معلومات عن المرحلة الفمية عند الطفل بحسب فرويد

معلومات عن المرحلة الفمية عند الطفل بحسب فرويد

  • - إن الولادة تضع حدا ً للوضعية الطفلية الأمية التي يعيش فيها الطفل، والانفصال عن المصدر الحياتي الذي يتعلق به من الناحية الغذائية . فالعلاقة الاتحادية الوثيقة التي تربط الطفل بنهد أمه تنظم المرحلة الأولى من الحياة العاطفية حول العلاقة الغذائية، وسنتحدث عن هذه المرحلة ( المرحلة الفمية) في مقالنا الآتي.
  • التغذية منذ نشوئها تغطي وظيفة مزدوجة ، فهي تجيب على حاجة فيزيولوجية مهمة كما أنها تزيح حالة التوتر التي تخلقها هذه الحاجة.
  • إن الاتحاد الوثيق بين الطفل وأمه خلال السنة الأولى يتوافق مع بعض الخصائص التي تحدد المرحلة الفمية، حيث أنه في هذه المرحلة تتكون منطقة اللذة عند الطفل والتي تتألف من ( الشفاه ، اللسان، التجويف الفمي بكامله) . فالمص يترافق بحركات مختلفة لليد والتي تحاول لمس والتقاط النهد، فالشفاه والتجويف الفمي يشكلان المنطقة المخاطية الأولى التي تحدث إثارتها في ظروف خاصة إحساسا ً باللذة أو على الأقل مثيرا ً قد يُقارن باللذة طالما أنه يتوافق مع الإشباع الضمني للحاجة فهنا وحسب فرويد الإشباع لحاجة الجوع ينحرف عن نشاط مرتبط بأخذ الغذاء ليصبح مرتبطا ً بالبحث عن اللذة التي هي مستقلة عن الوظيفة الغذائية .
  • - في بداية المرحلة الفمية للطفل يكون غير قادر على تمييز الشيء الخارجي عن جسمه الخاص؛ فلا يميز بين جسده وبين النهد الذي يغذيه ، فالطفل هنا لا يعبر عن حب أو عن حقد ، والنفس خالية من أي تمزق عاطفي.
  • - مع ظهور الأسنان الأولى حوالي الشهر السادس، يكتمل المص شيئا ً فشيئا ً بالعض، ويستخدم الطفل أسنانه للعضعضة، وهي بحسب فرويد سلوكيات تعبر عن طاقة الليبيدو (لذة العيش) عند الطفل في هذه المرحلة.
  • - في انتهاء المرحلة الفمية تظهر أزمة خاصة وهي أزمة الفطام التي تمكّن الطفل من تثبيت علاقة التغذية . وترتبط هذه الأزمة بإيقاف الحليب الذي يبدو للوهلة الأولى مرتكز على مصدر غريزي للبقاء . والفطام هو صدمة نفسية وفقا ً لفرويد تترك آثارها على المراحل الحياتية المتتالية .
  • الشكل الذي تحل به عقدة الفطام يؤثر على إقامة أولى العلاقات الخارجية للطفل. وعلى حياة الراشد أيضا ً ؛ فاللذة الفمية لا تختفي أبدا ً ، فالمكافآت الجنسية المرتبطة بالإطار الفمي ( مص ، عض ، قبلة) تبقى بأشكال مختلفة في سلوك الراشد ، فالنمط الغذائي الذي أُخضع له الطفل وتجربة الفطام تؤثر من خلال المكافأة أو الإحباط على طباع الفرد، فهناك ما يسمى بالطبع الفمي الذي تختلف أشكاله من سمات الشخصية المطبوعة بالتفاؤل والمرح والثقة إلى مظاهر التبعية والعدوان والهياج وقلة الصبر وذلك حسب التجربة العاطفية المعاشة في الممارسات الفمية الأولى.
  • - إذا ً مصدر اللذة في الفم وهي تحصل من الدغدغة الناجمة عن وضع المواد في فم الطفل والعضعضة، إن تحسس الشفاه والحلق يتم عن طريق الملامسة للمواد وينتج عن ذلك لذة فمية جنسية ، بينما نجد العض ينتج لذة عدوانية فمية ويأتي دورها متأخرا ً بانتظار نمو الأسنان، أما إذا كانت المواد التي تدخل الفم مؤلمة ( تناول مادة مرة المذاق) فنجد الطفل يبصق هذه المادة وهو نتيجة لهكذا تجارب يتعلم تجنب الألم عن طريق غلق فمه بوجه المواد المزعجة ، وهناك خمسة نماذج وظيفية للفم هي : الالتهام ، القبض، العض، البصق ، سد الفم. وكل نموذج يمثل نموذجا ً أصليا ً للنمو الأساسي لخصائص معينة في الشخصية. فالالتهام هو نموذج أصي للتملك ، أما القبض من أجل التشبث والتصميم ، والعض هو دليل الشخصية الهدامة ، والبصق للرفض والغرور والازدراء ، وغلق الفم يعني السلبية والرفض، وإذا تطورت هذه الصفات وأصبحت جزءا ً من شخصية الفرد أو لم تصبح فهذا يعتمد على كمية القلق والإحباط اللذان جربهما الطفل بالنسبة للمعبرات الأصلية.
  • - مثلا ً : الطفل الذي فُطم بقسوة غالبا ً سينمي ميل شديد للقبض على الأشياء بسبب توقعه للصدمة التي عاناها زمن الفطام ، وعن طريق الاستبدال أو التسامي لعدة أنواع من السلوك عند الراشد يظهر الطمع والتملك كنتيجة لعدم الحصول على لطعام والحب الكافيين خلال السنوات المبكرة في حياة الفرد.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.