الحياء في الإسلام 

الحياء في الإسلام 

لطالما كان الحياءُ خلقًا مقرونًا بالمرأة العفيفة الأصيلة، و مروءة الرجل الشهم كريم النفس، فيولّد عند الأنثى عدم الخضوع بالقول كي لا يطمع الذي في قلبه مرض، 

قال تعالى:" يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا" 

فحياءُ المرأة وعفتها وخلقها الراقي السامي، يجعلها تدرس كل كلمة قبل أن تلفظها، وتوقعها في ميزان أدبها وتربيتها، و لا تكون "سلفعًا"  فتسلم من أذى أصحاب القلوب الضعيفة.

فإن اضطررت لمعاملة الرجال فكوني مثل ابنة شعيب عليه السلام حينما أتت نبي الله موسى عليه السلام.

(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) قال المفسرون : ليست بِسَلْفَع من النساء خرّاجة ولاجة واضعة ثوبها على وجهها، والسلفع الجريئة التي ترفع صوتها ولا ترخي نظرها.

كما يولّد الحياءُ عند الرجل الغيرة في الأفعال والأقوال فيغضب لله في محارمه إذا انتهكت أو مسها شبهات الفواحش. 

وهذا باعث قد هذّبته الأخلاق والفطرة. 

فالحياءُ خيرٌ كله، ينبع من قلب نقي مورِده صالحُ الأخلاق والقيم.

فمن شتى عن فطرته السليمة، وانخدع بالتقليد الأعمى للغرب وخلع عنه ثوب الحياء،  فلا بد أن يُرانَ على قلبه من الذنوب في الجرأة على الإثم، ويجره للكذب والمراوغة والخداع.

 ويشعر رويدًا رويدًا أنّ مورده الصافي قد تلوث وتغشاه غشاوة الرذيلة والفساد، فيضيق صدره و يكره ذاته، ولو تحايل على نفسه أنه على حقّ.

فكيف تأتي الله بقلبٍ سليم؟

وفطرتك السليمة قد شابها ما شابها من سوء الأخلاق.

فقد أخرج ابن ماجة عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ ». 

حديث حسن.

 وفي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ».

فالحياء يعصمك عن فعل السوء والفاحشة، خجلًا من الله سبحانه وتعالى.