- لا نبالغ كثيراً إذا قلنا أن في اليمن حزباً عتيقاً وعریقاً ، لم ينفرط ولم ينحل ، لا في فترات الإمامة ، ولا في ظل الثورة ، ولا في فترات البين بين ..
 - هو حزب القات ، الذي حقق انتصارات كاسحة خلال السنوات الماضية ، تمكنه من أن يبقى في الصدارة إلى ما شاء الله ..
 - 
	
* تفسير وجود واستخدام القات في اليمن :
 - 
	
وبنفس القدر ، لا نبالغ كثيراً إذا قلنا أن القات يشكل مفتاحاً أساسياً يفسر الكثير من ظواهر الحياة اليمنية ، من المهارة إلى الهجرة ، مروراً بالطعام والإنجاب ، الأمر الذي يمهد القبول فكرة « التفسير القاتي » لتاريخ اليمن وجنوب الجزيرة ، وهي الفكرة التي طرحها أبو الثوار اليمنيين الأستاذ محمد محمود الزبيري ، في مقاله عن القات ، عندما قال أنه إذا كان الماركسيون يعتبرون التاريخ محركآ للإقتصاد ، والداروينيون يفسرون التاريخ بالجنس ، فإنه في اليمن يفسر التاريخ بالقات ! - 
	
* الذهب الأخضر :
 - 
	
القات الظاهرة لا جديد فيه ، وكما يعرف الناس الذهب الأصفر ، والذهب الأسود - النفط - فإن القات عند اليمنيين بمثابة « الذهب الأخضر » ، اختلاف واحد يميزه عن الذهب الأسود والأصفر ، فمنتجوا الأصفر والأسود يقبضون من ذهبهم ، أما هم - اليمنيون - فيدفعون من أموالهم وأنفسهم لقاء ذهبهم هذا ! - 
	
* الموطن الأصلي للقات :
 - 
	
من الثابت أنه انتقل إلى اليمن من موطنه الأصلي مع غزو الأحباش لبلاد اليمن في القرن السادس الميلادي ، ولا يزال القات الهرري - من هرر الحبشية - يزرع في بعض الجبال اليمنية إلى الآن . - وإن كان موطنه الأن موزع بين دول شرق وجنوب أفريقيا في الحبشة والصومال وكينيا ، إلى الكونغو وأوغندا ونیاسلاند ورودیسیا ، ويعتبر اليمن الشمالي الآن هو أكبر منتج له .
 - 
	
* استعمالاته :
 - روى بعض قدامى المؤرخين أنه كان يستعمل :
 - 1_ لتنشيط الذهن ، وشحذ الذاكرة .
 - 2_ إبعاد الهم والحزن عن النفس ، عن طريق حرق الأوراق واستنشاق دخانها .
 - 3_ بینما اعتبره بعض الرحالة الأجانب « شاي العرب» . 4_ قيل أن الإسكندر الأكبر استعمل القات في علاج جنوده من مرض تفشى بهم ..
 - ومن المرجح أن زراعته باليمن سبقت زراعة البن .
 - 
	
* مشكلات مرتبطة بالقات :
 - 
	
لكن الجديد في الأمر شيئان هما : - 1_ حجم الظاهرة .
 - 2_ ثم انعكاساتها السلبية على حياة الناس واقتصادیات البلاد .
 - 
	
*حساسية شديدة :
 - من الثابت أن هناك حساسية شديدة لليمنيين تجاه موضوع القات ، ربما لأن معالجات الموضوع اتجهت منذ ومن البداية إلى التركيز على سلبياته ، وصورت الشعب اليمني في النهاية ، كما لو كان مجموعة من البشر المخدرين والكسالى .
 - وقد لوحظ أن كثيرين من اليمنيين يحملون بعض العتب على الإعلام ، لأنه نشر مقالات تهاجم فيه القات ، ومنهم من لا يزال يحفظ بعض عبارات المقالات ، التي نشرت قبل أكثر من 25 عاماً !
 - 
	
* مثقفي اليمن :
 - 
	
برز مثقفاً يمنياً مشهوراً مثل الدكتور عبد العزيز المقالح - الأستاذ بجامعة صنعاء - قد ألف كتابين عن شعر العامية ثم شعر الفصحى في اليمن ، يصل حجم كل منهما إلى 500 صفحة تقريباً ، عرض خلالها كافة صور الممارسات الشعرية القديمة والحديثة ، لكنه لم يشر إلى القات . - رغم أنه جانباً لا يستهان به - من الشعر اليمني الحديث على الأقل - هو وليد جلسات القات ، فضلاً عن الأشعار التي قيلت في القات ذاته ، والمدح أضعاف أضعاف القدح ..
 - 
	
* إيقاف إستخدام القات شيء صعب :
 - 
	
الواقع أن معالجة موضوع القات من زاوية تأثيره على صحة الأفراد ، أو حتى تبديد أوقاتهم ، لا يخلو من تبسيط شديد ، لأن ملايين المدخنين في العالم يدركون كم هو ضار تدخين السجائر ، وفي بلاد كثيرة تحمل كل علبة سجائر تحذيراً من الخطر ، ومع ذلك فإن هؤلاء الملايين لم يكفوا عن التدخين ، كما أن أكثر الأطباء الذين ينصحون مرضاهم بالإقلاع عن التدخين ، هم أيضاً مدخنون ! - 
	- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.