هل سمعت صرخة معذبة ل 150 مليون طفل عامل ؟

هل سمعت صرخة معذبة ل 150 مليون طفل عامل ؟

  • _ كلنا يتذكر رواية الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز ( أوليفر تويست ) ،التي صور لنا الطفولة المعذبة في انجلترا إبان الثورة الصناعية ، التي بدأت في القرن الثامن عشر .. 
  • _ لقد انقضى أكثر من قرن على صدور الرواية ، طرأت خلاله تطورات عميقة على الحياة في أوروبا ، إلا أن الكثير من الدول ظلت بعيدة عن تطبيق قوانين تحريم تشغيل الأطفال في المصانع ، ولكن يبدو أن انتشار الفقر والبطالة ، ورخص الأيدي العاملة بين الصغار ، أدى إلى الإستعانة بالأطفال في عملية الإنتاج وعادت المأساة ...
  • * الأطفال العاملون في العالم اليوم :


  • في العالم اليوم 150 مليون طفل بين الخامسة والسابعة ، يعملون في البناء ومصانع النسيج ، بأجور تافهة لا تكاد تسد الرمق .. 
  • ففي دول أمريكا اللاتينية يعمل الصغار في البناء ، ويحمل هؤلاء الطابوق فوق ظهورهم مما يؤدی بمرور الزمن إلى تقوس الظهر وتراخی الفقرات ، أما الذين يعملون في المصانع فيتعرضون إلى امتصاص السموم الكيماوية والغازات الأخرى التي تضر بالصحة . 
  • _ وفي الدول النامية وحدها 75 مليون طفل في عمر الثامنة ، يعملون في الورش وأعمال البناء ، وفي مسح الأحذية ، أو كباعة متجولين .. 
  • _ إنهم يضعونهم في مواقع العمال القادرين على العمل ، وترتفع نسبة البطالة ، فالأطفال يتقاضون أجورآ منخفضة ، فنجد مثلاً في جزيرة هایتي آلاف الأطفال يعملون في نقل الماء ، ويتقاضى الواحد منهم لقاء 15 كليو جراما من الماء 50 سنتآ أمريكياً ، رغم أن القانون ينص على أن الحد الأدنى لأجر العامل هو أربعة دولارات ..
  • _ وفي الهند يعمل 40000 طفل في صناعة تغليف الألعاب النارية ، ويتقاضى الطفل 40 سنت يومياً ..
  • _ أما أصحاب المصنع فيجني ربح سنوي مقدر بحوالي 150 مليون دولار .. 
  • _ وإذا ما عصى الطفل تعليمات وأوامر صاحب المصنع ، يلجأ إلى أعنف أساليب العقاب ، ومن بينها كي جسده بقضيب معدني ملتهب .
  • * ظاهرة أم تبيع أطفالها :


  • في تايلاند دفع الفقر أم إلى بيع طفلتها البالغ ثمان سنوات إلى مصنع الغزل للعمل طيلة اليوم ، وطيلة العام بمبلغ 100 دولار ، وتعمل هذه الطفلة طوال ساعات النهار في غرفة ساخنة ، فإذا مرضت وجب عليها أن تعوض أيام غيابها بالعمل ساعات إضافية ، أما إذا تباطأت في العمل فإن المسؤل يضربها بالعصا ضربآ مبرحآ يمزق نياط القلوب . 
  • وتنام الطفلة مع بقية الأطفال على الأرض بدون فراش ! 
  • _ وتعد هذه الأساليب شكلاً من أشكال العبودية الحديثة ، رغم أن قوانين العمل في العالم وقوانين الأمم المتحدة تحرم ذلك ، ولكنهم لا يدركون مضمون هذه القوانين ، بسبب غياب النقابات والجمعيات التي تهتم بأمور الطفولة .. 
  • _ وفي أمريكا اللاتينية وأفريقيا يعمل الأطفال في خدمة العوائل الثرية ، وإذا حاول أحدهم الهرب يضربه رب العمل بقوة ، وتسقط دموعه طالبآ الرحمة ...
  • أما الفتيات الصغيرات فيتعرضن للإغتصاب !
  • _ وفي أمريكا الوسطى يعمل الأطفال في الحقول والمزارع في موسم الحصاد ، وجني الثمار من الأشجار . 
  • * تدهور صحة الأطفال في العمل :


  • ولكن وغالباً ما يقوم أصحاب المزارع برش هذه الحقول من الطائرات بالمواد الكيماوية المبيدة للحشرات ، الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على صحة هؤلاء الأطفال . 
  • _ وفي كولومبيا يعمل الأطفال في مناجم الفحم الضيقة المسالك والممرات ، ويصابون بعد فترة من الزمن بالسل الرئوي .. 
  • _ ولنعد إلى تايلاند ، حيث يعمل أغلب الأطفال في مصانع الزجاج ذات الحرارة العالية ، التي تصل إلى درجة مئوية دون وجود مراوح أو أجهزة تكييف ...
  • _ وفي البرازيل يعمل الأطفال في مصنع نفخ الزجاج لصناعة الأقداح ، فيتعرضون للتسمم لاستنشاق أوكسيد الحديد والزرنيخ والسيليكون ، مما يؤدى إلى إصابتهم بأمراض في أجهزة التنفس ...
  • _ أما الأطفال الذين ينقلون الطابوق فوق ظهورهم في أعمال البناء في الكثير من دول العالم الثالث ، فإنهم يتعرضون لآلام مستمرة في العمود الفقري ، يتعذر علاجها ويشكو أغلب الأطفال الذين يعملون في الساعات طويلة من أوجاع في عظام ساقين والساعدين ، وتنتهي حياة أغلب هؤلاء قبل بلوغهم سن الرشد ..
  • _ وفي الهند يموت أغلب الأطفال بالإنفجارات الكيماوية والصدمات الكهربائية ، نتيجة لانعدام الأمن الصناعي داخل المصانع .. 
  • _ أما في أفريقيا فيعمل الأطفال طيلة الشهر بمبلغ دولارين ، وعندما يتعذر على الطفل إیجاد عمل له ، يضطر إلى التسول أو البحث عن الطعام في القمامات .
  • * الطفل والمستقبل :


  • إن قوانين العمل تحرم تشغيل الأطفال في المصانع وأعمال البناء ، وغير ذلك من الأعمال الشاقة ، إلا أن :
  • 1_ الفقر المتفشي في الدول النامية .
  • 2_ انعدام الترابط بين أفراد الأسرة في الدول المتقدمة .
  • 3_ عدم اهتمام المسؤولين بهذه الظاهرة لعدم وجود برامج للإصلاح الشامل ..
  • جعل الأطفال يقذفون بأنفسهم في هوة الأعمال الشاقة لتوفير لقمة الخبز ، مما يؤثر بدوره على الأيدي العاملة حيث يعد الطفل عاملاً منافسآ للعمال في البلدان النامية ..
  • إضافة الى أنهم أيد عاملة رخيصة تغري أصحاب الأعمال على استغلالهم دون وازع ديني أو إنساني أو قانوني ..
  • * الأطفال العاملون في نهاية المطاف :


  • إن ثمة قصصاً مؤلمة عن جنوح الأطفال إلى الجريمة والتسول والبغاء والعمل الشاق ..
  • وقد آن الأوان لتشريع قانون يمنع تشغيل الأطفال ، وينبغي على الحكومات في الدول النامية فرض ضريبة على كل مواطن ، تسمى ( ضريبة الطفولة ) وتودع في صندوق خاص تشرف عليه الهيئات الإجتماعية لإنفاقها على الأطفال الفقراء لتعليمهم ، وإيجاد أعمال لهم ، لكي نعيد لهم الإبتسامة المشرقة ، والفرحة العذبة ، أسوة بالأطفال السعداء في العالم .. 
  • " فالطفل هو المستقبل " .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.