نبذة عن فن القصة

نبذة عن فن القصة

  • عبرت القصة طريق الزمن في رحلة طويلة حتى استقام لها الشكل الجمالي والبناء الفني المشوق. فقد كانت القصة بشكلها الجمالي القديم ووسائله التعبيرية البسيطة عاجزة عن استيعاب الواقع الجديد وتصويره ، فاقتضى ذلك شكلا ً جماليا ً جديدا ً يصوّر الواقع ، ويقيم لعناصر القصة بناء ً فنيا ً حديثاً، ومن هنا كان هناك فروق بين القصة القديمة والحديثة سنتحدث عنها في هذا المقال، فضلا ً عن ذكر أنواع القصة الحديثة.
  • ما الفرق بين القصة القديمة والحديثة؟


  • يظهر الفرق بين القصة القديمة والحديثة – من الناحية الفنية – في طريقة استخدامها لعناصر القصة الأساسية وهي : الحدث، الشخصية، الحوار. وسنلخص الفرق بينهما بالنقاط الآتية :
  • - كانت القصة القديمة تختار الأحداث الطريفة والغريبة وتعتمد على هذه الطرافة والغرابة في التشويق. وكانت الأحداث فيها تُسرد سردا ً عفويا ً يتخلى عن الترابط السببي ويكثر فيه الاستطراد. أما القصة الحديثة فإنها تأخذ أحداثها من الحياة العادية والواقعية ، وتختار منها ما يعبّر عن فكرة الكاتب ويكشف العالم الداخلي للبطل ، يضعها الكاتب في نسيج فني منسق ومترابط.
  • - الشخصية في القصة القديمة مطية لعرض الأحداث الغريبة والعجيبة ، فهي تخرج من حجمها الإنساني فتحمل قدرات خارقة تتخطى بها العوائق والصعاب ، وتلبس المثل العليا المطلقة من الشجاعة أو الجرأة والحيلة، فتستغني عن التحليل وكشف واقع الأحداث ، ذلك أن المثل المطلقة التي تجسدت فيها هيّأتها لكل عمل خارق ومأثرة غريبة. أما القصة الحديثة فتختار شخوصها من الحياة العادية بسماتهم وطبائعهم المألوفة لدينا ، يحللها الكاتب ويكشف تقاطعها مع الحياة والبيئة من خلال طباعها الخاصة.
  • - الحوار في  القصة القديمة كلام عادي يرتبط بالحادثة والشخصية ارتباطا ً ساذجا ً لا يؤدي دورا ً فنيا ً ، لكنه في القصة الحديثة يؤدي هذا الدور فيساعد في رسم الشخصية وكشف ملامح طبعها وتطوير الحادثة وتعقيدها.
  • ما أنواع القصة الحديثة ؟


  • للقصة الحديثة ثلاثة أنواع هي  :
  • - الرواية : وهي قصة طويلة تتناول حقبة مديدة من حياة الناس ، يتعدد فيها الأشخاص وتتنوع طباعهم ، ويتشعب العمل القصصي إلى أحداث كثيرة تتداخل في أحداث الحياة العامة وتتشابك وتتكشف خلالها طبيعة علاقات الأشخاص بالناس والحياة والبيئة والعوامل المتحكمة في مصير كل من الشخصيات. ويتيح ذلك للكاتب عرض جوانب متعددة من طبائعهم وتحليلها بعمق وتفصيل.
  • - القصة : وهي متوسطة في طول العمل القصصي وتشعبه ، تتركز عادة حول حادثة أو أحداث قليلة يؤديها شخص أو شخصان تتداخل علاقاتهما في القصة بأشخاص ثانويين قلائل ، ويضيء الكاتب جانبا ً محدودا ً من شخصية البطل لا يساعد على إظهار تطور الشخصية أو تكاملها في تفاعلها الخصب مع الحياة.
  • - الأقصوصة : وهي قصة قصيرة تصور حادثة خاصة أو موقفاً معيّنا ً أو حالة شعورية، وقد تكون أقصوصة حدث ذي معنى إنساني أو فعل غريب يصدر عن أحد الأشخاص يعرضه الكاتب ويكشف فيه لونا ً من مفارقات طبع الإنسان أو تناقضات الحياة والمجتمع ، وقد تكون أقصوصة صورة وفيها يتضاءل شأن الحدث  وحركته، ويركز الكاتب عمله على التصوير القصصي الذي يجلو جوا ً معينا ً من البيئة أو الحياة وما يثير في روح البطل من مشاعر.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.