أشهر الفرق الإسلامية

أشهر الفرق الإسلامية

   أشهر  الفرق الإسلامية : 
● المعتزلة : تُعرّف المعتزلة في اللغة على أنّها : الانفصال والتنحّي ، والمُعتزلون هم المُنفصلون .


أمّا في الاصطلاح : فهو اسم يُطلق على جماعة ظهرت في الإسلام في أوائل القرن الثاني ،وسلكت منهجاً عقليّاً مُتطرّفاً في بحث العقائد الإسلامية ،وهم أصحاب واصل بن عطاء الغزّال الذي اعتزل مجلس الحسن البصري .


•النشأة والظهور : تعود البذرة الأولى لنشأة الاعتزال على يد الشيخ واصل بن عطاء عندما كان من تلاميذ الشيخ الحسن البصري ومن روّاد حلقاته ،حين جاءه أحد السائلين يستفتيه عن رأيه في مسألة ما ،فأجابه واصل بن عطاء وأفتَاه في مسألته دون إذن شيخه ،ثمّ انتَأى بنفسه بعيداً عن شيخه متخذاً رُكناً خاصّاً به ،وأفكاراً مغايرة ومخالفة لشيخه.

 

•أسماء المعتزلة علّة تلقيبهم بها : 

تنقسم أسماءهم إلى قسمين : 

١.ما أُطلق عليهم من غيرهم .

٢.ما أطلقوه هم على أنفسهم .


أولاً : ما أُطلق عليهم من غيرهم : 


-المعتزلة : بمعنى المنشقين المنفصلين كما ذكرنا آنفاً .


-الجهميّة : وهي جماعة كانت سابقة الظهور عن المعتزلة، بحيث انفردت بآرائها الخاصة ،ثمّ لمّا نشأت المعتزلة انخرطت مع الجهميّة ووافقتها على كثيرٍ من المسائل والآراء والأفكار مثل : 

نفي الرؤية والصفات ،وخلق الكلام وغير ذلك، ومن هنا أُطلق على كلّ معتزليّ اسم جهميّ ،لأنّ المعتزلة جاءت بعدها واقتبست الكثير من أفكارها وليس العكس .


-القَدريّة : وتعود سبب هذه التسمية لزعمهم بأنّ النّاس هم المسؤولون عن أقدارهم وأرزاقهم ،وأنّ ليس لله عزوجل تقدير في اختيار أعمالهم وأعمال سائر المخلوقات لذلك أُطلق عليهم لقب القدرية .


-الثنوية والمجوسية .

-مخانيث الخوارج .

-الوعيدية .

-المُعطلة .


ثانياً: ما أطلقه أصحاب الفِرقة على أنفسهم : 

١.المعتزلة : لمّا ثبت عليهم الاسم كلقب ،عمدوا إلى إسناده لقاعدة شرعية وتعليله بما يحمل المعنى الإيجابي ،فقالوا أنّ مدلوله على الأقوال المحدثة والمبتدعة ، والاستدلال ببلاغة القرآن والنصوص  لإثبات وجودهم من مثل قوله تعالى : "واهجرهم هجراً جميلاً "، وذلك على حد تعبيرهم لا يكون إلّا بالانعزال .


٢.أهل العدل والتوحيد (العدلية) .


●الجهميّة : هي إحدى الفِرق الكلاميّة التي تنتسب إلى الإسلام ،والتي تحمل مفاهيم فكرية وآراء عقدية خاطئة في مفهوم الإيمان وأسماء الله تعالى وصفاته .


-تعود نسبتها وبذور طلعتها الأولى إلى مؤسسها الجهم بن صفوان الترمذي الذي كان له في حين من الدهر مربط قدم وحزمٍ وقوة على أرض الدولة الإسلامية ،وقد اعتدوا واضطَهدوا مخالفيهم حينما استطاعوا التمكّن منهم والإحاطة بهم ،ثمّ انقلبت موازين القوى ودالت عليهم الأيام وأصابهم مما أصابوا به غيرهم من الأذى والظلم .


الجهم بن صفوان : 

-يُعدّ الجهم بن صفوان حامل راية الجهمية ،ينسب في نشأته إلى أهل خَرسان ،وهو من الجبرية الخالصة .

-كان ظهوره في المائة  الثانية للهجرة .

-أول من ابتدع القول بخلق القرآن والتعطيل عن صفاته .

-قال فيه الإمام أحمد بن حنبل :( وكذلك الجهم وشيعته دعوا الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث فضلّوا وأضلوا بكلامهم بشراً كثيراً ،فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو الله أنّه من أهل خَرسان ،من أهل ترمذ ،وكان صاحب خصومات وكلام .


نشأة الجهميّة : 

-قامت أفكار الجهم بن صفوان على كل ما هو مخالف لروح السلف الصالح من آراء وحقائق في العقيدة مُستجيباً لمختلف التيارات الفكرية الباطلة .

-قسّم شيخ الإسلام ابن تيمية درجات تأثر النّاس بهم لعدة مستويات إلى : 
الدرجة الأولى : وهم الجهمية المغالية الذين ينفون عن الله سبحانه وتعالى أسماءه وصفاته ،وإن ذكروا شيئا من الأسماء الحسنى عدّوها على سبيل المجاز.

الدرجة الثانية : هم المعتزلة ونحوهم الذين يعترفون بأسماء الله الحسنى لكن مع النفي لصفاته .

الدرجة الثالثة : هم جماعة يُقرّون بأسماء الله تعالى وصفاته ،لكن مع وجود صفة التجهم فيهم ،ولكنّهم يردّون مجموعة من الأسماء ،ومجموعة من الصفات الخبرية وغير الخبرية ويؤوِلونها .

 

●المرجِئة : في اللغة : قال الشهرستاني موضِّحاً بأنّها تحمل معنيين الأول : بمعنى التأخير ،مأخوذاً من قوله تعالى: " قالوا أرجه وأخاه " أي أمهله وأخّره .

والثاني : بمعنى إعطاء الرجاء .


-والمعنى الأول المنسوب إليهم صحيح ؛وذلك لأنّهم كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد .


-أمّا المعنى الثاني فهو ظاهر ،إذ إنهم كانوا يقولون لا تضرّ مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة .


-وقيل بأنّ الإرجاء هو تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة ،فلا يقوم عليه حكم ويُقضى في الدنيا إن كان من فريق أهل النار أو فريق أهل الجنة .


-كما تأتي بمعنى تأخير رضى الله عزوجل من أولى الأولويات والمراتب إلى رابعها .


•الأساس الذي يقوم عليه مذهب المُرجِئة : 


تقوم عقيد المرجئة على خلاف واضح في حقيقة وجوهر الإيمان وأركانه ومن ماذا يتألف ،والمعنى المحدد له ،وما يتعلق بذلك من أبحاث ومسائل .


وأكثر فِرق المُرجئة تقول بأنّ الإيمان شيء مجرّد في القلب ،وأنّ الأعمال الظاهرة لا ترتبط ارتباطاً وثيقاً وكليّاً بما يظهر من أعمال الإنسان حتى وإن كان كفراً أو زندقة ،كما كان عليه مذهب الجهم بن صفوان ،ولا يأخذ بما في إقرار اللسان أو الأعمال؛ لأنها لا تعدّ جزءاً من جوهر الإيمان وحقيقته .


● الأشاعرة : 

-تنسب الأشاعرة في الأصل إلى أبي الحسن الأشعري الذي ظهر في مدينة البصرة ،بعد أن استقلَّ بنفسه عن المعتزلة وأصبح رائداً لمنهجه بعيداً عنهم وعن آرائهم ،وقد مال إليه أكثر الناس في البلاد الإسلامية .


-التعريف بالمؤسس :

- أبو الحسن الأشعري : هو علي بن إسماعيل الأشعري ،أحد علماء القرن الثالث الهجري .

-وُلِد في البصرة سنة ٢٥٠ للهجرة ،وتوفي سنة ٣٣٠ هجري .

-مرّ الأشعري بثلاث مراحل : 

١. مرحلة الانتساب للمعتزلة والتعمّق بآرائهم وأفكارهم .

٢.مرحلة ما بعد التخلي عن للمعتزلة وانتسابه إلى ابن كلاب .

٣.مرحلة الرجوع إلى مذهب السلف والسير على خطاهم .


-دخل في مذهب المعتزلة وتعمّق به وتتلمذ على يد أبي علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب أحد مشاهير المعتزلة ،ثمّ هداه الله وخرج عنهم عائداً إلى مذهب أهل السنة والجماعة والسلف الصالح ،وتوّج علمه ودوّنه في كتاب سمّاه :

"الإبانة عن أصول الديانة" .

-ومما يذكر في شأن عودته لمنهج أهل السنة والجماعة هو تشتت ذهنه وتململه من اختلاف الفرق في زمنه .


●نشأة مذهب الأشاعرة : 

-يُعدّ من المذاهب الطارئة المُلفّقة بين أهل السنّة والكلام؛ لذلك صاروا أقرب الفرق الكلامية إلى أهل السنة .


-ومن جانب آخر فقد مرّت الأشعرية بالعديد من الأطوار التاريخية التي كانت تزيد من الفجوة وتباعد الشقة بينهم وبين أهل السنة ،ولاسيما بعد أن أُدخل زعماؤها اللاحقون إليها الكثير من الأسس والمعتقدات الداخلية من مثل : 

الفلسفة والتصوّف ،وعلم المنطق والكلام ،والجدل حتى صارت عقيدة الأشاعرة مزيجاً من ذاك الخليط .


●مجمل القول في الأشاعرة : 

-فإنّ الأشاعرة يوافقون أهل السنة في أمور من العقيدة ويخالفونَهم في أمورٍ أخرى .

-وفيما يوافقون أهل السنة فيه من أمور يجوز أن نطلق عليهم أنهم على السُنة من حيث اتّباعهم لذلك الأمر .

-لكنّهم في الجملة اتجهوا إلى مخالفة أهل السنة في أصول أخرى ليست قليلة ،مما يستدعي الإبهام والالتباس عند كثير من الأفهام .


● الماتُريديّة : 

-تُنسب هذه الطائفة إلى مؤسسها محمد بن محمد بن محمود المعروف بأبي منصور الماتريدي ،المولود في ماتُريد وهي من بلدان سمرقند فيما وراء النهر .


-تلقّى علوم الفقه والكلام على يد كبار علماء الأحناف في ذلك العصر أمثال أبي نصر العِياض وأبي بكر أحمد الجوزجاني وغيرهم ،حتى أصبح من العلماء الكبار المعروفين بين أهل الأحناف ،كما تتلمذ على بعض المشاهير في علم الكلام .


●بعض آراء الماتريدي : 

-نبذ التقليد والعمل على إقصائه بعيداً عن منهجهم وذمّه أيضا ،والاتجاه نحو إيراد الأدلة العقلية والشرعية على فساده والحثّ على وجوب النظر والاستدلال .


-يتجه في نظريته للمعرفة في كونه إلى سبيل إلى العلم إلا بالنظر ،وهو قريب من آراء المعتزلة والفلاسفة ،ثم يذكر أدلة كثيرة على وجود الله مستخدماً أدواتها ونظرياتها في الاستدلال .


-ذهب أهل السلف في شأن الاعتقاد بأسماء الله الحسنى على أنها توقيفية فلا نأتي بأي اسم على غير ما به السمع ،بينما يؤخذ على الماتُريدية عدم تفريقهم بين باب الإخبار عن الله تعالى وبين التسمية ،فاستحدَثوا وأضافوا في أسمائه ما ليس وارداً فيها من مثل الصانع والقديم والشيء ،كما أنّهم عطّلوا الكثير من أسماء الله تعالى و أوّلوها .


-يذهب الماتريدي في مسألة الصفات إلى إثبات الصفات لله تعالى الموافقة للعقل ويؤولون ما سواها .


-له آراء في مسألة الإيمان من مثل : أنّ الإيمان هو تصديق القلب دون إقرار اللسان وغير ذلك من الأمور والمسائل .

● اليزيدية : 

-هي طائفة يتألف معظمها من الجنس الكردي ،ويتواجد أتباعها في بعض بوادي الشرق الأدنى ،وبنحو خاص في المناطق التالية : 

١.قضاء شيخان في الشمال الشرقي من الموصل ،والذي يعد من أهم مراكزهم من الناحية الدينية والسياسية ؛لوجود قاعدة أميرهم "كعابَدرى" ،وقبر الشيخ عادى وهو من أعظم مقوّماتهم الدينية . 

٢.قضاء سنجار وديار بكر وجبل الطور .

٣.منطقة حلب حول كلّس وعينتاب .

٤.البلاد الأرمينية الواقعة على الحدود بين تركيا وروسيا .

٥.وهناك بعض اليزيدية المتواجدين في إيران .


-يجهل اليزيديّون أنفسهم السبب في تسميتهم بهذا الاسم ،إلّا أنّ بعض الباحثين نسبهم إلى يزيد بن أنيسة ،وبعضهم الآخر قالوا بأنهم ينتسبون إلى مدينة (يزد أو يزدان) الفارسية وهي تعني "الله" ،أو( إيزاد ) ومعناها "خليق بالعبادة" ،وتُعرف في ديانة المجوس بأنّها الملائكة التي تتوسط بين الله والبشر وتنقل مشيئته إليهم .


●بعض المعتقدات اليزيدية : 

تجمع اليزيدية بين خليط متعدد العناصر ،فمن وثنية قديمة وعناصر إيرانية زردشتية ،وأخرى يهوديّة ونصرانية وإسلامية ،ونذكر من هذه المعتقدات : 


-إيمانهم بوجود إله أكبر خالق لهذا الكون ،إلّا أنّ هذا الإله لا يُعنى بتدبير شؤون الكون وإدَارته والتحكم فيه ؛لأنّه أوكلها لمساعدهِ ومنفّذ أمره "الملك طاوس " الذي يرتفع في أذهان اليزيدية إلى مرتبة الألوهية ،لدرجة يمكن أن تصل بهم إلى التسبيح والتضرّع إليه ،ويكادُون ينسون من أجله الإله الأكبر المتعالي عن هذا العالم .


-ومن معتقداتهم عن  " الملك طاوس " بأنّه عصى الله في بدء الخليقة ؛فعاقبه الله تعالى على خطيئته فظلّ ينتحب ويبكي سبعة آلاف سنة ،حتى ملأ من دموعه الجرار، وألقاها في جهنّم فأطفأها . فأعاده الله لمركزه الرفيع في إدارة الكون ،ومن وجهة نظر اليزيدية بأنّ الديانات الأخرى مُخطئون عندما يلعنون الشيطان ،فإنْ لم يكن تمجيده وتسبيحه لعظمته ،فيكفي أن يسبّحوه دفعاً لأذاهُ وغضبه ،إذ هو خالق الشر ،وعلى ذلك تكون نظرة اليزيدية للشيطان مختلفة عن سائر الديانات .
-أما اعتقادهم بشأن النبي فهو عند هذه الديانة يُعرف بالشيخ " عادى " الذي تقصّ عليه اليزيدية القصص والأخبار العديدة ،وربما يرفعونه أحياناً إلى ما فوق درجة النبوّة والقداسة ،حتى يتّحد بالملك طاوس ويشاركُه في الألوهية . تعالى الله الملك الحق .

-ومن معتقداتهم تجاه العبادات : قولهم بأنّ الصلاة ليس لها ميعاد مفروض وليس لها طريقةً ونظاماً يحدد كيفيتها، فالصلاة عندهم محلّها القلب وفي السرّ ،كما أنهم لا يجدون مانعاً محرَّماً لشرب الخمر .


-كما لهم العديد من الأعياد والمناسبات والاحتفالات التي يُحيون فيها الأفراح ويقيمونَها بالأكل والشرب والغناء والرقص من مثل : ١.عيد الخضر إلياس  .

٢.عيد القربان الذي يقابل عيد الأضحى عند المسلمين أو يسبقه بيومين والذي يتوجب فيه على كل يزيدي أن يذبح ذبيحة .

٣.وكذلك يُعنون  بإحياء ليلة القدر والسهر فيها حتى حلول صبيحة اليوم التالي متبادلين الولائم والأطعمة ،ولهم مزاعم في شأنها بأنّ الملائكة يحضرون تلك الليلة من السماء إلى الأرض ؛ليُثبتون في دفاترهم من يقضي عليه الموت في تلك السنة ومن يولد ،وإنّما حجتهم في سهر الليل وصحوّ النهار هو إكرام ملك الموت وإكرام ملك الشمس .