مثال على أشكال القصة العربية القديمة وسماتها

مثال على أشكال القصة العربية القديمة وسماتها

  • عرف العرب القصة في تاريخهم القديم ، وقد عرضت قصصهم أنماط عيشهم وطبائعهم ومعتقداتهم وأحلامهم، وظهر فيها شكل وعيهم للحياة. سيتناول هذا المقال أشكال القصة العربية القديمة وسماتها.
  • أشكال القصة العربية القديمة :


  • تنوعت القصة العربية القديمة ، وتطورت مع الزمن واتخذت لها أشكالا ً متنوعة. فقد كانت في الجاهلية وصدر الإسلام وعهد بني أمية تُروى شفاها ً من خلال وعي غلبت عليه روح البداوة وبساطتها، فأثّر الخيال في أحداثها وجنح بها إلى المبالغة حينا ً وإلى عالم الوهم حينا ً آخر.
  • - كانت هناك أخبار أيامهم وقائعهم التي تحكي حكاية البطولات والجرأة كحرب داحس والغبراء ، وحرب البسوس ، وواقعة ذي قار وما حدث فيها من أحداث تثير الإعجاب بالبطولة والشجاعة.
  • - حكايات الحياة العادية وما يجري فيها من مآثر وعيوب كالوفاء والكرم أو الغدر والبخل ... ، فقد رويت قصص كثيرة عن كرم حاتم الطائي ووفاء السموءل.
  • - قصص مثل قصة المثل : عاد بخفّي حُنين.


  • - الأساطير التي تنسب للجن أعمالا ً وخوارق وتفسر كيرا ً من ظواهر الحياة الطبيعية التي لم يدرك وعيهم أسبابها الموضوعية، وقد الأمثال روى الجاحظ بعض هذه الأساطير ، حكى فيها الأعراب قصصا ً عن لقاءاتهم الجن وأحاديثهم معهم وقتالهم وزواجهم منهم . وقد فصّل الجاحظ هذه القصص وفسّر منشأها تفسيرا ً علميا ً ونفسيا ً؛ فعلل رؤية الأعراب للجن بأنها من نتاج أوهامهم مثلتها لهم وحشة الصحراء ومخاوفها فبدت لهم حقيقة، وقد أدرك أبو العلاء المعري حقيقة هذه الأساطير فرآها شكلا ً من عجز الوعي عن إدراك حقيقة الظواهر والأشياء، فقال :
  • وقد كان أرباب الفصاحة كلّما                      رأوا حَسَنا ً عدّوه من صَنعة الجنّ.
  • - حكايات على ألسنة البهائم ، أبرزوا من خلالها الطبائع الإنسانية وجوانبها الإيجابية والسلبية مثل خرافة ( الحية ذات الصفا) ، فضلا ً عن القصص التي تمت ترجمتها في العصر العباسي مثل قصة ( كليلة ودمنة) : كان شخوصها حيوانات ترمز بسلوكها إلى أنماط من الناس يمثلون الحكمة والذكاء أو الغباء والحماقة .
  • - حكى الشعراء في أشعارهم شيئا ً من مغامراتهم في قالب قصصي كما فعل عمر بن أبي ربيعة في بعض قصائده الغزلية ، وتناقل الرواة أخبار العشاق فحكوا حكايات حبهم وشقائهم فيه ، ولكن هذه الحكايات لم تسلم من عبث الخيال والمبالغة.
  • - القصص الواقعية التي تنقل مجون الشعراء وزهد النساك ونوادر الظرفاء وشح البخلاء ، فكتب الجاحظ كتاب البخلاء بقالب طريف وضع فيه الشخصية والحادثة والحوار في إطار واقعي.
  • - القصص الفلسفية التي تطرح بعض القضايا الفكرية ، فكتب المعري رسالة الغفران قصّ فيها رحلة خيالية إلى الجنة والجحيم، وعرض فيها مشكلات الثواب والعقاب والغفران وبعض القضايا الأدبية واللغوية والنقدية، كما كتب ابن الطفيل قصة ( حي بن يقظان) عالج فيها فكرة فلسفية عن فطرة الإنسان وتكوّن ملكاته .
  • - القصص الشعبية كسيرة عنترة وتغريبة بني هلال ، وسيف بن ذي يزن ، رسمت للشعب مُثلا ً سامية من الشجاعة والكرم والإقدام في مراحل ضعف الدولة واضطراب الأمن وانتكاس القيم الأخلاقية وطغيان الفساد وعوامل القهر.
  • سمات القصة العربية القديمة :


  • - توافرت لها عناصر القصة من حادثة وشخصيات وحوار ، ولكنها عرضت في سرط بسيط ساذج جعلها أقرب إلى الحكاية منها إلى القصة بمعناها الفني.
  • - عكست هذه القصص المضمون لتاريخي للحياة العربية والوعي الاجتماعي والجمالي ، فقدمت صورا ً لحياة الناس وظروف معاشهم وشكل وعيهم وأحلامهم وعواطفهم وأنماط سلوكهم ومواجهتهم للواقع.
  • - كانت هذه القصص مهربا ً من واقع مثقل بأسباب القهر والظلم، ومجال تعويض للنفس عن رغبات أحبطها الواقع.
  • - كان للخيال مجال واسع فيها، أخرج الأحداث من إطارها الواقعي ، وأطلق الأشخاص من حدود طاقة البشر فأصبحت لهم قدرة خارقة وعجيبة.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.