 
                                            - البعض ذهب إلى تقسيم الناس إلى متدينين لا يعتمدون على العقل والعلم ، وإلی علمائيين لا يعتمدون على الدين ، وهذا - على ما يبدو - ما فعله أبو العلاء المعري ، وما قرره في البيت التالي :
- اثنان أهل الأرض ، ذو عقل بلا
- دین وآخر دین لا عقل له
- 
	* موقف الإسلام من هذه الحالة :
- 
	
 من الثابت أن الإسلام لا يعرف هذه التفرقة ، ولا جمع بين الدين والعلم ، وجعل من أهدافه الرئيسية اغقامة التوازن بينها ، أي التوازن بين الفضيلة والمعرفة ، وبين القلب والعقل ، وبين الروح والجسم ، وبين القيم الروحية ، والقيم المادية ، وبين الآخرة والدنيا .
- 
	* حض الإسلام على استخدام العقل بإطار الدين :
- 
	
 جاء الإسلام وقد توفرت الظروف لقيام العقل بدور أكثر فعالية ، فحدد القرآن دوره ورفع من شأنه ، ومکنه بل فرض عليه النظر في آيات الآفاق والأنفس :
- ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ) ( - فصلت 53 ) ، وفي القرآن أكثر من سبعمائة آية تذكر العلم بمناسبات مختلفة ، وتحث على النظر في الكون ، لاغن الكون من آيات الله التي تدل على وجوده ، وتتجلى فيه صفاته من الخلق والقدرة والعلم والإرادة .
- 
	* هل يلتقيان ؟
- 
	
 المعلوم أن بالإسلام انتهى دور المعجزات والخوارق ، وبدأ دور العقل والعلم ..
- (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ).
- والواقع أن آيات الكون تشکل معجزة أشد تأثيراً وأکبر تعقيداً من أية خارقة من الخوارق الميتافيزقية .
- 
	* رفع الإسلام لشأن العقل :
- 
	
 وإن كان الإسلام قد رفع من شأن العقل ، وأطلق له حريته وأناط به ، أدراك آيات الكون ، وآيات القرآن ، فانغه حدد دوره ودائرة اختصاصاته وإمكانياته . فيجب علينا أن لا نبالغ في قدرة العقل ، وأن لا نتجاوز إمكانياته ودائرة اختصاصاته ..
- 
	* جوانب الظواهر في الكون :
- 
	
 إن في كل شيء ، وفي كل ظاهرة في الكون جانبين ، ظاهر و باطن ، فالظاهر هو الذي يمكن أن نلمسه بحواسنا ، والباطن هو الذي ترشد إليه ، وتهدي حواسنا ولكن لا تدرك جوهره وحقيقته ، لأنه من الغيب الذي استأثر الله بعلمه ، والإنسان يحكم بالظواهر ، والله يعلم السرائر ، فلا بد من التوفيق بين هذين الجانبين ..
- 
	خاتمة المقال :
- 
	
 في كل وجود دین وعقل وإیمان وعلم ، أي جانباً يختص به الإيمان ، وآخر يختص به العلم ، و إن إنکار أحد الجانبين ، يحول بلا شك دون الوصول إلى معرفة الحقيقة ...
- والواقع أن تاریخ م البشرية لم يخل من هذا الإنكار الذي كان عقبة قوية في سبيل تطور حياة الإنسان وتحقيق سعادته ...
- وعلى هذا يمكن أن نقسم التاريخ إلى فترة دين بلا علم وفترة علم بلا دين ، وقد انقضت فترة الدين بلا علم ونحن الآن نعيش فترة العلم بلا دين ..
- فهل يا ترى تتجه البشرية إلى فترة التوفيق بين العلم والدين ؟ وهو ما يرمي ويستهدفه الاسلام ؟
- الذي يبدو أن هناك بوادر تدل على أن هذه الفترة أخذت تظهر علاماتها ، وأنها على وشك التحقيق ..
- 
	- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
 لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
 ودمتم بكل خير.
