- 
	
لمحة عن مدينة فاس :
 - 
	
هي أحد رموز المدن العربية القديمة ، بمبانيها التاريخية وأسوارها ومياهها وأسواقها وحرفها ، ما زالت على جدرانها تجاعيد الزمن وألغازه ، واسمها وحده يوحي بتاريخ حافل بالأمجاد مصحوب بالصراع ، وكل جزء منها قطعة فنية فريدة ، وهي بالنسبة للعرب تاریخ محفوظ .. - 
	
* أشهر معالمها :
 - 
	
وينزل منها جامع القرويين مكاناً مقدساً ، فقد ساهم في صياغة وجدان المغرب العربية ، وكان له على الدوام تأثير كبير في العالم الإسلامي ، وليس غريباً ما يردده أبناء فاس من أن : ( جامع القرويين هو حياة فاس ، ولولا فاس ما ذكر المغرب .. ).. - كانت فاس نموذج المدينة الإسلامية في مهرجان العالم الإسلامي ..
 - 
	
* اليونيسكو تنقذها :
 - 
	
قررت منظمة اليونسكو إنقاذها كجزء من التراث الإنساني ، ورصدت من أجل إنقاذها ۲۰ مليار دولار ، على أن تساهم اليونسكو بثلث هذا المبلغ مع خبرتها التي اكتسبتها في إنقاذ مدينة البندقية ، كما وجهت نداءاً عالمياً يلح في العمل على إنقاذها ، من مشاكل متنوعة تواجه المدن العتيقة بعضها يتعلق بالتكيف مع العصر مع الحفاظ على تراثها المعماري الذي يتهدده الإنهيار ، وبعضه يتعلق بانتقال العاصمة منها إلى الرباط عام 1912 م ، وانتقل منها المركز الاقتصادي إلى الدار البيضاء ، وخرج أغلب أسرها القديمة من داخل الأسوار ، وتدهورت حرفها التقليدية بعد أن كانت تزود العالم بالجلود المغربية ، وبقيت مهارة حرفييها مسجلة على ما تبقى من مبانيها التاريخية ... - وأصبحت فاس الحاضر ، تكتظ بالسكان ، وتتكاتف وتتساند في حرص على ما تبقى من مبانيها التاريخية خشية الانهيار ، وتحتضنها اسوارها مع ما تبقى من حرف قديمة ، وأزقة متعرجة ..
 - 
	
* السبب وراء ذلك :
 - لعل هذا كله هو السبب في ذلك الشعور الذي يجتاح زائر فاس ، وهذا الحنين الغامض لزمن مضى ..
 - وقد احتضنت فاس التلال التي تشبه المنشار في واد أخضر ، وعلى مسافة قصيرة منها تقوم مدينة فاس الجديدة مبانيها الضخمة وشوارعها الحديثة ...
 - 
	
* وصف مداخل مدينة فاس :
 - 
	
يدخل الزائر إلى فاس القديمة من بوابة أندلسية محلاة بالفسيفساء تشبه معظم بوابات المغرب ، البوابة ذات باب کبیر ، رصع بنقوش دقيقة ، وهناك ستة أبواب أخری تقود إلى قلب المدينة ، كل ركن منها لوحة يمكنك أن تميزها ، فللمدينة مذاق خاص وشخصية في نفاذة ، يرتدي أهلها ملابسهم المميزة ، ولعله لا يوجد مكان آخر يضاهي فاس في هذا التناغم بين الكبرياء وما يحيط به من مجد تاريخي ، ففي أزقته يشاهد بقايا الحرفيين وأعمالهم الدقيقة ، وننتقل إلى الأسواق العربية التي قسمت كغيرها من الأسواق الشرقية ، لكل سلعة قسم خاص ، تشاهد الثقافة الحية على جدرانها وفي عمارتها وأزياء سكانها ، وفي مهارة حرفييها .. - 
	
* القيمة التاريخية لمدينة فاس :
 - 
	
فاس التاريخ في المغرب العربي تأتي في المرتبة الرابعة بعد مكة والمدينة والقدس ، فهي درة من درر المدن الإسلامية ، لا يضاهي دورها في المغرب الإسلامي سوى القيروان وقرطبة وكما جاء في المسالك للعمري : ( انها تشبه دمشق وغرناطة ، وأهلها يشبهون أهل الاسكندرية في المحافظة على علوم الشريعة ، وتغيير المنكر ، والقيام بالناموس ).. - 
	
* وصف أهل مدينة فاس :
 - 
	
جاء في كتاب جني زهرة الأس في أخبار فاس في وصف أبناء فاس : - ( فلإعتداله ، اعتدل أهله ، فسلموا من شقرة الروم ، وسواد الحبش ، وغلظ الترك ، وجفاء أهل الجبال ، ودمامة أهل الصين ، وكما اعتدلوا في الخلق اعتدلوا في الفطنة والذكاء والعلم .. »
 - هذا ولا تملك في فاس إلا العواطف الجياشة لأهلها ، فأینما ذهبت تحيطك إنسانيتهم الدافئة ، وكرمهم ، وأنفتهم ، وشدة اعتزازهم بعروبتهم ، حتى تكاد تسعى إلى الإحتفاظ بالأحاسيس والانطباعات والانفعالات التي يولدها التاريخ العريق والحاضر النابض بالحياة ،
 - 
	
* مقارنة عبر التاريخ :
 - 
	
ننتقل إلى المقارنة بين الهندسة المعمارية وتشابكات الحياة اليومية ، فالدور تنكفيء بين الفقر والغنى ، يعلوها غبار التاريخ .. - والمياه الجارية التي تسري في عروق المدينة كلها ، عبر البيوت القديمة والطرق الضيقة ( يتشعب في داخلها الماء أنهارا وجداول وخلجان ، فتتخلل الأنهار دیارها و بساتينها وأسواقها وحماماتها ، وتخرج وقد حملت أثقالها ، فنهر فاس يفوق مياه المغرب في العذوبة وكثرة المنفعة .. )
 - هذا ما وصف به ابن أبي زرع في روض القرطاس . وفاس الحاضر تعيش داخل الأسوار مرحلة تحولات عنيفة بعد انهيار التشكيلات الإجتماعية القديمة ..
 - 
	
* قول عبد الرحمن المراكشي بمدينة فاس :
 - 
	
نقل إلينا عبد الرحمن المراكشي ذلك بقوله : - " مدينة فاس هي حاضرة المغرب ، وموضع العلم منه ، اجتمع فيه علم القيروان وعلم قرطبة ، عندما كانت قرطبة حاضرة الأندلس والقيروان حاضرة المغرب ، فلما اضطرب أمر القيروان وأمر قرطبة رحل من هذه وهذه من كان فيهما من العلماء والفضلاء من الفتنة ، فنزل أكثرهم مدينة فاس ..
 - وما زالت المشائخ يدعونها بغداد المغرب ، وليس بالمغرب شيء إلا وهو منسوب اليها ، وموجود فيها ، ومأخوذ منها ، لا يدفع هذا القول أحد من أهل المغرب .".
 - 
	- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.