مثال على معدل الجرائم في أمريكا

مثال على معدل الجرائم في أمريكا

  • * مقدمة :


  • إن الجريمة تجتاح أمریکا .. الجريمة بكل أنواعها في كل مكان ، في المدن ، في الريف ، في الضواحي الهادئة ، في عدد كبير من الولايات الأمريكية في الشمال والجنوب ، في الشرق والغرب ، جرائم من كل نوع .. قتل ونهب ، سطو واعتداء ، سرقات بالإكراه واغتصاب تحت تهديد السلاح ، ومع الخطر المتزايد الذي يهدد حياة الناس في أكبر وأغنى دولة في العالم ، انطلقت موجة من الإنذار في المدن وضواحيها ، أطلقتها أجهزة الأمن التي تقع عليها مسؤولية حماية أرواح الناس وممتلكاتهم بعد الزيادة المخيفة في معدلات الجريمة طبقا لإحصائيات مكتب التحقيقات الجنائية .
  • * مساعدة المدنيين للشرطة :


  • خرج المدنيون يشاركون رجال الشرطة في مقاومة هذه الموجة العارمة من الجريمة ، وركب الرجال سياراتهم الخاصة وراحوا يطوفون بها الشوارع بحثاً عن هؤلاء الذين أشاعوا الرعب في قلوب الملايين ، حتى أصبح الخوف من أن يقع أحدهم ضحية للجريمة أكبر الذي يتهدده فعلاً ، ولو أن أحداً لا يستطيع أن ينكر أن الخوف له ما يبرره ، فقد تعدت الحرية في أكثر من خمس وعشرين مدينة أمريكية كل الأرقام التي سجلت على السنوات العشر الأخيرة ..
  • * حدوث الجريمة كل 24 دقيقة :


  • تقول الصحف الأمريكية تنقل لنا آخر ما سجلته الإحصائيات ، وتقرأ مجلة تايم الأسبوعية مثلاً فتجد أن هناك جريمة قتل ترتكب كل 24 دقيقة في مكان ما بالولايات المتحدة ، وفي كل عشر ثوان يتعرض بيت للسطو وكل سبع دقائق تغتصب إمرأة .. 
  • ثم تنقل لنا مجلة أمريكية أرقاماً أخرى أكثر دقة وتفصيلاً لأنها مستقاة من مکتب التحقيقات الجنائية خلال عام 1979 م تقول أن :
  • 1_ جريمة خطيرة ترتكب كل ثانيتين ونصف..
  • 2_ حادث سرقة كل ثلاث ثوان..
  • 3_ سطو كل عشر ثوان ..
  • 4_ جريمة عنف كل 2 ثانية..
  • 5_ سرقة سيارة كل 29 ثانية ..
  • 6_ اعتداء على أشخاص لأي سبب أو بلا سبب كل 51 ثانية..
  • 7_ اغتصاب كل سبع دقائق..
  • 8_ جريمة قتل كل 74 دقيقة ..
  • * حكم الارهاب في المدينة :


  • في تحذير وزير العدل الأمريكي وارن بيرجر ، نری الصورة المخيفة التي يعيشها الأمريكيون فقد قال في أعقاب قیام رئاسة جديدة وحكومة جديدة في أمریکا : ( أن هناك حكماً من الإرهاب يسود المدن الأمريكية ) ، ثم يتساءل : ( ألسنا رهائن داخل حدود بلادنا المستنيرة المتحضرة ؟ ) . 
  • ويقول مدير شرطة مدينة هوستون بولاية تكساس الأمريكية : (الخوف من الجريمة يهدد تدريجاً بشل الحياة في المجتمع الأمريكي ، لقد سمحنا لأنفسنا بالتحلل والتفسخ إلى الحد الذي أصبحنا فيه نعيش مثلما تعيش الحيوانات ، فنحن نعيش وراء قضبان حديدية تحمينا من وصول اللصوص إلينا ، ومجموعة من الأقفال المثبتة في الأبواب وأجهزة الإنذار ، ثم نرقد على الفراش وبجوارنا مسدس محشو بالرصاص وبعد هذا نحاول أن نحصل على شيء من الراحة ، ياللسخرية ! ) ..
  • ورئيس الشرطة يعرف عن أي شيء يحدث لأنه هو نفسه يحتفظ بعدة مسدسات محشوة بالرصاص في غرفة نومه !
  • * تجارة السلاح في شوارعها :


  • قد راجت تجارة السلاح والسلاح المضاد في الآونة الأخيرة بصورة لم تعرفها أمریکا من قبل ، فقد أقبل المواطنون على شراء المسدسات والبنادق والتدرب على إطلاقها ، وأقبلوا في نفس الوقت على شراء الأقفال الفولاذية لإحكام إغلاق أبوابهم ، واقتنوا کلاب الحراسة ، وثبتوا أجهزة الإنذار في النوافذ وهي تصرخ عند اقتراب أي ید إليها من الخارج ، حياة تذكرهم بأیام أجدادهم الرواد الأوائل ، باستثناء طبعاً ما توصل إليه العلم الحديث . 
  • ثم هناك بعد ذلك هذا الشعور العام بأن الشرطة أصبحت عاجزة عن حمايتهم ، فراحوا ينقلون ممتلكاتهم إلى الخزائن الخاصة في البنوك ، وعندما امتلأت كلها ، راحوا يعدون قوائم خاصة بأسماء ( الزبائن ) الجدد الذين ينتظرون دورهم للحصول على خزانة .
  • * برنامج احم نفسك :


  • في ديترويت ارتفعت الجريمة بمعدل أربعة عشرة في المائة ، ومع هذا فقد اضطرت الولاية إلى الإستغناء عن خدمات 190 رجلاً من رجال الشرطة ضمن برنامج يهدف إلى توفير مبلغ 27 ملیون دولار عجز في الميزانية ، وكانت النتيجة أن بدأ المواطنون الأمريكيون يعملون فيما بينهم على مواجهة هذه الموجة المتزايدة من الجرائم التي يتعرضون لها ، فقامت في الجزء الغربي من المدينة مثلاً خمسون جمعية أو ناد شعاره ( إحم نفسك ) ، كما قام السكان في الوقت ذاته بتنفيذ برامج للمراقبة في المنطقة ، فقد أصبح هناك شعور متزايد بالعزوف عن الإتصال برجال البوليس والابلاغ عن أي جريمة تقع ، "ولماذا نبلغ عن الجرائم ما دمنا لا نجد منهم المساعدة التي نتوقعها " ! 
  • * حال الأمريكي اليوم :


  • الأمریکي العادي يستخدم المواصلات العامة سيارات الأوتوبيس أو مترو الانفاق ، ولكن لم يعد هذا حاله الآن ، إذا غابت الشمس ولف الظلام المدينة ، أسرع يبحث عن سيارة تاكسي خاصة تعيده إلى بيته أو تذهب به إلى حيث يشاء ، لم يعد يطمئن إلى جاره الذي يجلس معه و في نفس السيارة العامة أو يقف على مقربة منه في محطة المترو تحت الأرض ثم الملابس التي توحي بأن صاحبها ليس فقيراً على الأقل ، لم تعد هي المفضلة في الليل ، أي بدلة أو أي فستان عادي يؤدي الغرض في السهرات العامة والخاصة .. 
  • في مدينة نيويورك أكبر مدن أمریكا من الكثافة السكانية وأكثرها مسرحاً للجريمة ، لا يحمل الناس في جيوبهم أكثر مما يكفيهم ثمناً لوجبة الغداء والمواصلات ...
  • تقول زوجة أحد رجال الأعمال في حي ما نهاتين : لقد أهديت زوجي ساعة ثمينة في عيد ميلاده ، ولكنه لم يضعها حول معصمه مرة واحدة ، لأنه يعلم أن عمله لا يسمح له بالعودة إلى البيت في ساعة مبكرة من المساء !
  • * لماذا هذه الجريمة :


  • يقول بعض الإخصائيين في علم الجريمة أن هذا الشعور الذي أصبح يسيطر على الأمريكيين ليس ظاهرة ، وإنما هو نتيجة حتمية لأسلوب الحياة في هذا البلد الحضاري الكبير فالأسرة مفككة ، والأبناء ينسلخون عنها في سن مبكر ، قبل أن يبلغوا العشرين في أغلب الحالات وهي فترة خطرة حرجة في سن الشباب الذي يجد نفسه فجأة قد أصبح حراً بعيداً عن نفوذ الوالدين ، وفي هذه الحرية المبكرة يضل الشباب الطريق أو تنحرف نسبة كبيرة منهم ..
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.