لغة الصحافة والإعلام بين المشرق والمغرب

لغة الصحافة والإعلام بين المشرق والمغرب

  • كلنا يتألم عندما يقرأ صحفنا ، لما يتجمع فيها يومياً واسبوعياً من هضم لقوانين اللغة ، التي أخذ محترفو الصحافة يقصرونها على تبني الأساليب والإستعمالات الفاشية في لغة الحديث اليومي ، أي لغة التخاطب العامة ، التي ابتعدت في ضوابطها كل البعد عن اللغة الفصيحة . 
  • - كتابات الدكتور السامرائي عن لغة الصحافة :


  • اعتقدنا أن الدكتور السامرائي سيتناول تناولاً شاملاً هذه الظاهرة الطاغية ، وخطرها الكبير على العامة والناشئة المتعلمة ، الذين يعتقدون أن لغة الصحافة فصيحة ، فيأخذون عنها فيما يكتبون ، دون انتباه إلى ما فيها من علة ، غير أننا وجدنا الدكتور يقصر « تصويباته » على شق جغرافي من بلاد العرب اليوم ، ويعتبر لغة عرب الشمال الإفريقي - أو المغرب العربي - عربية إقليمية ، والسياق والصياغة يوحيان بأنها عربية من الدرجة الثانية ، مقارنة مع عربية المنطقة الجغرافية المقابلة ( في ذهن الدكتور ) لبلاد المغرب العربي ، وهذا يجعلنا نقف موقف الإحتراز المبدئي من هذه الروح التي ينضح بها المقال ....
  • - الطريقة التي اعتمد عليها السامرائي في كتاباته عن لغة الصحافة :


  • لقد اعتمد الدكتور السامرائي في كتابة آرائه في عينات من مقال طالعه في إحدى صحف المغرب الأقصى ، فآخذ صاحب المقال ، ومن ورائه سكان منطقة المغرب العربي ، على استعمالات لغوية وصيغ نحوية ، إذ سمح لنفسه أن يحكم عليها بأنها مجانبة المجانبة التامة ، لما تحدد في اللغة أن العربية من قواعد وصيغ تحفظ لها بناءها السليم .
  • - مفردات تناسب الذوق العربي في لغة الصحافة :


  • وانتقى الدكتور نماذج من الألفاظ والإستعمالات ، يدلي بها حجة لتثبيت رأيه في تخطئة ما ذهب إلى أنه خطأ ، وبدأ بكلمة ( تلفزة ) التي فضل عرب المغرب صياغتها بدلاً من من الصياغة المشرقية ( تلفزيون ) . 
  • اختاروا تطويع هذه الكلمة الأجنبية المركبة ، وأعطوها صيغة لا تزعج الذوق العربي ، الذي يميل الى ارجاع الكلمات ذات الطابع الإشتقاقي - المقابل للوضع المترجل - إلى مادة جذرية يأتي منها الفعل والمصدر واسم الآلة إلخ ...
  • - مثال على مصطلح جديد في لغة الصحافة :


  • مصطلح ( تلفزة ) أوجد منه أبناء المغرب العربي :
  • الفعل : « تلفز - يتلفز - إلخ .. » .
  • والمصدر : ( تلفزة ) .
  • واسم الألة : ( تلفاز ) .
  • واسم الفاعل ، واسم المفعول ، إلى غير ذلك مما يقع تولیده من الجذر الأصلي . 
  • أما اختيار النقل الصوتي لهذه الكلمة الأجنبية ( تلفزيون ) ، فإنه خال في الإستعمال العربي خلواً تاماً من هذا التطويع الإشتقاقي ، مع أن الكلمة في لغتها الأصلية مستجيبة لذلك ..
  • - مخالفة السامرائي لبعض مصطلحات لغة الصحافة :


  • يمضي الدكتور السامرائي مستنكراً مخالفة المصطلحات التي درج عليها عرب المشرق ، كأن في هذه المخالفة ضيماً وفساداً يلحقان باللغة العربية ، التي يتعلق بها الجميع ..
  • - واجب الإحتكام السليم في لغة الصحافة :


  • إنا لنستغرب من جعله شقاً من العرب هم المرجع ، والشق الآخر تابعاً لهم ، مع أن الإحتكام السليم في صحة الإختبار يقضي بالرجوع إلى المدلولات اللغوية ذاتها ، وصرف النظر عن المجموعات الجغرافية
  • - في الختام نقول :
  • ان لغة الصحافة والإعلام تنوعت واختلفت ، وعارضها كثيرون ، واختاروا مفردات جديدة لتناسب الذوق الإنساني ، وقرأنا مصطلحات ومفردات عديدة جديدة فيه ، ومانستطيع فعله هو الإحتكام الجيد والمدروس عند استعمال لغة الصحافة.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.