حقائق عن الدهون

حقائق عن الدهون

تعد الدهون بجانب البروتينات والكربوهيدرات مصادر الطاقة الرئيسية لجسم الإنسان، والمهمة لتلبية حاجاته اليومية للغذاء والطاقة والقيام بوظائف الحياتية المتنوعة، يشكل على بعض الأشخاص فهم الدهون، ويظن الكثير منهم أن جميعها ضار وغير صحي، فما هي الدهون وما هي أنواعها ووظائفها، كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذه المقال.

-أولًا: ما هي الدهون: مركبات من الهيدروجين والكربون، تختلف عن الكربوهيدرات، باحتواء جزيئها على أكسجين أقل مما في الكربوهيدرات، ولهذا يكون تأكسدها أسرع من تأكسد الكربوهيدرات، وما تطلقه من الطاقة أكثر مما تطلق تلك المركبات، للدهون مصدرين دهون حيوانية، ودهون نباتية، ومن ناحية تغذوية تعد الدهون من أكثر المجموعات احتواء على السعرات الحرارية لذا يجب الالتزام بالحصص المحددة منها.

-كان من المعتقد سابقاً أن الدهون جميعها ضارة بالصحة، ولكن بعد أن تم دراسة جميع المصادر الغذائية للدهون، أكتشف أن هناك دهون صحية ودهون ضارة، فأمّا الصحية فهي من المغذيات الرئيسية التي يحتاجها الجسم لصحته العامة ومناعته وصحة دماغه ولتقليل مستويات الكوليسترول، والضارة فالتقليل التام منها قد يقي الكثير من الأشخاص من أمراض القلب والسمنة والسكري وبعض السرطانات.

-ثانيًا: أنواع الدهون:

1-الدهون المشبعة: أكدت تجارب سريرية حديثة أن هذا النوع يؤدي لزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين والدماغ مثل النوبات القلبية والجلطات، ولذلك ينصح الأطباء بألا تتجاوز نسبة استهلاكنا اليومي لهذا النوع 6% من مجمل السعرات الحرارية التي نحصل عليها.

-ويوجد هذا النوع من الدهون في المنتجات الحيوانية، كاللحوم الحمراء ومشتقات الحليب مثل الجبن، إلى جانب الحليب الكامل والشوكولاتة الداكنة والزبدة والسمك وصفار البيض، كما أن بعض الزيوت النباتية مثل زيت النخيل وجوز الهند غنية بالدهون المشبعة.

-وبحسب بعض الدراسات، فإن الدهون المشبعة في حد ذاتها تسبب ضررا على عملية الأيض ووظائف القلب والشرايين، لكنها أقل ضررا من الدهون المتحولة.

2-الدهون غير المشبعة: هذا النوع من الدهون -بحسب رأي الأطباء- يسمى "الدهون الجيدة"، وهي تلك التي يجب استهلاكها بأكبر قدر ممكن باعتبار أنها مفيدة لخفض مستويات الكوليسترول المضر، كما أنها تجنب مخاطر أمراض القلب والشرايين، وينقسم هذا النوع من الدهون إلى قسمين: الدهون غير المشبعة الأحادية، والدهون غير المشبعة المتعددة، وذلك بحسب تركيبتها الكيميائية.

-ومن بين الأغذية الغنية بالنوع الأول يبرز زيت الزيتون وزيت الكانولا، دون أن ننسى الأفوكادو والمكسرات، أما النوع الثاني فيوجد بشكل خاص في زيت عباد الشمس وزيت الذرة والصويا، ويمكن إيجاد النوعين في السمك الأزرق.

-ونظريا، يؤدي خفض استهلاك الدهون المشبعة وزيادة استهلاك الدهون غير المشبعة إلى ارتفاع معدلات الكوليسترول النافع في الجسم، كما يؤدي هذا إلى ارتفاع مستويات الأحماض الدهنية أوميغا 6 وأوميغا 3 التي تساعد على حماية القلب.

3-الدهون المتحولة: هي منتجات غذائية صناعية تتكون عبر تحويل الزيوت النباتية إلى حالة صلبة من خلال مرورها بمراحل التصنيع، ويتمثل الدور الأساسي لهذا النوع من الدهون في الحفاظ على الأغذية في حالتها الطازجة والجذابة التي باتت كثيرة الاستخدام في المطابخ والمطاعم.

 

-متركزة في المأكولات المقلية والـ «دونـت» والحلويات من المعجنات والمعجنات المخبوزة والمقرمشات والبسكويت وغيرها كثير.

-ثالثًا: وظائف الدهون في الجسم:

1-منح الطاقة للجسم: فعلى الرغم من أن الكربوهيدرات هي مصدر "الوقود" في الجسم، إلا أن الجسم يحوّل الدهون لمصدر دعم للطاقة عندما لا تكون الكربوهيدرات متوفرة. وتعد الدهون مصدراً مركّزاً للطاقة.

2-تنظيم درجة الحرارة: تقوم الخلايا الدهنية بعزل الجسم للحفاظ على درجة حرارته.

3-بناء الخلايا و حماية الأعضاء الجسدية

4-المساعدة في امتصاص الفيتامين الموجود في الطعام: فبعض أنواع الفيتامين تعتمد على الدهون لامتصاصها وهي الأنواع التي تعرف بالفيتامينات الذائبة بالدهون، وهي فيتامينات (أ) و(د) و(ه) و(ك)، وهي فيتامينات لا تستطيع العمل من دون وجود كميات كافية من الدهون. فإن لم يحصل الجسم على كميات كافية من الدهون لحمية قليلة الدهون، فإن ذلك يحد من امتصاص هذه الفيتامينات وبالتالي حدوث نقص في مستوياتها في الجسم.

5-تكوين الهرمونات: الدهون هي عناصر بنائية لبعض أهم المواد في الجسم، من ضمنها البروستاغلاندينات، وهي مواد مشابهة للهرمونات تنظم العديد من الوظائف الجسدية، كما أن الجسم يحتاج الدهون لتنظيم إنتاج الهرمونات الجنسية، وهذا يفسر السبب وراء تأخر البلوغ وعدم حدوث الحيض لدى بعض المراهقات شديدات النحافة.

-رابعًا: العلاقة بين الدهون والكوليسترول في الجسم: لقد اصبح واضحا بما لا يدع مجالا للشك بأن زيادة كمية الدهون في الوجبات الغذائية المتناولة تعتبر عاملا مهما يؤثر في حدوث و تطور الأمراض المزمنة. وتشير الدراسات الى ان الاحماض الدهنية المشبعة تلعب دورا مهما في رفع مستوى الكولسترول في الدم، مما يشكل خطرا يتمثل في الإصابة بأمراض القلب التاجية. ان زيادة كمية الكولسترول في الدم تؤدي الى تراكمه على جدران الاوعية الدموية، ومع مرور الزمن يحدث تضيق للاوعية الدموية ينتج عنه تصلب الشرايين والذي يؤدي الى نقص في كمية الدم المتدفقة عبر الأوعية الدموية.

-يتنقل الكولسترول في الدم عن طريق مركبات تسمى البروتينات الدهنية (تتكون من بروتين ودهون) وهذه المركبات مهمة جدا حيث ان مستوى الكولسترول الكلي في الدم يعكس مستوى ثلاثة أنواع من البروتينات الدهنية هي : البروتينات الدهنية المنخفضة جدا بالكثافة، البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة وهذا النوع يرتبط بمعظم الكولسترول الموجود في الدم، واخيرا البروتينات الدهنية عالية الكثافة. وقد اصبح واضحا ان البروتينات منخفضة الكثافة هي المسؤولة عن ترسب الكولسترول على جدران الاوعية الدموية.

-وعلى العكس من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL، تعتبر البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL مفيدة جدا، حيث تدل الدراسات إلى أنه كلما زادت كمية هذا النوع من البروتينات في الدم كلما قلت فرص الإصابة بأمراض القلب التاجية. وتعمل البروتينات الدهنية عالية الكثافة على نقل الكولسترول من الدم الى الكبد حيث يتم هناك تحطيم الكولسترول وإخراجه مع العصارة التي تفرزها المرارة.

-خامسًا: نصائح لتناول دهون أقل:

1-اقرأ الملصق الغذائي عند التسوق وقارن بين محتويات الدهون المختلفة، واختر المنتج الأقل في نسب الدهون، وتذكر أن الحصص قد تختلف من منتج لآخر.

2-اختر اللحوم المنخفضة الدهون والمصفاة من الدهن الأبيض (الليه)، وفي الدجاج قم بازالة جلده قبل طهيه.

3-اختر منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية منه (0-1% دسم).

4-قم باستخدام اساليب الطهي الصحية، مثل الشوي أو البخار بدلاً من القلي.

5-استخدم أدوات القياس والملعقة عند إضافة الزيوت بدلاً من سكبها مباشرة.

 

كل تمنياتنا لكم بالصحة والسلامة العامة.