أسطورة كهف أفلاطون

أسطورة كهف أفلاطون

- كهف أفلاطون
  • - كان أفلاطون متأثرا بقصة سقراط ونهايته المأساوية.
  • - فسقراط كان رجلاً صالحاً يدافع عن القيم و الأخلاق و الحق ،لكن قومه كرهوه واتهموه بأنه يتعرض لآلهتهم بسوء وتم الحكم عليه بالإعدام. ومات سقراط نتيجة لهذا الحكم الظالم ولم يهرب بالرغم من أن الفرصة قد أتته لعمل ذلك ولكنه فضل الموت على أن يكسر القانون اللذي عاش طوال عمره لينادي بإحترامه.
- تتكون القصة من 5 أجزاء:
  • 1-  مجموعة من المساجين محبوسون منذ نعومة أظافرهم في كهف تحت الأرض.وهم يجلسون بحيث تكون ظهورهم موجهة لمدخل هذا الكهف. وهم مكبلون من أعناقهم وأرجلهم بحيث أنهم لا يستطيعون القيام أو الإلتفات إلى الخلف. ويوجد خلف هؤلاء المساجين مسرح عالى لايرونه كمسرح العرائس المتحركة. وتوجد فوق هذا المسرح نار خافتة هي مصدر الإضاءة الوحيد في هذا الكهف. ويمر أمام هذه النار حراس وهم يحملون تماثيل ونماذج للأشياء المختلفة كالحيوانات و النباتات إلى آخره. فيرى المساجين ظلال هذه التماثيل و النماذج على الجدار القائم أمامهم. وأحيانا يصدر الحراس أصواتا  فيعتقد المساجين ان هذه الأصوات تصدر من الظلال أمامهم. وقد يتبارون فيما بينهم في تفسير ما يرونه ومن منهم صاحب أفضل تفسير.
  • 2-  يتقدم أحد الحراس نحو سقراط القابع وسط هؤلاء المحبوسين ويجبره أن يدير عنقه إلى الخلف ليرى النار ويرى الأشياء المحمولة في الخلف. فهل ستكون هذه العملية سهلة؟ بالتأكيد لا. فهذه عملية مؤلمة. وسوف يقاوم إدارة رقبته. كما أن ضياء النور المباشر قد يضايق عينيه. و إذا أخبره أحد الحراس أن هذه الأشياء هى أقرب للواقع من الظلال التى يراها على الجدار فهل سيؤمن بذلك؟ بالتأكيد لا. بل سيعتقد أن الظلال التى كان يراها وألفها طوال عمره هي الحقيقة وأن هذه النماذج و التماثيل هي شئ مصطنع و ليس حقيقي.
  • 3-  الآن يجبر الحراس سقراط على النهوض والخروج خارج الكهف إلى ضوء النهار. بالطبع ستكون هذه العملية في غاية القسوة. فشدة الضوء سوف تعمي عينه عن الرؤية و سوف يصاب بالذعر والحيرة. ولكن بعد فترة سيتعلم أن يتأقلم على الوضع الجديد. فسوف ينظر أولا الى ظلال الأشياء على الارض  وبعد فترة سينظر إلى إنعكاساتها فوق سطح الماء وبعد فترة سينظر إلى الأشياء مباشرة . وسيدرك العلاقة بين هذه الأشياء  و الظلال التى كان يراها سابقا في الكهف. ثم بعد ذلك سينظر إلى السماء ليرى الضياء و النجوم و القمر.
  • 4 - الآن سوف ينظر سقراط إلى الشمس نفسها ويدرك أنها مصدر الضياء في الكون بل أنها مصدر النار التى كانت في الكهف. وسيدرك الحقيقة كاملة وسيرثى على حاله سابقا وحال زملائه في الكهف الآن. حيث أنهم قابعون في أوهام ولا يدركون عن الواقع شيئا.
  • 5-  الآن ينزل سقراط مرة أخرى إلى الكهف حيث يوجد رفاقه السابقون. ولكن سقراط قد طرأ عليه تغيير فهو لم يعد سقراط القديم وعيناه لم تعد معتادتين على الظلام كما كانتا في السابق. وسيعتقد زملاءه أن رحلته للخارج قد أتلفت عينيه وسيحاول أن يخبرهم بالحقيقة ولكنهم لن يصدقوه وسيفشل في أيّ تحدي يخوضه معهم فعيناه لم تعد تدرك ما كانت تدركه سابقا.وسيسخر منه زملاؤه وسيقولون أن عقله قد تلف أيضا. وإذا حاول أن ينهضهم بالقوة ويحملهم على الخروج الى الخارج فسوف يثورون عليه وقد يقتلوه.
- كانت هذه قصة كهف أفلاطون. ومن خلال هذه القصة يلمح أفلاطون إلى النقاط التالية:
  • 1الجزء الأول : تعبر عن الواقع القائم. فالناس عبيد لحواسهم المباشرة. ومايدركونه من صور وأصوات ليس إلا زيف وخداع وأشياء زائلة و لاتعكس الحقيقة الاصيلة.
  • 2 الجزء الثاني:من القصة يمثل أول مراحل الإدراك. وهذه العملية مؤلمة وفيها يدرك الانسان حقائق أعمق ويضحي بالصور المباشرة التى تقدمها لها حواسه مقابل تفسير أعمق وأشمل. وهذه المرحلة تمثل مرحلة إكتساب العلوم الطبيعية التجريبية
  • 3 الجزء الثالث: وهو يمثل ثاني مراحل الإدراك وفيها يتعرف الإنسان على أصل الأشياء وعلى الأفكار الحقيقية الصحيحة خلف المظاهر المختلفة. وهذا يمثل علم الرياضيات والفنون
  • 4 الجزء الرابع: وهو يمثل المرحلة النهائية للإدراك البشري وفيها يدرك الإنسان الحقيقة الأساسية التى هي وراء كل الحقائق الأخرى
  • 5 الجزء الخامس: وهو يمثل الإلتزام الأخلاقي لسقراط أو للفيلسوف عموماً بتوعية أهله وتنويرهم حتى وإن كان ذلك يمثل خطورة عليه وإن أرادوا قتله.
- في الختام:
  • - هنا نكون انتهينا من عرض موضوع قصة الكهف لأفلاطون. وهي قصة قد تبدو  مثيرة  ومسلية. بل يمكن أن تكون أكثر من ذلك فقد تكون باعثاً على التأمل والتدبر فيما وراءها.
 - وأخيرا:  إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
- لاتنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
- ودمتم بكل خير .