- إن موقف المريض بالنسبة لدائه ، ولطبيبه ، ومن يحيط به ، مختلف أيضاً ...
 - ونستطيع القول وبشكل عام فإن المريض الذي يشعر بأن الطبيب يشير بشکل ما إلى إصابته سرطان ، يصاب بالذعر بادىء الأمر ، فلا يصدق ذلك ، وينكره ، ويبحث عن كل علاقة ممكنة ليكذب الطبيب ، ولا يتورع في سبيل ذلك ، من التهجم الشخصي على الطبيب ، واتهامه بأشنع التهم ، ثم يروح من طبيب إلى آخر ، ومن بلدة إلى أخرى ، وأحياناً ، وإذا كانت إمكانياته المادية كافية ، يذهب إلى أوروبا ، ولكنه وبعد فترة من الزمن لا يلبث أن يؤمن ويعتقد أنه مصاب بالسرطان ...
 - والذي يحدث في معظم الأحيان أن ينقلب المريض من ثرثار يتحدث دوماً عن صحته الجيدة ، وعدم مرضه ، وأخطاء الأطباء ، إلى سكوت مطبق ملازم له دوماً .
 - 
	
* الأفكار المصاحبة لمريض السرطان :
 - 
	
يغرق المريض في أفكار سوداوية ذات وجهين : - _ الأول : اتهامه لنفسه بالقيام بخطايا عاقبة الله عليها بهذا الداء .
 - _ والثاني : الإستسلام لمشيئة الله ، وانتظار الموت . وينتج عن ذلك :
 - رفضه المعالجة الجراحية ، وقد يكتفي بالمعالجة الشعاعية أو حتى يرفض هذه أيضاً ، ويكتفي بتناول بعض المسكنات ، ومنهم من إذا مارأی الموت يحوم حوله يهرع إلى الطبيب راجياً إجراء أية عملية يريد ليخلصه من الداء ...
 - ولكن لاحيلة في ذلك ، ومن النادر جداً أن يكون ارتكاس المريض الإقبال على مباهج الحياة ولذائذها ، والإنغماس فيها للعنق ، للتزود منها ما يشبعه قبل الموت .
 - والأكثر تواترآ هو إقباله على الدين ورجاله ، فيصلي ويصوم ويتعبد كثيراً ، وقد يحج أو يرسل من يحج بدلاً عنه .
 - 
	
* موقف الإنسان الشرقي من السرطان :
 - 
	
لقد اعتاد الإنسان الشرقي أن ينظر إلى الموت على أنه الحق و الحقيقة ، وأنه لابد منه ولا مفر ، فعليه أن يواجهه باستسلام وقناعة لأن السرطان هو الموت . بينما يختلف موقفه من باقي الأمراض ، فنراه يقاوم الكوليرا ، ويحتاط للديفتيريا والجدري ( باللقاح ) .. - أما السرطان فلا ، لأنه الموت الذي لابد أن يصيبه ولو كان في أبراج مشيدة .
 - لذلك فقل من يقبل المعالجة الجراحية ، وكثيرون الذين يضيعون الوقت في التنقل من طبيب إلى آخر ، كل منهم يقوم بإجراء خزعة ، فتتكرر الخزع ، وتزيد من هیجان الورم وسرعة انتقاله ، وإذا اقتنع المريض بإجراء المداخلة ، كان ذلك أما لأنه يشعر بنفسه يختنق ( حالات سرطان الحنجرة ) ، عندئذ هرع لإجراء خزع رغامی ، أو بناء على إلحاح من حوله ...
 - ولكن الوقت يكون قد فات ، وهكذا معظم المرضى يرفضون التدخل الجراحي في بداية الإصابة ، ويرفضه الأطباء في أكثر من 90 ٪ الحالات حينما يقبله المريض .
 - 
	
* موقف العائلة :
 - 
	
إن ارتكاس العائلة ، وموقفها من المريض يختلف كثيراً حسب الطبقة الإجتماعية التي ينتمي إليها المريض . - 
	
* أعمار المرضى وطريقة التعامل معهم :
 - 
	
المريض غالباً رجل عجوز ، أب ، أو جد في معظم الأحيان ... - وتنص تقاليدنا على احترام الأبوين وطاعتها وطلب مرضاتهما ، ويخضع لهذه الأفكار والتقاليد الطيبة غالبية الشعب ، فيقومون بواجباتهم نحو المريض حتى آخر لحظة من حياته ، فيحيطونه بالعناية والرعاية والمحبة ..
 - هذه العواطف التي يكون المريض بأشد الحاجة إليها ، وهي التي تخفف الكثير من آلامه وأحزانه ، ولقد اعتدنا عندما يقوم الطبيب بتدخل جراحي ، على المريض أن يعيده إلى أهله بأقصى ما يمكن من السرعة ، كي لايحرم العطف والحنان ، وكي يرجع إلى بيئته ووسطه الذي اعتاده ، لأن المشافي مهما كانت لا يمكن بأي شكل كان أن تعوض عناية الأهل والأقارب .
 - 
	
* الجراحين في الغرب :
 - 
	
بينما نجد معظم الأطباء والجراحين في البلاد الغربية يشكون من ظاهرة « عدم الاكتراث » التي اجتاحت مجتمعاتهم ، فيها أن يعرف الأهل بعلة مريضهم حتی يلقون به في أحد المشافي العامة ويختفون ، وأغلب المسرطنين في المستشفيات الأذنية أجريت لهم مداخلات جريئة أفقدتهم قسمآ من وجههم ، وقسم أكبر من عنقهم .. - فأصبح منظرهم يثير الرعب والاشمئزاز في النفوس ، ومنهم من تقرحت جراحاته ، وسال منها القيح والدم باستمرار ، وفاحت منها رائحة نتنة منفرة على الدوام .
 - 
	
* حالة المرضى في الغرب :
 - 
	
إنها حالة المحكومين بالإعدام ، ما أن يمضي يوم أو بضعة أيام حتى يموت أحدهم ، وما أن تمضي أيام حتى يأخذ محله آخر ، كل ينتظر المصير نفسه ، وما أشنع عندما يموت أحدهم في عذاب طويل مرير ، ينظرون جميعا إليه ويتمثلون أنفسهم مكانه ، وعندما يتلفت حوله يطلب المعونة لايجد أحدا سوى زملائه المساكين . - يأتي الطبيب صباحاً لعيادتهم ، وهو في عجالة من أمره ، لا يكاد يستمع إلى شكواهم أو إلى آلامهم ، ويتهرب الأطباء الشباب من دخول هذه القاعة الملعونة ، فلا يزورها الطلاب أو المقيمون أو المعاودون، أما الممرضة فهي الآمرة الناهية ، وكل شيء يتعلق بها وبمزاجها .
 - 
	
* قصة مريض يعاني :
 - 
	
أحدهم عندما مات ، وجدت الممرضة تحت مخدته دفتر صغير سجل فيه ذكرياته ، ووصف عذاب إخوانه الذين رآهم يموتون أمامه بشكل مريع .. - ولقد ألف الكاتب الروسي الحائز على جائزة نوبل سوانستين رواية مؤثرة عنهم بعنوان :
 - « قاعة المسرطنين » ، جدير بكل طبيب أن يقرأها لأن فيها وصف رائع ومذهل لهؤلاء الناس المساكين ..
 - 
	
* مهمة السلطات الصحية :
 - 
	
وتحاول السلطات الصحية في تلك البلاد أن تعيد هؤلاء المرضى إلى بيوتهم وبين ذويهم ... - إذا قبل هؤلاء بإغرائهم بالمال تارة ، وبتسهيل المعاجة تارة أخرى ، وذلك بإرسال ممرضات مختصات لمعالجة هؤلاء المرضى في دورهم ..
 - إلا أن أمثال هذه المواقف القاسية قليلة في بلادنا ، إذ يندر أن نجد عائلة تلفظ مريضها وتتركه لوحده في المشفى العام..
 - 
	
* خاتمة للمقال :
 - الجدير بالذكر ، رغم أنه شيء مؤلم وقذر ، أن نذكر أن بعض العائلات تترك مريضها بدون معالجة تقريباً توفيراً للمال من ناحية ، وحبآ في كسب الميراث من الرجل العجوز من ناحية أخرى .
 - إن موقف الطبيب هنا أن يشجع العائلة على تحمل المريض ، وعلى تقديم العناية اللازمة له في الدار ، ولقد وجدت أن التذكير بالتقاليد الطيبة الموروثة ، وبالأخلاق الدينية الحميدة عامل جيد لدفعهم على تحمل المشاق والتضحيات .
 - 
	- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير. 
- الرئيسية
 - 
                                                    التصنيفات
                                                    
- 
                                                                        
                                                                            مثال على الأدب العربي
                                                                        
                                                                        
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
 - مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
 - مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
 - مثال على الأدب في العصر الأندلسي
 - مثال على الأدب في العصور المتتابعة
 - مثال على أدب البلدان
 - مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
 - مثال على النقد الأدبي
 - مثال على الأدب المسرحي
 - مثال على الخطابة
 - مثال على الكتابة الأدبية
 - مثال على أدب الأطفال
 - مثال على الفروقات
 - مثال على معاني المفردات و الكلمات
 - مثال على منوعات في الأدب العربي
 
 - مثال على القصص و الروايات
 - مثال على الشعر العربي
 - مثال على قواعد اللغة العربية
 - مثال على مؤلفات وكتب
 - مثال على التاريخ والحضارة
 - 
                                                                        
                                                                            مثال على الإسلام والأديان
                                                                        
                                                                        
- مثال على علوم القرآن الكريم
 - الحديث النبوي الشريف
 - الأدعية و الأذكار
 - مثال على التفسير و التجويد
 - الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
 - مثال على السيرة النبوية
 - رمضان و الصوم
 - الجنة و النار واليوم الآخر
 - مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
 - مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
 - مثال على الفتاوى الإسلامية
 - شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
 - مثال على العقيدة الإسلامية
 - أحكام فقهية وشرعية
 - معلومات دينية عامة
 - معلومات دينية للأطفال
 - الحج و العمرة
 - مثال على تراجم القرّاء
 
 - 
                                                                        
                                                                            مثال على المأكولات
                                                                        
                                                                        
- مثال على الأطباق الرئيسة
 - مثال على أطباق منوعة من حول العالم
 - مثال على أطباق سهلة وسريعة
 - مثال على أطباق جانبية /مقبلات
 - مثال على أطباق بالمكرونة
 - مثال على أطباق للرجيم
 - مثال على الحلويات
 - مثال على السلطات
 - مثال على المخبوزات /الفطائر
 - مثال على المشروبات والعصائر
 - مثال على أطباق بدون فرن
 - مثال على الأطباق النباتية
 - مثال على أطباق صحية
 - مثال على الأطباق الغريبة
 - مثال على ساندويتشات
 - مثال على الشوربات
 - مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
 
 - مثال على الطب و الصحة و الجمال
 - مثال على العلوم
 - المزيد...
 
 - 
                                                                        
                                                                            مثال على الأدب العربي
                                                                        
                                                                        
 - نبذة عنا
 - سياسة الخصوصية
 - الدخول إلى الحساب