ما هو فن السيرة الذاتية ؟

ما هو فن السيرة الذاتية ؟

  • تعريف السيرة الذاتية : هي فن أدبي يتضمن ذكر البيانات الأساسية والأحداث والمراحل المهمة في حياة الشخصية موثقة بتواريخها ، وذكر الأعمال التي شاركت فيها الشخصية .
  • فن السيرة: هو فن نثري يزخر بالحديث الموسع عن شخصية ما بهدف الكشف عن صفات الشخصية وعالمها وتكوينها الاجتماعي أو الثقافي أو النفسي ولها نوعان : 
  • 1 . السيرة الذاتية: يكتبها الكاتب بنفسه من تاريخ حياته مسجلاً أخباره عارضاً أعماله وأثاره ذاكراً أيام طفولته وشبابه وكهولته وما يجري فيها متوخياً الصدق والاعتدال 
  • 2 . السيرة الغيرية: يكتبها الكاتب عن شخصية أخرى يدون فيها حياتها وأعمالها وآثارها ملتزماً الموضوعية والصدق فيها .
  • خطوات كتابة فن السيرة: 


  • 1 . إدراك الغاية المنشودة والوعي بالهدف المقصود من كتابته 
  • 2 . استرجاع الأحداث المهمة في حياة الشخصية وما تستدعيه من تفاصيل ثم تدوينها 
  • 3 . اختيار القالب المناسب لكتابة فن السيرة 
  • القالب الروائي: هو تدوين السيرة في شكل روائي معتمد على سرد الحوادث سرداً شائقاً من دون انسياق وراء مقتضيات الفن الروائي . 
  • قالب المقالة : هو تقرير الحقائق الخاصة بحياة الشخصية وشرحها وتفسيرها وتحليلها .
  • القالب المزدوج: هو قالب يراعي المزج بين القالبين السابقين .
  • وإليكم مثالاً توضيحياً عن السيرة الذاتية .. 
  • مثال 1 . سيرة العجيلي(فن السيرة)


  •               .....١.....
  • ولدت في الرقة، ونشأت في بيئة بدوية؛ ولكني لم أعيش حياة البداوة كاملة، فأسرتي كانت حين فتحت عيني على الحياة قد استقرت في تلك البلدة على الضفاف السورية لنهر الفرات،وأحد أفرادها يبتعدون عن البداوة إلى أسلوب نصف حضري في الحياة، فهم في الخريف و الشتاء يقيمون في دورهم الثابتة في البلدة، حتى إذا حل الربيع خرجوا إلى السهول المشبعة ؛ليرعوا أغنامهم منتجعين بها مواطن الكلأ كحال أسلافهم القدامى مستمرين في ذلك إلى نهاية الصيف.
  • ...٢...
  • بدأت دراستي منكراً في الرقة ونلت الشهادة الابتدائية عام(١٩٢٩م)، وانتسبت في السنة التالية إلى تجهيز حلب، وكنت من أوائل الطلاب في الفيزياء والرياضيات، وكنت أول دورتي في البكالوريا بين طلاب سورية كلها في عام تخرجي،وبعد البكالوريا التي نلتها في حزيران(١٩٣٨م)انتسبت إلى جامعة دمشق فدرست فيها الطب، وانتهيت من الدراسة في عام (١٩٤٥م).
  • ولم انتسب إلى وظيفة من وظائف الدولة،لكن عملت في الحقل العام سياسياً،إذ مثلت الرقة نائباً في مجلس النواب عام (١٩٤٧م)،ووليت الوزارة عام (١٩٦٢م)في وزارة الثقافة و الخارجية و الإعلام، ولعل أهم ذكرياتي السياسية تنتسب إلى المشاركة التي أتيحت لي فى فلسطين، ففي أوائل ذلك العام تطوعت -وأنا نائب- في حملة جيش الأنقاذ، وقد أتاح لي تطوعي في فلسطين وعملي في ميادين المعارك تجربة فذة ومعرفة غنية بكل من الحياة العامة ودواخل الإنسان العميقة.
  • ...٤...
  • لي من الكتب ما يزيد على أربعين كتابا؛ ففي القصة : (بنت الساحرة، ساعة الملازم ،قناديل إشبيلية ،الحب والنفس ،الخيل والنساء، وغيرها).
  • وفي الرواية (باسمة بين الدموع، رصيف العذراء السوداء، قلوب على الأسلاك ،أزهير تشرين المدماة، وغيرها).
  • وفي الرحلة (حكايات من الرحلات، وعودة إلى السفر)، ومجموعة من المقالات، فضلاً عن ديوان شعري وحيد (الليالي والنجوم)، وكتاب في المقامة.
  • ...٥ ...
  • ما بقي في ذاكرتي من كتاباتي الأولى هي أنها كانت مزيجاً من محاولة التعبير عما في النفس والتقليد لما كنت أقرأ وأول مانشرته كان قصة بدوية بعنوان (نوعان)؛
  • نشرتها لي مجلة الرسالة المصرية التي كان يصدرها الأستاذ أحمد حسن الزيات، وذلك في عام (١٩٣٦م). ثم كتبت قصصاً كثيرة من بنات أفكاري تدور حوادثها في جو طبي، وتصف الصراع بين الطبيب الإنسان المسلح بسلاح العلم الحديث وبين المرض بملايين عوامله المعروفة المجهولة.
  • أما عن ذكرياتي عن الرحلات فرحلاتي كثيرة؛لقد زرت دول أوربا وأمريكا، وما بين البحر الأسود وإنكلترا كما زرت البلاد العربية كلها.
  • ...٦ ...
  • إن إقامتي في بلدتي الرقة هي الشىء الطبيعي النابغ من الواقع والواجب، فمن ناحية الواقع أنا مولود فيها ، وأهلي فيها، وهي التي غذتني، وهيأت لي سبيل المعرفة، وأكتسبت خصائص معينة، ومن ناحية الواجب فبلدي بحاجة إلى المعرفة التي اكتسبتها طبياً وثقافياً.
  • مثال 2 .أدون سيرة غيرية لشخصية أعرفها مراعيا الجانبين الاجتماعي والنفسي مختاراً القالب المناسب


  • عمي رجل في الأربعين من عمره درس في كلية الفنون الجميلة ، وحصل على شهادة الماجستير في الرسم والنحت والزخرفة ، وأسس العديد من المعارض التي لاقت رواجاً كبيراً بين محبي الرسم والفنون فأصبح مشهوراً ومعروفاً بفنه الجميل المميز
  • نشأ عمي في منزل دمشقي عريق وقديم وكان منزله أثري تتوسطه بحرة كبيرة نقش عمي عليها الرسوم والزخارف الملونة الجميلة وكانت في غرفته قبة سماوية لونها بمختلف الألوان الزاهية فكانت لوحة فنية في غاية الإبداع
  • وكان الجميع يلاحظ موهبة عمي الفنية منذ نعومة أظفاره وقد شجعه جميع أفراد العائلة على تنمية تلك الموهبة الرائعة
  • وحين حصل على الشهادة الثانوية كانت فرحته عظيمة حين حصل على علامات تؤهله لدراسة كلية الفنون الجميلة التي طالما حلم بها
  • وفعلا أبدع في كليته فكان دائماً السباق في إقامة المعارض الفنية والمنحوتات الرائعة والرسومات المتميزة حتى نجح بتفوق وحصل على المراتب الأولى بفضل تعبه وجهده وبدأ يدرس الفنون في إحدى معاهد دمشق للفنون الجميلة ليصبح أستاذاً معروفاً وإنساناً مبدعاً متميزاً
  • انا فخور جداً بعمي وسأكون مثله مثالاً يحتذى للإنسان الذي يعمل على تنمية موهبته وصقلها ليكون من الناجحين لنفسه ولمجتمعه .. 
  • مثال 3 .  من سير الطلبة: أدون سيرة ذاتية لطالب متفوق مختاراً القالب الذي يناسب السيرة 
  • يروي الطالب يزن غنام سيرته الذاتية واصفا تجربته مع المسابقات العلمية العالمية (الأولمبياد)فيقول: [أنا طالب في كلية الطب البشري في جامعة دمشق حاصل على الميدالية البرونزية على مستوى عال في أولمبياد الكيمياء ، وأود تدوين تجربتي مع الأولمبياد العلمي السوري التي غيرت كثيراً في مجرى حياتي وحياة آخرين شاركوني في هذه الرحلة .
  • كنت في الصف العاشر عندما طلب منا مدير المدرسة المشاركة في أحد الاختصاصات التي كانت متاحة آنذاك والتي تمحورت حول اختصاصات ( الرياضيات ، والفيزياء ، والكيمياء ) فاخترت مادة الكيمياء
  • بدأت أولى المسابقات على مستوى المنطقة ، ثم على مستوى المحافظة حاصلاً على المرتبة الأولى ، ولكن الاختيار الأصعب والأقوى كان على مستوى الجمهورية العربية السورية ، وهو اختيار مصمم على مدى يومين ، كانت المفاهيم والمسائل غاية في الصعوبة ، وخرجت من الاختبار حزيناً لاني اعتقدت أن أمر الفوز مستحيلاً وغير محققاً بالنسبة لي
  • ولكن الحدث المبهر كان حفل إعلان النتائج ، عندما أعلنت المذيعة أنني الأول على مستوى الجمهورية العربية السورية لحظة لاتنسى .. لحظة تعد الأعلى والأكثر تأثيراً في نفسي لأنها لم تكن متوقعة على الإطلاق
  • وبعد ذلك بدأت مسيرة تدريبنا وتأهيلنا لاختيار أربعة من أفضل الطلاب لتمثيل وطننا في الأولمبياد العالمي تستضيفه في كل سنة دولة مختلفة ، فكانت مشاركتي الأولى في تركيا وأنا في الصف العاشر ، والثانية في أمريكا وانا في الصف الحادي عشر ، وقد حصلت حينها على اعلى علامة عربياً ، أما مشاركتي الثالثة والأخيرة في روسيا فقد حصلت فيها على ميدالية برونزية على مستوى العالم وأصبحت الجمهورية العربية السورية أول دولة عربية تحصل على ميدالية في هذه المسابقة ، وهذا ماشرع الأبواب في السنوات اللاحقة أمام متسابقين آخرين لاعتلاء منصات التتويج العالمية وعلم الوطن الغالي يرفرف وسط احترام العالم كله
  • والآن انتهت مسيرتي مشاركاً في الأولمبياد العالمي ، لكنني أكملت  الطريق أنا  وزملائي في الأولمبياد العلمي ندرب كل طالب جديد ، ونرشده لرسم تجربته الفريدة متمنين له الوصول إلى مراتب أفضل  من المرتبة التي وصلنا إليها
  • وها أنا ذا انصح كل طالب وطالبة يمتلك روح التحدي وملكة التفكير أن يشارك في الأولمبياد العلمي السوري فهي تجربة تسهم في إظهار إمكاناتنا وقدراتنا الدفينة التي لم نكن نعلم بوجودها من قبل .. 
  • إلى هنا  نكون قد وافيناكم بشرح مفصل عن فن السيرة الذاتية مع ذكر مثال عليها أتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذه المعلومات.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.