ماذا يقول توقيعك الذي ترسمه على الأوراق ؟

ماذا يقول توقيعك الذي ترسمه على الأوراق ؟

  • - مقدمة تساؤلية :


  • لم الإهتمام في توقيع الشيكات ؟
  • الجواب لا يخفى على القارئ الذكي ، ربما يكمن في سر الخصوصية التي يتميز بها إمضاء كل أمين صندوق ومحاسب ..
  • وحذار حذار من التقليد ..!
  • والأمر لا يقتصر على تواقيع موظفي المصارف وأصحاب الأموال ، بل يتعداه ليشملك في كتاب يبحث في علم الدلالة صدر عن جامعة اكستر ..
  • - أنواع التواقيع حسب الدكتور فريس :


  • حاول المؤلف الدكتور فريس الأستاذ في جامعة اكستر التمييز بين نوعين من المعنى .. 
  • درعا الأول ب ( المعنى القاموسي ) :
  • والمقصود به المعنى المدرج ضمن المعاجم والموسوعات العلمية ..
  • وأطلق على الثاني تسمية ( نظير المعنى )على غرار مصطلح ( شبه عسكري ) : 
  • ويريد به الشيء الذي لا يمكن الإشارة إليه صراحة بعبارة ( معنى ) رغم كونه شديد الشبه به . 
  • ويبدو أن ما أسماه أو بالأحرى ( المضمون الدقيق ) إذا جاز التعبير ، على الرغم من أحجام علماء الدلالة الأوروبيين عن استخدام كلمة ( مضمون ) بهذا المفهوم ، هو عين الشيء الذي يبحث عنه الخبير العدلي في النسخة المنقولة عن المضمون الدقيق المنزوي خلف ذلك الرمز المدون ونقصد به التوقيع .
  • - مكتب التحليل الخطي : 


  • من الطريف جدآ أن هناك سيدة انكليزية تدعى ( المزهالفن ) تدير وزوجها في لندن مكتباً للتحليل الخطي ، يتلقی باضطراد طلبات من شركات انجليزية تنظر إلى كتابة اليد كدليل يعول عليه في اختيار المرشحين الذين يمكن الوثوق بهم . 
  • لأن يعينوا في الوظائف المالية الشاغرة .. 
  • تقول السيدة هالفن في معرض دفاعها عن هذه الطريقة : 
  • ( ثمة احتمال لتدخل العواطف في تغيير شكل ومسار الخطوط أثناء الكتابة ) ، بيد أنها تؤكد أن الملامح الأساسية لشخصية كاتبها تبقى رغم ذلك ثابتة على الدوام ) . 
  • ويبين جيمس جرین وديفد لويس مؤلفآ کتاب ( اللغة الكامنة في خط يدك ) . 
  • إن توقيع المرء يكشف عن نظرته إلى العالم من حوله ، وعن الصورة التي يرغب أن يراه فيها الناس الآخرون ، كما يحمل من ناحية أخرى في طياته العديد من الدلائل التي تشير الى مواطن ضعفه وقوته على السواء ، رغم هذا نرى العديد من الناس وبخاصة أولئك الذين يشغلون المناصب المالية يسعون جاهدين أن يخرج توقيعهم بحلة مهيبة تتحدى التزوير ، معبرة عن أهمية المركز الإجتماعي لأصحابها . 
  • وعلى الرغم من أن التوقيع عملية مقصودة ، الا أن هذه العملية تكشف أحياناً وبصورة عفوية عن سمات تشير بشكل خفي إلى هوية كاتبها . 
  • على سبيل المثال وجد الأستاذ ( توم ديفز ) وهو أستاذ اللغة الإنكليزية في جامعة ( برمنجهام ) ، أن السهولة التعرف على خط يد الأشخاص الايرلنديين الشماليين بسبب میل هؤلاء الى كتابة حرف ال ( r ) الصغير كحرف ال ( R ) الكبير .
  • - النتيجة :


  • نرى أن الإمضاء ليس مجرد عينة خطية ، بسبب حقيقة أن التواقيع هذه تمثل رموزاً مادية لصنف متميز في علم النحو والصرف .. 
  • فلو سألنا على سبيل المثال الشخص العادي : من أنت ؟ أجابنا دون تردد بذكر اسمه ، ويبدو لنا هذا الموقف المتواتر ، طبيعياً إلى حد يكون التوقف عنده أمرآ استثنائياً ، بيد أننا لو أمعنا النظر في المضامين المنزوية في ثنايا مثل هذه الإجابة الآلية ، لاكتشفنا أن أسماءنا ليست محض ( ماركات ) أو رقع مميزة ، القصد منها فرد المتكلم ، إنها في الواقع ، نحن دمآ ولحمآ .
  • - ملخص المقال :


  • في ضوء المحاولات الجادة لباحثي علم الدلالة وعلم اللغة الإجتماعي لتفسير معظم الظواهر اللغوية المتعلقة بمغزى العديد من الرموز والتعابير المكتوبة .. 
  • تبرز أهمية تناول التوقيع كوسيلة من وسائل الإنسان المتمدن ، لتأكيد حاجته إلى ترجمة جزء من ذلك الجانب المنزوي بعناد خلف اسمه الشخصي وكموضوع يستحق التأمل والتحليل .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.