مثال على دور إنتاج باريس من الحرير وتفوق أمريكا به

مثال على دور إنتاج باريس من الحرير وتفوق أمريكا به

  • - مقدمة :


  • حققت مدينة ليون في القرن السادس عشر ، وبمعاونة فرانسيس الأول انتعاشاً في صناعة الحرير ، وخصوصاً بعد أن حددت عملية استيراد الحرير في محاولة من الملك لإنتاجه داخلياً ، وقد تقدم فرانسيس الأول بمغريات عديدة للعمال ، ومنحهم حرية كاملة في مجال عملهم . 
  • - صناعة الحرير :


  • لقد كانت صناعة الحرير تستدعي حرفيين متخصصين ..
  • حاولت إيطاليا ايجادهم بكل السبل ، وقد وضع وزير المالية لحكومة لويس الرابع عشر معدلآ ثابتاً للإنتاج ، ويمكن بوساطته - إلى جانب الاكتفاء الذاتي - التصدير للدول المجاورة ، كما تم وضع نموذج للرسم وللحياكة يتغير بنهاية كل عام . 
  • وبانتهاء القرن الثامن عشر ، كان هناك ما يساوی 1800 نول ينسج الحرير ، وباندلاع الثورة الفرنسية ، ووقوع فرنسا في أزمة كبيرة باعدت بينها وبين الترف ، حل القطن مكان الحرير ، وتوقفت الأنوال عن العمل وانهارت صناعة الحرير . 
  • - اختراع آلة النسيج :


  • في عام 1804 م قدم (جوزيف ماري ) آلة نسج وتخريم تسمح للحرفي بالتحكم في النول ، وتعمل على إنتاج نماذج معقدة بسرعة ودقة أكبر ..
  • وفي عام 1830 م احتلت آلة الندف مكاناً مرموقاً في مجال صناعة الحرير . 
  • ولما تسلم نابليون الحكم ، كان من حبه للحرير أن أمر الأعيان والنبلاء بارتداء الحرير الذي تنتجه لیون ، کما ضم قصره مفروشات حریرية فاخرة . 
  • وقد استغرقت لديه صناعة لحاف من الحرير سبعة عشر عاماً ، وأنت حين تراه تذهلك مقدرة كل من ( تاسیناری وشانيل ) على عمل الخرائط وتحديد اتجاهات الرسومات بمثل هذه الدقة والروعة .
  • - ظهور الحرير المدمر :


  • ظفرت تربية دودة الحرير بعناية أولية ، في المستعمرات الأمريكية ، حيث شجع جيمس الأول في عام 1609 م قيام صناعة الحرير ، وذلك باجتثاث نبات الدخان وإحلال شجر التوت مكانه لتتربي على أوراقه صانعة الحرير . 
  • بعد ذلك بعشرة أعوام بدأت تجربة أكثر نجاحاً في حقل تربية دودة القز ، ولكنها كانت شاقة مملة تحتاج لجهد كبير ، ولا تدر ربحاً كالقطن ونبتة الدخان ، وبذلك فإن الجهود التي تبذلها تلك المستعمرات كانت بالفعل عقيمة ، فأمریکا تفتقر للعامل الصبور المحتمل لعملية إنتاج الحریر . 
  • - أفضل مكان لصناعة الحرير :


  • إن الهدوء الطبيعي لمياه نهر ( الباسيك ) ، كانت المكان الأفضل لإزدهار صناعة الحرير في شمال شرق الولايات المتحدة في باترسون التي تعتبر اليوم مركزاً حيوياً في مجال صناعة الحرير . 
  • - تحول الحرير لحرير مدمر :


  •  ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية قوطع سوق الحرير الياباني ، وتحول الباقي منه للاستعمالات الحربية ، فقد كانت المظلات الهابطة المصنوعة من الحرير قوية مرنة ، أما مسحوق الحرير المستعمل في الحروب فيوضع في فوهة السلاح ليحرق كل شيء ، ولا يترك خلفه إلا الدمار والخراب .. 
  • أما في الصين ، فالحرير الصناعي لم يكن متوافرآ مع بداية عام 1950 م . 
  • - تفوق أمريكا بصناعة الحرير:


  • إن سحر الحرير الصناعي وبهجته بدآ يتضاءلان في الآونة الأخيرة ، وبات للحرير الطبيعي مزاياه المتفوقة في المجالات ( الملابس والأثاث ) . 
  • ويحاول الصينيون اليوم أن تظل الصين الأولى في إنتاج وتصدير الحرير الطبيعي للعالم ، ولكنهم جوبهوا بفشل ذريع في تسويق منتجاتهم ، لأن أمريكا تنتج حريرآ جيداً وبكميات كبيرة وألوان عديدة ، وذلك لأن فراش القز يتغذى في أمريكا الإستوائية على عصارة أشجار معينة ، وتظهر على أجسامها الجافة أصباغ ذات ألوان بهيجة ، ولافتقاد الصين للآلات الحديثة التي تملكها أمریکا ، فقد بادرت الولايات المتحدة في منتصف عام 1973م ، بمنح الصين 200000 دولار لتتمكن من شراء أنوال أوتوماتيكية ..
  • - صناعة الحرير اليوم :


  •  اليوم ، يدخل الكمبيوتر إلى الأنوال ليضاعف كمية الحرير المنتجة ، كما يمكن للمصمم بوساطة الكمبيوتر ، عمل أكثر من 200 تصميم كل منها مختلف عن الآخر في وقت واحد ، وباستثناء سني الحرب حيث تقل الحاجة للتزود بالحرير ، فإن انتاجه مواز لكمية استهلاكه ..
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.