التحكم الكامل في تشكيل الوعي.
  • - والطور الذي دخله الإعلام في سنيه الأخيرة ليس مجرد طور عادي، وليس مجرد وسيلة جديدة أو أسلوب متطور فحسب؛ بل الأمر هو التوجه العالمي للإعلام، بمعنى أن الإعلام لم يعد محصوراً في مكان أو حدود سياسية أو بقعة جغرافية، بل أصبح - يتخطى الحدود وربما يتجاوز كل وسائل الرقابة.
  • - كذلك فإن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى تكوين مجموعات أو شركات إعلامية لها أذرع في كل مكان، ولها وجود في كل صنف من الإعلام، تشارك في القرار السياسي وتؤثر في النشاط الاقتصادي، توجه المجتمعات وتقود الأمم في الفكر والثقافة، في الفن والرياضة، في الدين والأخلاق، هي مستقلة (مالياً) لكنها مرتبطة بصفةٍ ما بالدول التي تنطلق منها خلفية مالكيها ومؤسسيها تحكم توجهها الثقافي والاجتماعي.
  • - وهناك ست مجموعات رئيسة كبرى تعمل في الأنشطة الإعلامية على مستوى العالم ولها حضور دولي كبير متفاوت من مؤسسة لأخرى، أربعة منها أمريكية، وواحدة أوروبية، وواحدة أسترالية أمريكية. وهذه المجموعات هي:
  • - ( مجموعة تايم ورنر Time Warner) – (مجموعة برتلزمان Bertelsmann) – (مجموعة فياكم Viacom) – (ديزني Disney) – (نيوز كوربريشن News Corporation) – (مجموعة TCT).
  • أما عن أهداف هذه العولمة الإعلامي:
  • -  فالربحية غرض رئيس للرأسمالية الغربية، وأي نشاط اقتصادي يكون وسيلة لزيادة الدخل وللربحية فإنه مُحبّب ومرغوب.. هذا هو منطلق العولمة الإعلامية (الربح).
  • - وقد استطاعت مجموعة من المؤسسات الإعلامية أن تفهم حاجات المجتمعات المختلفة للمواد الإعلامية مما ساعدها على تطوير أدوات إيصال لهذه المواد مستفيدة من التطور التقني الواسع في ميدان الاتصالات.
  • - وتطورت الأمور تجاه العولمة بسرعة بمواكبة العولمة الاقتصادية؛ حيث يمكن إدراج الإعلام كجزء من الأنشطة الاقتصادية.
  • - وصل عدد المؤسسات الإعلامية الدولية إلى 40 مؤسسة نصفها تقريباً أمريكي. مع توقع زيادة في عدد التكتلات الإعلامية الدولية.
  • ويمكن أن نشير إلى مجموعة من أدوار ووظائف الإعلام العولمي على النحو التالي:
  • - في ظل صعود الإعلام السمع- بصري أصبح هو المؤسسة التربوية والتعليمية الجديدة التي حلت مكان كل من الأسرة والمدرسة.
  • - تقوم وسائل الإعلام العالمية باستقطاب النخب الثقافية، للترويج لفكر العولمة، وأيديولوجيتها عبر البرامج الحوارية التلفزيونية، والمقالات الإعلامية، والمؤتمرات، والندوات.
  • - ومن هنا برزت مشكلة "الأمن الإعلامي الدولي" كنتيجة حتمية للعولمة الإعلامية على أنها مشكلة تهدد المجتمع الإنساني، وقد برزت تلك المشكلة بحدة بعد التقدم الهائل في تكنولوجيا الإعلام ووسائله المختلفة.
  • - والإعلام العربي بدوره لم يكن بمنأى عن هذه الهجمة الشرسة للعولمة، ويمكننا القول في هذا الإطار أن الإعلام العربي تعثر في الاستجابة لتحديات عولمة الإعلام. وقد حدد فريق العمل العربي رؤيته للعولمة والإعلام العربي ورفعها إلى اللجنة الدائمة للإعلام العربي في إبريل 2000م، وحدد أبرز التحديات التي يواجهها الإعلام العربي.
  • من تهديدات الأمن الإعلامي الوطني تهديدات الحياة الأخلاقية للمجتمع، والتي تتم من خلال:
  • - إدخال أو بث أو نشر معلومات دينية أو سياسية مغلوطة عبر أجهزة الإعلام الحكومية ووسائل الإعلام الجماهيرية بشكل يهدد المصالح الوطنية العليا والمصالح الخاصة ومصالح المجتمع والدولة بشكل عام.
  • _ عن طريق الاحتكار والحجب المتعمد للمعلومات بشكل يؤدي إلى تحريف وتشويه الوسط الإعلامي المحلي ويزعزع الحالة النفسية للمجتمع، ويخرب ويشوه التقاليد الدينية والثقافية، ويفسد الأخلاق العامة، ويشوه القيم الجمالية والتربوية لدى الفرد والمجتمع (د. صابر فلحوط  - الأمن الإعلامي  وهموم المجتمع المعلوماتي في عصر العولمة).
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.