أجمل قصائد العصر المملوكي

أجمل قصائد العصر المملوكي

أجمل قصائد الشعر في العصر المملوكي : 

●يُقصد بالعصر المملوكي : بأنه العصر الذي كان محكوماً من قبل سلالة من الجنود، ينتمون لأصولٍ غير عربية، الذين تمكنوا من دخول مصر والتمرّكز في الحكم والسلطة، كما تمكنوا من احتلال الشام والعراق وأجزاء من الجزيرة العربية .

●نشأ الشعر في العصر المملوكي مُعلناً ارتباطه الوثيق بالأحداث السياسية والاجتماعية فضلاً عن كافة جوانب الحياة العامة ، فقد اتخذه الشعراء منبراً يصدح صداه مُعبّراً عن ذواتهم وأحوالهم وهمومهم وما يحاك على أرض الواقع المعاش من مجريات واضطرابات ،إذ كان له دورٌ بارز في تصدّره للأحداث والمناسبات التاريخية ،ودخوله مجالس الأمراء والسلاطين في ذلك العصر .

●شهدت حركة الإبداع الشعري تراجعاً ملحوظاً في هذا العصر، فقد عدل الشعراء عن امتهان الشعر والتكسب به ولم تعد تُجزل لأجلهم الأُعطيات إثر نظمهم للمدح والثناء؛ وذلك يعود لعدم فهم الأمراء والملوك شعر الشعراء كونهم ينتسبون لأصول ليست من العربية في شيء وقصور إدراكهم عن بلوغ معناها ،مما حدى بالشعراء للميل والانزياح للحرف والمهن والانغلاق على أنفسهم ، بحيث وهنت قريحة الشاعر ،واضطرب نفسه الشعري، وباتت المحاولات التي يقوم بها الشاعر للسير على خطى الأجداد السابقين في نسج الشعر هي محاولات يشوبها التكلف والتصنع والمبالغة في استخدام البيان والمحسنات البديعية ، فكانت مفرداتهم تنزع نحو البساطة والسهولة بعيدةً عن عمق المعنى وجزالة اللفظ والمبنى الذي تميّز به أسلافهم في عصور سابقة ، وبذلك خفتت الدوافع والمثيرات التي كانت تبعث وتشحذ قريحة الشاعر لنظم القصائد وتروي ظمأ شاعريته ،وباتت هناك فجوة كبيرة بين الشعراء من جهة وبين الملوك والحكام من جهة أخرى.

●ومن أبرز شعراء العصر المملوكي : 

ابن نباتة المصري ، ابن منظور، ابن المقّري ، ابن حجر العسقلاني ، ابن تيمية ، ابن الوردي ، ابن زمرك ، جلال الدين السيوطي ، سراج الدين الورّاق ، إبراهيم الدسوقي، صفي الدين الحلي ، بهاء الدين زهير ، وغيرهم الكثير ممن كان اشتغالهم بالشعر هواية لا مهنةً ؛ تنفيساً وتسلية لهم عن سوء أحوالهم وتردّي أوضاع أدبهم.

●ومن أجمل ما قيل من الشعر على لسان ابن الوردي : 

سلامٌ على نفسكَ الزاكيهْ

وشكراً لهمتِكَ العاليهْ

أَزَهراً أمِ الزهرَ أهديتها

لعبدٍ مدامعُهُ جاريَهْ

بلْ الأمنَ أرسلته محسناً

أمنْتُ بهِ كيدَ أعدائيَهْ

كتابٌ يفوحُ شذا نشرِهِ

فلي منْهُ رائحةٌ جائيَهْ

وسعدُ أعاديه عنْ مركزِ ال

سعادةِ تلجي إلى زاويَهْ

إذا حمل الجديُ في نطحِهِ

ففأسٌ إلى رأسِهِ دانيَهْ

وقابلَني حينَ قبَّلْتُهُ

منَ الطيبِ ما أرخصَ الغاليَهْ

وفكَّهني في جنِي غرسِهِ

ولا سيَّما بيتُ ما النافيَهْ

مُقَرِّبُ إيضاحِهِ عمدةٌ

معانيهِ شافيةٌ كافيَهْ

تردُّدُ عيني به لا سُدى

ولكنَّها تطلبُ العافيَهْ

فمُهديه أفديهِ منْ سيِّدٍ

أياديهِ رائقةٌ راقيَهْ

لعلَّ الخليلَ بَداني بهِ

ليجعلَها كَلْمةٌ باقيَهْ

فيا جابراً دُمْ معاذاً وها

أنا عُمَرٌ وَهْيَ لي ساريَهْ

لأقلامِكَ الرفعُ تُبنى بها

على الفتحِ أفعالُكَ الماضيَهْ

ولوْ لمْ يكنْ قدْ سَبا نورُها

كَما حملَ الحاسدُ الغاشيَهْ

فإنْ أهلكَ الناسَ جهلٌ بهمْ

فأنتَ منَ الفرقةِ الناجيَهْ

فكمْ بابِ قصرٍ تبوأته

فأفهامُنا منهُ كالجابيَهْ

 

●ولابن نباتة المصري العديد من القصائد يمدح بها خير البرية ، ومما قال : 

مزجتُ بتذكار العقيق بكائي     وطارحتُ معتلّ النسيم بدائي 

وإن حدّث العذّال عني بسلوةٍ    فإنّي وعذالي من الضعفاء 

وليس دوائي غير تربة أحمد    بطيبةَ عال فوق كل سماء 

تطوف بمسراه الملائك خُشعاً   مساء صباح أو صباح مساء

فهل لي إلى أبيات طيبة مطلع   به مخلصٌ لي اسار شقائي

أصوغ على الدرّ اليتيم مدائحاً  أُعدّ بها من صاغة الشعراء 

ببيت زهير حيث كعب مبارك  وحسان مدحي ثابتٌ ورجائي