تاريخ الفلسفة اليونانية

تاريخ  الفلسفة اليونانية

  • ينقسم إلى مرحلتين زمنيتين هما:
  • 1- مرحلة النشوء : وفيها انتشرت المدارس الفلسفية
  • 2- مرحلة النضج : مع سقراط وأفلاطون وأرسطو .
  • - إن المدارس التي ظهرت في المدن اليونانية خلال فترات زمنية قد تكون متزامنة وقد تكون متباعدة ، بمعنى أنها لم تظهر الا في منطقة واحدة ، وان الفلاسفة الذين أسسوا لهذه المدارس لم يكونوا ينتمون إلى هذه المدن ، إلا أن معظمها نسبت إلى المدينة التي نشأ فيها فكر الفيلسوف .
  • - لهذا فمن الواجب الإشارة إلى أن الفلسفة اليونانية قبل سقراط كانت تنتمي إلى مدن مختلفة ومن المعروف أن المدينة كانت تشكل دولة في مجتمع اليونان
  • - بمعنى أن كل مدينة كانت تشكل دولة مستقلة لها نظامها السياسي والبرلماني مثال دولة أثينا ، ولهذا لا " نستطيع أن نتحدث عن الدولة اليونانية وإنما عن دول يونانية ، وبذلك نجد أن الحديث عن اليونان يأتي عن طريق حضارة أيونية وأثينا ومالطا ... الخ .
  • - وكانت المدينة ( الدولة ) هي عبارة عن مجموعة قليلة من الأفراد لذلك نجد أن الديمقراطية سائدة بسبب ذلك العدد القليل ، وكذلك عندما ستأتي إلى الحديث عن الديمقراطية في المجتمع اليوناني التي سيطرحها ( السفسطائيين وأفلاطون و ارسطو )
  • - وستشكل الأيديولوجيا في كثير من الدول وبذلك نجد أن العدد القليل من السكان من أن يجتمعوا كلهم في مكان واحد ويقرون انتخاب من يمثلهم ويقرون طبيعة النظام الموافق لهم فلم تكن هناك حاجة للانتخابات البرلمانية.
  • - إن هذا كله لم يمنع بعض الفلاسفة من تصنيف هذه المدارس تبعا واعتمادا على أسس معينة ، وبالتالي عندما نعتمد هذا التصنيف فإننا لا ننسب المدرسة إلى مدينة معينة وإنما بناء على الفكرة التي تم تبنيها مثلا الفيثاغورثية لم تكن في مدينة واحدة وإنما كانوا يدعون إلى نسق فلسفي واحد يجمعهم .
  • - وكذلك الأورفية ومدرسة العلم الطبيعي وهذا التصنيف وفق الإطار العام للتوجه الفلسفي للمدرسة
  • - هذا يدفعنا إلى طرح السؤال:
  • - ما هي طبيعة التفكير الفلسفي الذي قد ظلم في المدن اليونانية ؟
  • - وهل هناك سمات عامة وقواسم مشتركة ؟
  • - أم أن هذا الفكر لا تجمعه سمات مشتركة ؟ عندما نقول ( فلسفة يونانية )
  • - فإنه من البديهي أن هناك جملة من السمات أو مجموعة من الصفات التي حددت القضايا الفكرية التي طرحها فلاسفة اليونان واتفقوا عليها والحلول التي طرحوها ، بالعودة إلى طبيعة الفكر الفردي
  • - نلاحظ أن الإنسان منذ أن وجد على هذه الأرض بدأ يطرح على نفسه جملة من التساؤلات حول:
  • 1- ما الوجود الكون والطبيعة ؟
  • - وما هو مصيره ؟
  • - وما هو أصله
  • - وما هي طبيعته ؟
  • - هل هو ثابت أم متحول ؟
  • - والقضايا المرتبطة في الزمان والمكان .
  • 2- قضية المعرفة : هل هي ممكنة أم غير ممكنة ؟
  • 3- العلاقة بين الإنسان والوجود ، وما هي طبيعة الإنسان نفسه ؟ وهل هو كغيره من الموجودات يفنى بفناء الوجود ؟
  • - أم هناك شيء منه يبقى خالد ؟
  • - وفي هذه المرحلة لم يكن الإنسان يسعى للوصول إلى حل نهائي لأن هذه الأسئلة ظلت مفتوحة النقاش حول أصل الوجود ، فهناك جملة من الآراء التي لا تنتهي إلى رأي نهائي في أصل هذا الوجود فنحن لا نجد حل نهائي لقضية المعرفة حيث بقيت هذه الأسئلة مفتوحة ولكن عزاء هذا الإنسان أنه طرحها واقتنع بما وصل إليه من أجوبة أي أقنع نفسه إن أجوبته عن هذه الأسئلة ترضيه .
  • - ولكن مع تطور الحياة وتطور العقل البشري الذي هو نفسه طرح هذه الأجوبة بدأ يشك فيها ، فعندما طرح البعض أن أصل الوجود الماء ، طرح البعض الآخر أن الهواء هو الأصل وآخرون أنه النار وبعضهم التراب ... إلخ .
  • - ومن هنا نشأ ما يسمى بمسألة تاريخية المعرفة أو أن المعرفة تكاملية ، أي أن المعرفة تأتي بشكل تراكمي فكل جيل يقدم للمعرفة شيء ما يضاف إليها .
  • - وبذلك نجد أن طرح القضايا الكلية ووضع الأجوبة لها وفق ما ارتضاه العقل من السمات العامة التي اتسمت بها الفلسفة اليونانية إلا أن أهم ما امتاز به الفكر اليوناني أن هذا الفكر لم يسع إلى إعادة الطبيعة أو الوجود وتفسيره بعلل ما ورائية أي لم يعط للاسطورة البعد الذي أعطي لها في الفكر الشرقي وذلك لأن العقل اليوناني لم يقتنع بالأفكار الغيبية .
  • - ولكن هذا لا يعني أن اليونانيين الأوائل لم يكن لديهم طرح أسطوري لتفسير الوجود ، بل هناك طروحات تماثل الطروحات التي قدمها الشرق فمن يعود إلى أساطير ( هوميروس ) و ( الإلياذة ) وغيرها من الأساطير يلاحظ أن التطور الفكري في اليونان يشابه التطور الفكري في الشرق القديم لكن الذي لعب الدور الأساسي في رقي الفكر اليوناني أن اليوناني في محلة معينة نحي هذا الجانب وأولى العقل أهمية وفاعلية أكبر .
  • - ولهذا لا نستطيع أن نتحدث عن معجزة اليونان التي تقول أنهم أبدعوا الحضارة والفلسفة والمنهجية العلمية ، وهذا التوجه ساد في القرنين ( 17 - 16 ) ق.م .
  • - هذا التوجه وصل عند ربنان إلى إعادة الفكر بقضاياه الكلية إلى اليونان وحرم الشرق من المشاركة فيه ولكن هذا التوجه ما لبث أن تراجع بسبب دفاع ( سارتون ) من هذه القضية بقوله أن ( رینان ) لم يشغل نفسه بمتابعة القضايا فالإهمال هو الذي دفع رينان إلى القول بها وبذلك يكون ما وصل إليه اليونانيين هو نتيجة ما قدمه الشرق لهم .
  • - وسوف نجد أن الكثير من الفلاسفة كانت لهم إقامات طويلة في المشرق وقيل أن أفلاطون أقام مدة في عين شمس وطاليس أقام في بابل ولم تكن هذه الزيارات بحثية ، ولكن كان وراءها طموح معرفي للتعرف إلى ما وصلت إليه شعوب الشرق من حضارة ، وهذا دليل آخر على أن الحضارة اليونانية ليست فقط جهدأ لليونانيين وإنما بإسهام من الشرق أيضاً ،
  • - لأن المعرفة عملية تراكمية ، ورغم أنه خف الحديث عن هذه المعجزة إلا أنه أخذ طابع جديد مثل توجه بعض المثقفين إلى الدفاع عن هذه المعجزة بكل الوسائل المتاحة مثل قولهم : أن الإسلام هو تاريخ منفتح على كافة الشعوب ولم يكن منعلق على شعب ما ، ولكن عندما زاد عدد المسلمين بدء ينفذ إليه من يريد تخريب صورته .
  • - وبهذا نجد أن الفكر اليوناني حاول استبعاد الأساطير وإعطاء العقل الأولوية ومما يؤكد أن اليونانيين لم يكنوا معجزة في تفكير البشرية هو أن العلم لم يثبت تفوق شعب على آخر فما يصنع الحضارة ليس عرق أو نوع او جنس إنما الظروف المحيطة بالإنسان وما يحرق العقل والإنسان والفكر والتاريخ هو المشكلات التي تواجهه وهي التي تدفع العقل للوصول للحلول
  • - الأسباب التي ساعدت على ظهور الفكر الفلسفي في اليونان :
  • 1- الاستقلالية : من العوامل التي امتاز بها الفكر المعرفي في اليونان ، حيث أنه لم يعد لرجل الدين ( سلطة الخرافة ) السيطرة المطلقة بل أصبح الدين ( التفكير الخرافي ) ينحسر ويحل محله أن العقل الإنساني هو المرجع الأخير فيما يطرح وبذلك يكون نقد الفكر الديني وظهور الفكر الحر قد شكل العامل الأول .
  • 2- الاستقرار الذي شهدته اليونان في القرنين ( 3-4 ) ق.م فلم يكن هناك حروب والاستقرار السياسي دفع بعض أصحاب الطموح أن يبتعدوا عن مشاغل الحياة اليونانية ويهبون أنفسهم للتفكير المجرد وقد تمت عملية الفصل بين العمل العقلي واليدوي وهذه المرحلة لم نشاهدها في المجتمع الشرقي .
  • - فالطبقة العاملة : هي طبقة حقيرة في المجتمع اليوناني والفلاسفة هم من يجب أن يتفرغوا للتفكير والعيد يعامل على أنه آلة وأداة ويباع مع جملة الأشياء الموجودة في البيت وعندما نشأت هذه الطبقة التي فرغت نفسها للعمل الفكري أنتجت فكر علمي وفلسفي.
  • 3- الأهمية التي منحها المفكرون للتفكير العقلي : فقد استبعدوا أي شيء يشد من عمل العقل وهذه المرحلة هي التي سوف نركز عليها في دراسة هذا الفصل وهي التي صرحت قضية الوجود وعلاقة الإنسان به .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.