- هي جزء من بريطانيا ، وما هي بجزء ، لأنها جزيرة ولأنها شبه مستقلة ، أقرب بعاداتها ، وتقاليدها ، ونمط حياتها ، إلى القارة الأوربية منها إلى انكلترة ..
 - هذه الكتلة الجبلية التي لا تربط أطرافها السكك الحديد ، فقد اقتلعت منها اقتلاع ، وإنما سلسلة من الطرق العصرية الممتازة .
 - 
	
- وصف الطريق إلى الجزيرة :
 - 
	
إن المناظر تبدو وأنت تخترق مقاطعة همبشاير مزاجاً من مدن صغيرة ، وقرى وحقول وأرياف ، على نحو ما تشهد عادة عندما تسافر بالسيارات العامة ، التي تتعمد اختراق مراكز المدن لتستزيد من الركاب ، لا أن تتحاشاها باتباع الطريق السلطانية خارجها ، توخياً للسرعة ، وتفادياً لعرقلة المواصلات ، التي تتسم بها ميادين المدن وشوارعها . - 
	
- من سطح الباخرة لجزيرة وايت :
 - 
	
تقريباً بعد مضي ساعتين ونصف الساعة ، تصل لميناء سوثمبتون Southampton ، وستستقل الباخرة ، التي فيها كل متطلبات الراحة ، رغم أن السفرة ستكون قصيرة ، ولن تتجاوز الخمس والعشرين دقيقة ، ولكن الباخرة لا تستطيع بلوغ ساحل الجزيرة تماماً ، فتقف على مبعدة منه ، لذلك ابتدعوا وسيلة بارعة بادخال لسان إلى البحر ، تنزلق عليه البواخر القادمة من انكلترة ، وعندها تجد نفسك في جزيرة « وايت » Wight . - 
	
- طريق الجسر المؤدي للمحطة :
 - 
	
إن الجسر الحديد داخل في البحر ، وفي نهايته محطة قطار ، يقطع ما تبقي من البحر ، وإن شئت سرت مشياً على الأقدام ، أو استقللت سيارتك الخاصة بعد أخذ إذن بالعبور قبل يوم . - 
	
- ساحل الجزيرة :
 - 
	
إن الساحل مألوف كأكثر السواحل السياحية المعدة للمصطافين ، أو بالأحرى « المخرفين » ، فجمال الرحلة في شهر الخريف أو أواخر صيف جزيرة وايت ، لأن صيفها يختلس الخريف شطراً ، فهو أطول من صيف انكلترة المعتاد . - إنها لا تختلف كثيراً عن برایتون Brighton ، إلا بساحلها الرملي ، لأن ساحل برایتون « حصباني » ، فالمطاعم وأماكن اللهو والمقاهي وحوانيت التحف والتذكارات ، هي هي ، متناثرة هنا وهناك ..
 - 
	
- إلى وصف الحوامة :
 - إنه شيء ضخم أشبه بالسلحفاة الصناعية ، ذات القاعدة الرخوة المطاطية ، رابضة فوق الرمال ، ترى ما تکون ؟
 - نعم إنها « الهوفرکرافت » السفينة البرمائية ، أو الحوامة ، لكن متى تقلع ؟
 - إذا قمت بتجربة جديدة تضاف إلى العديد من تجاربك ، فلعلك تضيف بعداً جديداً لأبعاد الحياة ، التي لا تكاد تعد أو تحصر .
 - 
	
- تشغيل الحوامة :
 - عندما تنتفخ أوداج « الحوامة » ، فإنها کالسهم ، محدثة ضوضاء مزعجة ، ناثرة المياه على سطح البحر ، بزبد راغ ، إنها تطير ولا تطير وتسبح ولا تسبح ، ذلك لأنها تسير فوق وسادة هوائية ، تصنعها بنفسها تلقائياً ، لتتمكن من هذا الضرب من الإبحار المائي - الهوائي ، فتفوق البواخر الإعتيادية سرعة ، وهي مستديرة ، وتكون غاصية بالركاب ، وعندما تنتهي جولتها ، تعود لتستقر على الرمال ..
 - 
	
- قول الشعراء في مدح الحوامة :
 - - أخذ الشعراء فيهم النشوة الشعرية كل مأخذ ، فتناولوا ودونوا الأبيات الشعرية الجميلة التالية :
 - أحببتها وهي فوق الرمل جائية
 - حوامة أدهشت بالحسن رائيها
 - حتى إذا انتفخت أوداجها غضباً
 - أرتك من خلقها ما لم يكن فيها
 - غول إذا ما عدت ، طير إذا ارتفعت
 - حوت إذا مخرت في سيرها تيها
 - أعجوبة الدهر في لطف وفي غضب
 - جبارة حين يدعو الجد داعيها
 - وسادة تحتها في التو تصنعها
 - من الهواء کعرش عز تشبیها
 - فليس بر ولا يم برادعها
 - عن الحراك ، إذا هبت خوافيها
 - والحسن أجمع مخبوء بباطنها
 - فغادة ههنا ، قلبي يناغيها
 - والكل يرنو بشوق نحو طلعتها
 - فتبسم الشمس زهواً من مآقيها
 - تحدت البحر في سلطان زرقته
 - فراح يعجل بالأزباد يخفيها
 - 
	
- سبب عدم استعمال الحوامة بنقل الزوار :
 - - ربما تسأل :
 - إذا كانت الحوامة بهذه السرعة ، فلم لا يقلوا الزائرين في ظرف سبع دقائق ، بدلاً من الخمس والعشرين دقيقة ، التي تحتاجها في الباخرة ؟
 - فالجواب : لأنها أبهظ أجر ، ولأن بعض الناس لا يحبونها ، إذ يشعرون كأنهم في سيارة ( باص ) غريبة الأطوار ، بل أن فريقاً منهم يشعر بالدوار فيها ، على حين أنهم لا يشعرون بشيء من ذلك في الباخرة المكيفة الذبذبات.
 - 
	- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.