ما هي فلسفة ألبير كامو في رواية الطاعون؟

ما هي فلسفة ألبير كامو في رواية الطاعون؟

  • انتقل مفهوم العبث في الأدب عبر العصور ، وكان لكل عصر روايته العبثية في العالم اللامعقول ، مرورا ً بالعصر الوسيط  فالحديث، إلى أن وصل إلى العصر المعاصر.
  • وكان ظهوره كفكر عندما ارتبطت العبثية بالوجودية والعدمية، فكانت جذورها على يد الفيلسوف الدنماركي كيركغارد وذلك في القرن التاسع عشر، وامتدت الدراسات فيها إلى أن نشأت كمذهب فكري انبثق عن الحركة الوجودية ، وكان ذلك مع الكاتب الفرنسي ألبير كامو الذي اعتُبر فيلسوف العبث والتمرد والتحدي.
  • وسنتحدث في هذا المقال عن فلسفة كامو العبثية الوجودية في رواية الطاعون.
  • نبذة عن حياة ألبير كامو :


  • ولد كامو في الجزائر عام 1913م ، عاش طفولة فقيرة ، نال الليسانس في الآداب عام 1934- 1937 م ، اشتغل بالمسرح ، وسافر إلى إيطاليا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا.
  • اشتغل ألأبير كامو في الصحافة عام 1938م ، وأصبح رئيس تحرير إحدى الجرائد عام 1944م.
  • نال جائزة نوبل في الآداب عام 1957م ، من أهم أعماله : الطاعون، الإنسان المتمرد، أسطورة سيزيف، الغريب. توفي كامو بحادث سيارة عام 1960م.
  • ألبير كامو والعبثية :


  • طرح كامو هذا الفكر في أعماله نتيجة للظروف التي آل إليها العالم الغربي بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، من حياة مليئة بالقلق واليأس التي كان يعاني منها الإنسان الغربي.
  • عبثية كامو تصور الإنسان المعاصر الذي عايش الحروب وقطف ثمارها البغيضة.فوجد التفاهة جوهر الحياة، والإلحاد الانعكاسي جوابا ً حاسما ً إزاء تساؤل الإنسان الحائر المشرد الضائع في عصر الحضارة الجديدة الخادعة
  • يرفض كامو الأسس الثقافية والسياسية العبثية للعالم البرجوازي ، عالم الحروب والمنافسات الدموية، وأوهام المجد الكاذب، ويرى أن التمرد في النفس البشرية يثبت الوجود ، ويحقق الصفة السامية وهي الطبيعة الإنسانية والعمل لأجلها .
  • وإدراك عبثية الوجود ولا عقلانية العالم هما بداية التمرد.
  • فلسفة كامو في رواية الطاعون :


  • تعتبر رواية الطاعون من أضخم الأعمال الأدبية الفلسفية التي ألفها كامو.
  • واختار هذا الاسم لروايته نتيجة معاصرته حقبة الاستعمار النازي لفرنسا وشقائه بين المرض والمنفى. فالطاعون هو الرعب والموت والشقاء والمرض.
  • وتقوم فلسفته  في هذه الرواية على الأفكار الآتية  :

  • - تحول التمرد الفردي إلى تمرد شامل فالطاعون بحسب كامو هو انتقال من مرحلة انفرادية إلى الاعتراف بتحالف بين الناس يشتركون به في مقاومتهم.
  • - أبطال الرواية يمثلون صراع البشر مع القدر ، الصراع اللانهائي مع عدو مبهم .
  • - بطل الرواية ( ريو) متلبس بالتصدي مفعم بالأمل .
  • - الصمت كان أحسن تعبير عن آلام الإنسان ، فالصمت وجه من وجوه اللامبالاة
  • - التعود على الحياة بحيث أصبح هذا التعود ملجأ لخوفهم الدائم ، وانتظارهم الموت لملء فراغ حياتهم ( كالرجل الذي قضى حياته منتظرا ً الموت وهو ينقل حبات البازلاء من الإناء الأول إلى الثاني ليملأ فراغ حياته، أو ذلك الذي تعود أن يبصق من الشرفة على القطط التي تعوّدت هي الأخرى أن تتجمع تحت الشرفة).
  • - الإحساس بالألم على هذه الأرض يستلزم مقاومة ملموسة بعيدة عن كل اعتماد غيبي. فالطاعون عدو الإنسان والمجسد لألمه بأشكاله المتعددة ومن واجب البشرية أن تتحد في الكفاح ضده على أمل خلاصها من شروره بحيث أن علاقة البشر تجاهه تكون مبنية على التعاطف والتضامن ، وإذا عجز الأطباء في الانتصار عليه ، فالانتصار الحقيقي يكمن في تأدية الواجب، وبهذه التضحية يتطور هذا التمرد الفردي إلى تمرد جماعي يصبح فيه مصير الفرد هو مصير الجماعة كلها.
  • - حاول كامو من خلال رواية الطاعون أن يبين عبثية الإنسان بعيدا ً عن أي تشاؤم.
  • - دعا الإنسان إلى الاتحاد من أجل حريته وسعادته، ورأفة به ، وانتصارا ً له على آلامه وواقعه. فكانت فلسفته التمردية في هذه الرواية  صرخة في وجه الإله ورفضا ً ومصححا ً للديانة المسيحية ، ( الأب  بانلو إحدى شخصيات الرواية  فسر الطاعون بأنه جزء من ذنوب اقترفها الإنسان ، ودعا إلى تقبل طاعون يفتك بالأبرياء" الأطفال"  بدون أي تبرير).
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.