ماذا تعرف عن أزمة الغذاء وارتباطها بالمطر في إفريقيا ؟

ماذا تعرف عن أزمة الغذاء وارتباطها بالمطر في إفريقيا ؟

  • - مقدمة :


  • يعد المطر متهم بريء في إفريقيا ، فعندما قل هطوله وحل الجفاف لم يكن ذلك وحده هو سبب الأزمة الغذائية في القارة السوداء ، فقبلها كانت الأزمة وبعدها سوف تكون أو سوف تستمر طبقاً لتوقعات الخبراء .
  • - أزمة الغذاء :


  • إن نصيب الفرد من الغذاء في السبعينيات كان يتناقص سنويا بنسبه ( 1,1 ) بالمائة ، طبقاً لأرقام منظمة الأغذية والزراعة ، وأن الأزمة كانت سابقة على ذلك حين عجزت إفريقيا جنوب الصحراء ، أن تقدم غذاء أكثر للفرد في الستينيات إلا بمقدار ( 0,1) بالمائة سنوياً . 
  • وهو لايكفي لإشباع الحاجات أو تلافي مراض سوء التغذية أو الموت المبكر للأطفال .. 
  • فالأزمة إذن قديمة ، والأزمة أيضاً ممتدة حتى أنه من بين 43 دولة إفريقية جنوب الصحراء تعاني ( 30 ) دولة من نقص الطعام في الوقت الراهن ..
  • وبالطبع فإن الغذاء ليس الا حلقة من حلقات متصلة بدايتها الزراعة والسكان ، ففي إفريقيا يوجد أعلى معدل لخصوبة المرأة في العالم ، وبينما يهبط معدل الخصوبة إلى طفلين لكل إمرأة في العالم المتقدم ، يزيد المعدل في إفريقيا إلى ( 4 و 6 ) طفلاً لكل إمرأة .. 
  • مما يجعل النمو السكاني يفوق ( 3 ) بالمائة سنوياً .. بينما قل الانتاج الزراعي عن هذا المعدل في النمو منذ أول الثمانينيات ..
  • وداخل مجموعة الزراعة قل الغذاء بنسبة أكبر ، وداخل مجموعة الغذاء كان للحبوب (وهي نصف غذاء العالم الفقير ) نصيب في التراجع !
  • - المأساة الكبرى :


  • (470 ) مليون نسمة يعانون من مجاعة دائمة ، ويهبط نصيبهم من السعرات الحرارية إلى ( 85 ) بالمائة مما يحتاجون ، ومن البروتين إلى ( 40 ) بالمائة في بعض الأحيان ، ويموت ( 40 ) بالمائة من الأطفال قبل سن الخامسة ، ويتراجع متوسط العمر أكثر من أي قارة أخرى ، ويقف سوء التغذية على رأس الأسباب . 
  • - الزراعة محور الأزمة : 


  • الزراعة محور خطير لأنه يمثل ثلاثه أرباع صادرات إفريقيا ، ويستوعب 70% من عمال فيها ومع ذلك فإن القدرة على تحقيق اكتفاء ذاتي من الغذاء تتراجع من ( 83 ) بالمائة في أول السبعينيات إلى (73 ) بالمائة في عام 1982 م ....
  • - أسباب التدهور :


  • عند الحديث عن أسباب التدهور تأتي قائمة طويلة تمتد من :
  • 1_ عوامل الطبيعة .
  • 2_ فن إدارة الموارد .
  • 3_ ضعف الإمكانات.
  • 4_ تركة الإستعمار .
  • ويتحدثون عن انسحاب اللون الأخضر وتقلصه في ظاهرة أطلقوا عليها اسم ( التصحر ) ، أي التحول إلى الصحراء ، وخلط البعض بين الجفاف الذي يأتي بسبب نقص الأمطار ، وبين ظاهرة التصحر ، وهي الأخطر والأبعد تأثيراً بالنظر لمشكلة أكبر هي مشكلة الأرض المتاحة للزراعة ...
  • ويقول العلماء أن الجفاف مهما كان شديداً فسوف يزول بنزول المطر ، أما التصحر فالأمطار لاتزيله ، والأرض تحت المطر لاتستعيد عافيتها بعد أن أصابها الجفاف بسبب عوامل عدة استأصلت اللون الأخضر من التربة من غذائها العضوي عبر إجراءات كثيرة كالافراط في الرعي ، والإفراط في استخدام أخشاب الغابات ، مما يعرض الأرض للتعرية والشمس والرياح ، والجفاف الحقيقي يزحف الآن على مائة بلد في العالم ، جزء كبير منها في إفريقيا جنوب الصحراء ، وبمساحة سنوية تزيد عن مساحة بلد كالسنغال . 
  • مع ذلك فإن التصحر وتدهور البيئة واحد من الأسباب وربما يأتي نمط التنمية و تخلف أساليب الزراعة ، سبين أكثر انتشاراً ، فالكثير من الدول النامية بعد الإستقلال ، دفعها الطموح لخوض تجربة ، وكان ذلك رغم ضرورته على حساب الإهتمام بالزراعة والغذاء ، وعندما اتجهت هذه الدول للتصنيع ، لم تعط الأولوية لما يلزم الزراعة من أسمدة ومبيدات حشرية وجرارات تدفع بالزراعة إلى مستوى أفضل ، وهكذا بقيت المشكلة الزراعية في إفريقيا كما هي ...
  • - الثورة الخضراء :


  • - المطلوب هو ثورة خضراء تواجه عوامل الطبيعة ، وتوقف تخريب الإنسان للبيئة ، باستئصاله الغابات التي تحمي الأرض ..
  • - والمطلوب هو طرق متقدمة في الزراعة تنهي عصر الإنسان الذي يعمل عوضاً عن الحيوان ، والحيوان الذي يعمل عوضاً عن الجرار والآلة الزراعية ..
  • - والمطلوب علاقات دولية أكثر عدلآ وأكثر انصافآ لما تنتجه إفريقيا من خامات تتبادلها في النهاية بغذاء وتكنولوجيا ومستلزمات انتاج .. 
  • لذا فلا مفر من التكتل والتحرك الجماعي على مستوى إفريقيا والعالم الثالث كله ، وربما كان مؤتمر القمة الأفريقي الأخير البداية بشرط أن تتسع نظرتنا لتشمل الأزمة الأكبر، وليست الأزمة الأقل ...
  • إنها أزمة الغذاء واللون الأخضر ، وليست أزمة الأمطار الطارئة !!
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.