ماذا تعرف عن حضارة بلاد الرافدين؟

ماذا تعرف عن حضارة بلاد الرافدين؟

  • الموقع الجغرافي وأهميته :


  • يقع العراق في القسم الشرقي من الهلال الخصيب وسمي ببلاد الرافدين أو بلاد ما بين النهرين  نسبةً إلى نهري دجلة والفرات، وعُرف قديماً باسم (ميزوبوتاميا) ويضم سهل شنعار ( سهل سومر قديماً) في قسمه الجنوبي ، وهو من أخصب بقاع العالم بفضل تربته اللحقية الغنية ومياهه الوفيرة ، مما ساعد على قيام حضارات عديدة فيه قوامها الزراعة ، ويتصل قسمه الشمالي بسهول الجزيرة في بلاد الشام.
  • لمحة تاريخية :


  • يعدّ السومريون من أقدم الأمم التي سكنت بلاد الرافدين ، فقد أقاموا في سهل شنعار عدداً من المدن منها : أور ، لاكاش، نيبور . واستخدموا الكتابة المسمارية والمحراث إلى أن تمكنت العناصر العربية القديمة التي نزحت من شبه الجزيرة وتوطنت بجوار السومريين في شمالي سهل شنعار وتأثرت بهم من إنشاء بعض المدن منها : أكاد ، كيش، بابل..الخ ، واستطاعت أن تقيم أول دولة عربية قديمة معروفة في التاريخ في بلاد الرافدين وهي:
  • 1- الدولة الأكادية (2) : أسس هذه الدولة صارغون الأول ، واتخذ من مدينة أكاد عاصمة له، وأخذ يتوسع غرباً إلى سورية والبحر الغربي ( المتوسط) ، وشرقاً إلى بلاد عيلام ، واستمر حكمه قرابة نصف قرن ، ومن أبرز خلفائه (نارام سين) الذي لقّب بملك أركان الدنيا الأربعة بسبب ما تم في عهده من فتوحات ، وقضائه على الفتن والثورات الخارجية منها والداخلية. لكن آخر ملوك أكاد لم يتمكنوا من المحافظة على هذه القوة ، كما أن مظاهر الترف والثراء في الدولة الأكادية كانت حافزاً لأطماع الشعوب المجاورة مستغلة ميل لأكاديين إلى الدعة وضعف الروح العسكرية ، مما ساعد على قيام دولة عربية جديدة حلّت محل الدولة الأكادية وهي :
  • 2- الدولة البابلية الأولى (1820 -1531 ق.م) : هاجمت أقوام همجية انحدرت من جبال زاغروس الدولة الأكادية وعاثت فيها فساداً ، وقد استطاع أحد أمراء العموريين أن ينقذ البلاد من الفوضى ويؤسس أسرة مالكة ، اتخذت من مدينة بابل (باب الإله) التي أسستها عاصمة لدولتها الجديدة. ومن أبرز ملوك هذه الأسرة ( حمورابي) الذي استطاع القضاء على العيلاميين في الشرق ، وضم مناطق الآشوريين في الشمال ، وبسط نفوذه حتى البحر المتوسط في الغرب. وأبرز ما تميزت به إنجازات حمورابي هو التشريع الذي تم وضعه في عهده مما أكسبه لقب المشرّع الأعظم. بدأ الضعف في زمن خلفاء حمورابي بسبب ضعف الروح العسكرية والفوضى التي حلت بالدولة نتيجة التنافس على الحكم، مما أدى إلى قيام ثورات وحركات انفصالية. وأخذت مملكة البحر ( مملكة صغيرة نشأت في منطقة الخليج العربي) تهاجم بابل ، وسارع الحثيون (شعوب آسيوية توطنت منطقة الأناضول) إلى غزو الدولة ، وأخيراً أجهز عليها الكاشيون (شعوب آسيوية عاشت في جبال إيران) ، فأصبحت البلاد مسرحاً للصراع بين هذه الأقوام نحو قرنين ونصف حتى استخلصها الآشوريون ، وأسسوا دولة أصبحت بابل إحدى مدنها .
  • 3- الدولة الآشورية (1300 – 612 ق.م) : اتخذ الآشوريون في أول أمرهم مدينة آشور عاصمة لهم ، ثم نقلوها إلى نينوى ، وبلغت الدولة أوج عظمتها واتساعها في القرن الثامن قبل الميلاد ، ومن أشهر ملوكها الملكة (سمورامات أو كما يسميها اليونانيون سميراميس) ، و(صارغون الثاني) الذي نفى اليهود من فلسطين ، و(آشور بانيبال) الذي عُرف بشجاعته وحبه للعلم. وقد امتدت حدود الإمبراطورية الآشورية لتشمل مصر بالإضافة إلى بلاد الشام والأناضول وشمالي الخليج العربي . ولكن قسوة الآشوريين وسوء معاملتهم للشعوب المغلوبة خلقا الظروف المناسبة لقيام ثورات كثيرة أنهت الإمبراطورية الآشورية عام 612 ق.م ، وقامت مكانها دولة عربية جديدة وهي :
  • 4- الدولة البابلية الثانية (الكلدانية ) 612 – 539 ق.م: الكلدانيون أقوام آرامية تمكنت من الوصول إلى سهل شنعار ، وبناء دولة على أنقاض الدولة الآشورية ، واتخذوا من بابل عاصمة لهم فجددوا بذلك مجدها السابق ، ومن أشهر ملوكهم نبوخذ نصر ( بختنصّر) ، ومن أعماله الكبيرة قضاؤه على مملكة يهوذا ، وإرساله اليهود أسرى إلى بابل ، ولكن ضعف خلفائه أطمع بدولته جيرانه الفرس ، فاستولى عليها الملك كورش الفارسي عام 539 ق.م
  • 5- مملكة الحضر : قامت شمال موقع مدينة بغداد الحالية مملكة مدينة الحضر (عربايا) أو مدينة الشمس ، وهي مملكة عربية وذلك في منتصف القرن الأول قبل الميلاد ، واستمرت تحت النفوذ الفارسي حتى قضائهم عليها في القرن الثالث الميلادي. وقد ساعدت عدة عوامل على اضمحلال أهميتها منها : لم يعد لمعابد الإله الشمس أهمية تذكر بسبب انتشار الزرادشتية  في بلاد فارس ، وتسرب المسيحية إلى بلاد الرافدين من بلاد الشام ، بالإضافة إلى وصول موجة اللخميين العرب وتأسيسهم لإمارة الحيرة.
  • 6- إمارة الحيرة : بدت الحيرة أيام المناذرة كمركز هام يؤمه عرب شرقي شبه الجزيرة وبلاد الرافدين لتحقيق مصالحهم ، ولقد قامت الحيرة بدور كبير في الصراع العالمي آنذاك بين الفرس والروم، إذ كان المناذرة حلفاء الفرس بينما كان الغساسنة في بلاد الشام حلفاء الروم.  وقد قامت بين الإمارتين العربيتين عدة معارك كانت في أساسها تمثل الصراع بين تلك القوتين العالميتين، ومن أشهر هذه المعارك : يوم حليمة 554 م.
  • وقد حاول الفرس في آخر حكمهم القضاء على المناذرة وحكمهم للحيرة إلا أن القبائل العربية تصدت لهم في معركة ذي قار 610 م وكان النصر حليفها، وقد أشار الرسول الكريم إلى ذلك ( هذا يوم انتصف فيه العرب من العجم)، ولقد أخذت هذه المعركة طابعاً قومياً  كان له أثره في حروب التحرير لطرد الفرس من الأراضي العربية في معركتي القادسية والبويب.
  • المميزات الحضارية :


  • لقد أسهمت الأقوام العربية القديمة من أكادية وبابلية وآشورية ...الخ في بناء صرح الحضارة الإنسانية ، وقد تميزت حضارة هذه الأقوام عن سواها ب :
  • - اهتمامها بالتشريع ونشره وجعل العقوبة عينية ، وتقوم على مبدأ العين بالعين والسن بالسن ضمن الطبقة الواحدة ( تشريع حمورابي).
  • - تطوير وسائل الدفاع والحصار وأدوات القتال .
  • - التفوق في النحت وخاصة عند تصويرهم أو نحتهم لأشكال الحيوانات.
  • - الاهتمام بالكتب والمكتبات .
  • - وضع أساس علم الفلك والارتقاء به من كونه وسيلة لمعرفة المستقبل إلى إعطائه صفة العلم وبخاصة عند الكلدانيين.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.