مفهوم العولمة

مفهوم العولمة

  • - العولمة في اللغة تعني ببساطة جعل الشيء عالمي الانتشار في مداه أو تطبيقه. وهي أيضاً العملية التي تقوم من خلالها المؤسسات، سواء التجارية أو غير التجارية، بتطوير تأثير عالمي أو ببدء العمل في نطاق عالمي.
  • - ولا يجب الخلط بين العولمة كترجمة لكلمة globalization الإنجليزية، وبين "التدويل" أو "جعل الشيء دولياً" كترجمة لكلمة internationalization.
  • - فإن العولمة عملية اقتصادية في المقام الأول، ثم سياسية، ويتبع ذلك الجوانب الاجتماعية والثقافية وهكذا.
  • وكثيرة هي التعاريف التي طرحها أهم المفكرين العرب والإسلاميين للعولمة، نذكر منها:
  • - "ازدهاراً لأيديولوجية السوق واختفاء الوطنية كقيمة... لأن الشركات الكوكبية أو المتعدية الجنسيات تفرض وجهة نظرها على حكومات الدول النامية" (إسماعيل صبري عبد الله – الندوة العربية العالمية التي نظمتها مجلة الطريق في الذكرى العاشرة لاستشهاد مهدي عامل).
  • - "هي الإمبريالية في مرحلة سقوط التعددية القطبية... وفي عصر نواجه فيه تحولات جديدة في أشكال الاستغلال والاغتراب.." ( د. طيب تيزيني – محور العولمة وقضايا الهوية ).
  • - "هي استلابية.. قاتلة للحضارات وثقافات الشعوب وملغية للدول الوطنية والمجتمعات القومية" (محور العولمة وقضايا الهوية – مجلة النهج ).
  • - "هي إمبراطورية الفوضى الرأسمالية.. سيطرة رأسمال متعدي الجنسيات، يعمم الفوضى ويحيّد تدخل الدولة.." (سمير أمين – إمبراطورية الفوضى ).
  • - ظهر مفهوم العولمة أول ما ظهر في مجال الاقتصاد للتعبير عن ظاهرة آخذة في التفشي في العقود الأخيرة.
  • - العولمة هي ببساطة مرحلة من اللامركزية، حين يتم التخلي عن الهيمنة وتستبدل بفترة من المنافسة الشديدة وبلا مركزية سياسية وتكثيف في منطقة جديدة من النظام العالمي.
  • - وهي التقاء ثلاث ظواهر مستقلة، أولاً القانون الطبيعي للاقتصاد الرأسمالي الذي يتبع منحدر الربح الأقصى، ثانياً الإمكانيات الجديدة للانتقال والنقل، وأخيراً انخفاض المسافات أو حتى انعدامها بفضل التكنولوجيا الرقمية فيما يتعلق بالاتصالات غير - المادية (الصوت، الصورة، المكتوب، ومجموع المعارف الرقمية).
  • - والعولمة كما يراها (فريدمان) هي نظام عالمي حل محل الحرب الباردة، وهي عبارة عن اتحاد وتكامل التكنولوجيا ورؤوس الأموال، فضلاً عن تدفق المعلومات عبر الحدود الإقليمية، وهذا خلق سوقاً عالمية واحدة سميت بالقرية الكونية.
  • - ويفرق البعض بين العولمة، والعالمية، مؤكداً بأن العولمة احتواء للعالم وفعل إرادي يستهدف الآخر. فاصطلاح (العولمة) هو اصطلاح متعدد الدلالات ويستمد تعريفه من جملة محددات خارجية تقوم على إرادة القوى ومقاصد المعنى.
  • - ولو اتجهنا إلى المسرح العربي بحثاً عن تعريفات لمفهوم العولمة سنجد أنفسنا في وسط تتوه فيه الأفكار فيما يتعلق بمسالة الجمع والتفرقة ما بين مفهومي ( العولمة والأمركة ) فنجد البعض يتجه إلى المطابقة ما بين العولمة والأمركة أو ( النظام العالمي الجديد ) على اعتبار أن العولمة ليست سوى نموذج لسيطرة الأمركة والنظام العالمي الجديد كنموذج لدولة العناية الكلية، في الوقت الذي يرى فيه آخرون ضرورة إقامة طاولة حوار ما بين العولمة والعالمية أمثال ( برهان غليون ) الذي يحدد العولمة على اعتبارها ثمرة عوامل التطور التكنولوجي وثمرة تطور حضاري حقيقي إلا أنها كأي موضوع حضاري فمن الممكن استخدامها كعامل سياسي استراتيجي الهدف منه السيطرة السياسية والاقتصادية عبر استخدام التكنولوجيا المتطورة .
  • - وفي حين ينظر البعض للعولمة على أساس كونها شكلاً من أشكال الإمبريالية الناعمة نجد في الاتجاه المقابل من يرى بأنها صلة وصل ما بين استعمار السوق واستعمار الصورة معاً وبالتالي فمن الضروري أن نجد حل يكون بمقدوره الوقوف في مواجهة هذه الهجمة الخطيرة على العالم والمسماة بالعولمة.
  • - ويمكن تلخيص العولمة في كثافة انتقال المعلومات وسرعتها إلى درجة أصبحنا نشعر أننا نعيش في عالم واحد موحد. أو كما قال "ماكلوهان" صاحب أول محاولة مهمة عن العولمة، في قرية كونية. بما توحي كلمة (القرية) من علاقات قرابة وجوار ومحدودية في المكان والزمان. فهناك إذاً أثر وتأثير متبادلان مستمران، يقودان إلى الاعتقاد بأن هناك ميلاً لا راد له، إلى توحيد الوعي، وتوحيد القيم، وتوحيد طرائق لسلوك وأنماط الإنتاج والاستهلاك، أي قيام مجتمع إنساني موحد.
  • - فالعولمة تحمل معها مجموعة من الشعارات التي ستؤثر على شعوب العالم ومن أهمها شعارات الخصخصة والديمقراطية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان وحرية تدفق المعلومات والسوق العالمي الحر المفتوح بدون قيود.
  • - وهناك البعض من يرون أن العولمة كنظام عالمي جديد فرض نفسه على العالم أجمع، على الرغم من كثرة معارضيه، فهذا النظام له تأثيراته الإيجابية كما له تأثيراته السلبية في مختلف نواحي الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية وغير ذلك.
  • - إنها نظام لا بد من فهمه وتفكيكه والتعامل معه بما يلزم من أدوات معرفية في مستويات الاقتصاد والسياسة والثقافة. حيث يتيح هذا النظام إمكانات هائلة للتحكم والاتصال من على بعد، ويتيح ليس فقط السمع والرؤية على مسافات شاسعة، بل يتيح أيضاً عبر الشبكات الإعلامية والقراءة الإلكترونية، ضروباً جديدة خارقة من الاتصالات، كعقد صفقات أو إجراء ندوات ومداولات بين أناس يقيمون في بلاد متباعدة في أنحاء المعمورة.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.