ما هي فكرة القصة ؟

ما هي فكرة القصة ؟

  • تمثل فكرة القصة معنى التجربة الذي يخرج به الكاتب من معاناته للحياة وتأمله لها من خلال رؤية خاصة، وسنتعرف في هذا المقال على كيفية نشوء الفكرة وكيفية تجسيدها فنيا ً .
  • كيف تنشأ فكرة القصة لدى الكاتب؟


  • يمتاز الأديب بأنه إنسان مرهف الإحساس يتفاعل مع أحداث الحياة وظواهر الطبيعة ويستوعب معناها بأعمق مما يستوعبه الإنسان العادي. إنه يعيش في الحياة بوعي، ويدرك تجارب الناس وسلوكهم بملاحظتها واستبطان أبعادها النفسية والاجتماعية ، وذات لحظة تومض في رأسه ( فكرة) تجرد الحياة من ظواهرها الحسية في معنى إنساني عام يفسّر الإنسان وظواهر وجوده.
  • لقد مثّل الكاتب الروسي ( باوستوفسكي) هذه الحالة في صورة علمية شعرية فسر فيها منشأ الفكرة فقال : ( كيف تنشأ الفكرة في ذهن الكاتب؟! إنني أرى أن الفكرة تشبه وميض البرق ، تستغرق الكهرباء عدة أيام في تجمعها فوق سطح الأرض، حتى إذا ما تجمعت كمية ضخمة منها أصبح الجو مشحونا ً بكمية أكثر مما يُحتمل ، وعندئذ تتحول السحب البيض إلى غيوم دكن وتتفجر الشحنة الكهربائية محدثةً شرارة ضوءها البرق، وغالبا ً ما يتبع البرق مباشرة انهمار المطر وابلا ً).
  • لقد أوحت تجربة الحياة ذات مرة للكاتب الأمريكي همنغواي : ( أن الإنسان قادر على النصر في صراعه مع ظروف حياته وجسده) فكتب روايته الرائعة ( الشيخ والبحر) وبناها على هذه الفكرة . ورأى توفيق الحكيم خلال ممارسته للعمل القضائي في الريف المصري، غباوة القانون وقسوته حين يؤخذ ويُطبّق في غير ظروفه ، فكتب روايته المعروفة ( يوميات نائب في الأرياف) وفضح فيها مفارقات هذا القانون.
  • كيف تجسد الفكرة فنيا ً؟


  • هذه الفكرة التي يجردها الكاتب من ظواهر الحياة بإحساسه وتأمله ، يعود ليخلقها خلقا ً فنيا ً جديدا ً، فيجسدها في أشخاص وأحداث يخرجهم من محيط الحياة ويدخلهم إلى مختبره الفني وهو القصة، ويضعهم في علاقات يواجهون بها مشكلات الوجود من خلال مواقف متباينة ، فيضيء سلوكهم ويحلل طبائعهم من خلال عدسة الفكرة.
  • كتب تولستوي يحدد طبيعة العمل القصصي ، فقال : ( يقوم فن القصة على أساس تصوير أناس لهم طبائع متباينة، ويكونون في مواقف مختلفة، فيطرح الكاتب مشكلة حيوية لم تحسمها الحياة بعد، ويحملهم عبء معاناتها وحلها، فيكلفهم مواجهتها والعمل فيها ، ويراقبهم ويلاحظهم في سعيهم لحلها.. إنها تجربة مختبر..).
  • إن الفكرة القصصية تصير في القصة حياة ملموسة ، ويؤدي الكاتب معناها بسلوك الأشخاص ومواقفهم ومجرى الأحداث. فيجب على الكاتب أن يتجنب التقرير المجرد والتدخل المباشر في طرح الفكرة. فإذا فعل الكاتب ذلك جمدت الشخصيات وتعطلت الحركة واقتربت القصة من المقالة ، فكانت مقالا ً قصصيا ً .. كما كان يصنع المنفلوطي في بعض قصصه ، وكما نجد في مجموعة طه حسين القصصية ( المعذبون في الأرض).
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.