قصة مريم العذراء في القرآن

قصة مريم العذراء في القرآن

  • لم ترزق أم مريم بولد ، لأنها كانت عاقراً ، فقاست المتاعب ، وذاقت مرارة اليأس ، فأحلى أماني المرأة أن تجد ولدها بجانبها ، فالتجأت إلى رب السموات والأرض ، وتوسلت إليه في خضوع وخشوع ، ونذرت له إن أنالها أمنيتها ، وحقق رجاءها ، ورزقها ولداً ، تتصدق به على بيت المقدس فيكون له خادماً فيه :
  • ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )[ آل عمران : 35 ] .
  • فماذا حدث بعد ذلك لأم مربم ، هل رزقت بالولد ، أم بقيت لاتنجب ؟
  • تابعوا هذا المقال الشيق لتعرفوا القصة .
  • وفاة عمران والد مريم في قصة مريم العذراء في القرآن 


  • أجاب الله دعاء أم مريم ، فشعرت بالجنين يتحرك بين أحشائها ، فأشرقت الدنيا في عينيها ، وبينما هي سابحة في أحلامها وآمالها ، قلب لها الدهر ظهر المجن ، فبدلها بسرورها حزناً ، إذ مات زوجها عمران ، فاشتد حزنها عليه ، وصارت وحيدة مهيضة الجناح عابسة الوجه ، وكلما تقدمت بها الأيام اختلط حزنها بأملها ، وأحست آلامها تكثر ، ولكن رجاء في الله عمر به قلبها ، فيما تحمل بين جنبيها .
  • ولادة مريم في قصة مريم العذراء في القرآن 


  • هيىء لأم مريم مثل ما يهيأ للنساء عند الوضع ، ووضعت ، وإذا المولود أنثى ، ولما عرفت ذلك تحسرت على ما كان من خيبة رجائها ، فكانت تطمح أن تلد ذكراً تهبه لبيت المقدس ، تقرباً إلى الله ، ولكن المولود أنثى ، والبنات لا يصلحن لذلك ، فغشيتها سحابة من الحزن :( فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )[ آل عمران :36 ] .
  •  وسمتها مريم ، وطلبت إلى الله أن يعصمها بعنايته ، وأن يجعل فعلها مطابقاً لاسمها ( مريم : يعني العابد )، وأن يعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم . 
  • قبول مريم كرامة من ربها في قصة مريم العذراء في القرآن 


  • اشتد كرب أم مريم ، ولكنها انطوت على همها ، والتجأت إلى ربها ، فرحم الله ضعفها ، واستجاب دعاءها ، وقبل هبتها ، بأن رضي أن تكون ابنتها وفاء للنذر ، وأخبرها بأنه أعلم بما وضعت ، حينئذ سري عنها ، وعلمت أن الله قد اختصها بإكرامه : ( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا )
  • أم مريم تفي بنذرها في قصة مريم العذراء في القرآن


  • حملت أم مريم ابنتها إلى بيت المقدس ، وقدمتها إلى الأحبار ، ودفعتها إليهم قائلة : 
  • " دونكم هذه البنت فإني قد نذرتها لخدمة البيت " . وتركتها وانصرفت ، واطمأن قلبها لقبول بنتها بقبول حسن ، وإيثارها بهذه المكرمة دون غيرها من نساء العالمين ، فخف الأحبار إلى مريم سراعاً ، وتنازعوا في كفالتها ، كل يريد أن يكون المدبر لشؤونها ، وكان أشدهم رغبة في كفالتها زكريا ، فقال لهم : 
  • " أنا زوج خالتها ، أنا أقربكم رحماً إليها ، وأوثقكم صلة بها " ، لكن اشتد النزاع ، وكثر الجدال ، فالكل يرغب أن يختص بكفالتها ، وأعلنوا أنهم لن يخضعوا لرأي زكريا ، أو يؤثروه على أنفسهم ، حتى يقترعوا عليها . 
  • زكريا يكفل مريم في قصة مريم العذراء في القرآن 


  • بعد تنازع الأحبار على كفالة مريم ، تشاوروا أن يقترعوا ، فرضي زكريا بذلك حكمآ بينه وبينهم ، وانطلقوا جميعاً إلى نهر ، فألقوا فيه أقلامهم ( سهام الاقتراع ) ، فارتفع قلم زكريا فوق الماء ، ورسبت أقلامهم ، فانصاعوا لرأيه ، وخضعوا لإرادته ، وسلموها إليه ، فتكفلها ، وصار وليها .
  • اهتمام زكريا بمريم في قصة مريم العذراء في القرآن


  • أراد زكريا أن يمهد سبيل الراحة لتلك التي ألقى الله إليه مقاليد أمورها ، ودفعه حب الاستثار إلى أن ينأى بها عن الناس ، ويبعدها عن ضوضائهم ، ويخص نفسه بخدمتها ، ويحرم على غيره الدخول إليها ، فبنى لها غرفة عالية بيت المقدس ، لا سبيل إليها إلا بالصعود في سلم ، وكان دائماً يتفقد شؤونها ، ويتردد عليها في محرابها ، واستمر على ذلك حتى جاء يوم رأى فيه شيئاً عجب له ...
  • رزق الله يصل لمريم في محرابها في قصة مريم العذراء في القرآن


  • ( وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ )[ آل عمران : 37 ] .
  •  دهش زكريا عندما دخل على مريم ، وعهده بها ألا يدخل إليها أحد ، ولكنه وجد عندها رزق قد حمل إليها ، فكثر تفكيره في الأمر ، ولم يستطع تعليل ذلك ، فحاول طرق لذلك أبواباً عدة فلم يوفق ، وأشكل عليه الأمر ، فدخل إليها ، وقال : ( يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ )
  • أنى لك هذا الذي لا يشبه أرزاق الدنيا ، وهو آت في غير حينه ، والأبواب مغلقة عليك ، ولا سبيل للدخول إليك ؟
  • قالت :( هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )[ آل عمران :37 ]
  • دعاء زكريا ربه في قصة مريم العذراء في القرآن 


  • علم زكريا أن الله قد اختصها بمنزلة دونها منازل الناس ، وأنه قد اصطفاها على نساء العالمين ، وقد أثارت في نفسه تلك المكرمات التي أجراها الله على يدها ، كامن الرغبة في أن يهب الله له ولداً من صلبه ، من شك أنه الآن قد جاوز السن التي يرزق فيها الرجال بالأولاد ، وأن زوجته قد يئست من ذلك ، ولم يعد لها أمل فيه ، لكن رحمة الله واسعة ، لذلك اتجه إلى فاطر السموات والأرض ، وناداه نداء خفياً ، وتمنى أن يحقق له تلك الرغبة : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴿4﴾ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ﴿5﴾ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴿6﴾[ مريم : 6-4 ] . 
  • فاستجاب الله دعاءه ، وآتاه سؤله ، وقال : ( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا )[ مريم : 7 ] .
  • وهكذا نمت مريم وترعرعت ، وشبت واستد ساعدها وعمر قلبها بالتقوى والصلاح ، ومكثت بالبيت تعبد الله الذي يرسل إليها رزقاً رغداً ، وزكريا كفيلها ، حتى صارت مضرب الأمثال .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.