مفهوم القومية والفرق بين القومية والوطنية

مفهوم القومية والفرق بين القومية والوطنية

  • إذا كنا في بحوثنا السابقة حتى الآن قد استعملنا كلمة أمة وأحياناً أخرى كلمة قومية فلا بد أن نمضي  في بحثنا هذا من أن نفصل ما نقصده من وراء كل هذين اللفظين .
  • 1- معنى القومية والأمة


  • - الأمة : هي جماعة ثابتة من الناس تكونت تاريخياً وتقوم وحدتها على أساس من وحدة اللغة والتاريخ والثقافة والأرض والمصالح المادية والمشيئة المشتركة ويلعب الدين أحياناً دوراً هاماً في بناء الأمم كما كان عليه الأمر في الماضي حين كانت الرابطة الدينية تمثل أقوى الروابط الاجتماعية .
  • - أما القومية : فهي الأمة حين تدرك ذاتها وتعي حقيقتها وتتحفز للدفاع عن وجودها ضد ما يتهددها من أخطار وما يقوم في وجهها من تحديات وما يعترض سبيلها من عوائق .
  • إن معظم عناصر تكوين الأمة هي عناصر القومية فهي عناصر تكوين الأمة مضافاً إليها الوعي ، الإرادة والتصميم أي مضافاً إليها العنصر الذاتي المنبعث عن الوجود الحقيقي الواقعي لهذه الأمة .
  • 2- القومية والوطنية


  • - ولنزيد مفهوم القومية وضوحاً نقول : إن القومية هي حب الأمة والاعتزاز بها والوطنية هي حب الأرض التي تسكنها الأمة وتقوم عليها الدولة غير أن الارتباط بين مفهوم القومية والوطنية ليس واحداً دائماً .
  • أ- إن الأمة حين تؤلف دولة واحدة مستقلة تكون القومية في هذه الحالة منطبقة على الوطنية .
  • ب- وعندما تؤلف الأمة الواحدة دولاً متعددة كل واحدة مستقلة بنفسها فإن النزعة القومية في مثل هذه الحالة تولد فكرة وطن قومي أوسع وأعظم من الأوطان الراهنة ومن البديهي أن القومية في مثل هذه الحالة لا تنطبق على الوطنية انطباقاً كاملاً كما هو عليه الأمر عند السوري أو العراقي أو الجزائري .
  • ج- وقد تكون الأمة محرومة من دولة خاصة بها وتابعة لدولة أجنبية عنها وعندئذ ترمي القومية في هذه الحالة إلى تكوين دولة جديدة خاصة بها .
  • د- وقد تكون الأمة محرومة من الاستقلال وفي الوقت نفسه مجزأة وموزعة بين عدة دول أجنبية عنها كما كان عليه حال الأمة العربية في مطلع القرن العشرين .
  • 3- عصر القوميات


  • - اتفقت كلمة الباحثين على تسمية القرن التاسع عشر باسم ((عصر القوميات )) وذلك بالنظر إلى اتجاهاته السياسية الأساسية أما قبل القرن المذكور فلم تكن القومية تلعب دوراً يذكر في تكوين الدول وتخطيط حدودها بل كان ذلك يتقرر بحسب نتيجة الحروب وزواج الملوك أو وفاتهم أما في القرن التاسع عشر فقد ظهرت الفكرة القومية وتغلغلت في النفوس وقلبت كيان الدول وغيرت خارطة أوروبا .
  • - وكانت ألمانيا بحكم ظروفها السياسية موطن الفكر القومي وكذلك إيطاليا وكانت النمسا وروسيا بحكم كونهما امبراطوريتين تحكمان عدداً من الشعوب المغلوبة تعارضان مبدأ القوميات وكذلك كان شأن الامبراطورية العثمانية التي كانت تحكم عدداً من القوميات الأخرى في أوروبا وآسيا وإفريقيا بما في ذلك الأقطار العربية .
  • - كان رجال الدين الكاثوليكي عموماً يعارضون مبدأ القوميات ويكفرون أصحابه ذلك لأن الإصلاح الديني الذي قام به البروتستانت كان في الحقيقة خطوة هامة في الطريق إلى عصر القوميات إلا أن الكنيسة الكاثوليكية عادت فغيرت موقفها خلال القرن الأخير وأصبحت تعترف بوطنية الكنيسة .وقد شبه (فيخته) الفيلسوف الألماني الفكرة القومية ( بصورة إسرافيل ) أنها تحيي الأموات وتخرج الشعوب من قبورها وقال (ماكس نوردوا) عن القومية : أنها ظاهرة طبيعية مثل المد والجزر وحرارة الشمس في الصيف وبرغم اهتمام المفكرين الغربيين بشرح الفكرة القومية وبيان قوتها إلا أنهم لم يتصوروا أن مبدأ القوميات يمكن أن يشمل شعوب آسيا وإفريقيا أيضاً فقد كانوا يتوهمون أن هذه الشعوب محرومة من قابلية التقدم والتمدن حتى أن ( ماكس نوردوا) كان يريد أن يجعل من شمالي إفريقيا مهجراً ومستوطناً للشعوب الأوروبية بعد دفع سكانها نحو الجنوب إلى الصحراء الكبرى ليفنوا هناك .إلا أن مبدأ القومية أثبت أنه قانون اجتماعي يحكم جميع الأمم وليس أثره مقصوراً على شعب دون آخر .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.