انتشار الصوت وحقيقته وأهميته وذبذباته المنتشرة

انتشار الصوت وحقيقته وأهميته وذبذباته المنتشرة

  •  إن الصوت ضرورة أساسية لتربية ونضج الإنسان
  •  وتطوير عقله وفكره ، والطفل الذي يخلق أصم لا يسمع ، لن يتمكن من النطق والكلام ، وأغلب ما يكون الأطرش أخرس أيضاً ، لأن الأصوات التي يسمعها الطفل منذ الأيام والأشهر الأولى لولادته تدخل في جهازه العصبي ودماغه ، فيتعلم بها تدريجياً ودون عمد ويستقبل الأصوات والحروف والجمل ويميزها ثم يتعلمها ويدركها .. ثم يفرزها ويصنفها ، وبذلك يميز صوت أمه عن أبيه وعن إخوته فرداً فرداً ، کما يدرب نفسه وهو ينمو كل يوم على لفظ الحروف والكلمات ، ويتأرجح بين الخطأ والصواب ، ليستمر على النطق واللفظ الصحيح والتفكير ، وليربط الرمز بالمعنى ..
  • * علاقة الكلام بالسمع والعكس :


  • إن الإنسان يسمع الأصوات أولاً لتكون مادة معرفية يتعلم منها و « يصنع » الكلام والكتابة والتفكير . فالصوت أحد أركان اللغة ، وحجر زاويتها . 
  • ويجب أن يكون مسموعآ ليكون ذا فائدة ، وعندما يصاب طفل بعاهة في جهاز السمع ، أي عندما كان يسمع ثم تعرض وهبط سمعه ثم توقف ، فإن علم الطب يحاول أن يعيد إليه سمعه الصحيح ، ليستعيد قابلية الكلام والتفاهم ، وإلا اصيب باللثغة واللكنة . 
  • فأمراض السمع تؤدي إلى أمراض الكلام واضطرابات التعبير وحتى التفكير ..
  • _ تقدير الخالق عز وجل :


  • الصوت إذن يأتي قبل الكلام .. ، والإصغاء قبل التعلم ، وهذه قاعدة الخالق في خلقه ، الصوت بلغة الطب ( غذاء ) أساسي للجهاز العصبي ، والعقل البشري ، مثلما تعتبر البروتينات والكربوهيدرات والشحوم والماء والهواء أغذية لجسمه ، وبما أن الصوت غذاء فكري فهو حافز ومثير لنشاط الجهاز العصبي ، إذ بدون الأصوات يحس الإنسان بالعزلة ، كما يبدأ في تفقد كیانه ووجوده .
  • * حقيقة الصوت :


  • وكأن الصوت هو مصدر حيوي لكمال شخصيتة الإنسان ، ولإدراكه لتلك الشخصية ، وما يتلقاه الإنسان من ضروب المعرفة ، وما يصادفه من آلاف وملايين التجارب ، يتلقفها العقل البشري من منافذ الإحساس لديه وهي :
  • ( السمع والبصر واللمس والشم والتذوق .. الخ )..
  • فالسمع إذن _ والصوت لازمة له _ مصدر أولي وأساسي للمعرفة ولنضج وتطور العقل البشري .
  • * أهمية الصوت :


  • تبين أن الإنسان السوي الصحيح قد تنتهي به دروب الحياة إلى الوحدة ، وفقد الأحبة والمعارف ، فتضيق دائرة تواصله مع الدنيا والجماعة ، فإذا به يعاني من الضجر والكآبة والقنوط وتمنى الموت . 
  • أما اذا تعرض الإنسان - في أية مرحلة من عمره - إلى عزلة قسرية اضطرارية بحيث لا تصله في صحوته إلا أقل وأضعف الأصوات - أي الهدوء والسكون الطويل الإجباري - فإنه يبدأ بالشعور بفقده جزءًا من معالم شخصيته لأن الصوت يحفز جهازه العصبي دون وعي منه . وباختفاء أو فقدان تلك المنبهات الصوتية يشعر بالوحدة والملل والقلق .. ثم الكآبة ..... ، ثم يدخل تدريجياً في جو من الأوهام والهلوسات .. فيتسمع إلى دقات قلبه وحركات أحشائه التي تتعالى درجتها في جهازه الفكري .. ثم يتصور نفسه في مواقع أخرى .. أو يتخيل سماع وقع خطوات إنسان أو حيوان يقترب منه .. أو صوت نداء يخاطبه أو هدیر آلة حوالي غرفته ..
  • وتختلط عليه الهمسات والصرخات والأزيز والضجيج فينتقل إلى عالم الجنون ، محاولآ ألا يفقد عقله وهذا ما يحدث في السجون الانفرادية والزنزانات المعزولة .
  • * نظرة الطب النفسي لأهمية الصوت :


  •  تبين أن بعض الناس الذين تجاوزوا أواسط العمر وبدأوا في شيخوخة مصحوبة بثقل السمع أو الطرش ، تنتابهم مشاعر العجز والحساسية الشديدة لمعرفة الأصوات وما يقوله الآخرون ، ويعاني بعضهم من الوساوس والشكوك وبشعور بالاضطهاد والغبن والتفاهة . 
  • ثم يردون على ذلك بالعداء والكره لأقرب الناس اليهم ، وهو من صفات ( ذهان زور الشيخوخة ) ..
  • كل هذه الظواهر تؤكد كيف أن الأصوات هي روابط عضوية _ نفسية بين المخلوق ومحيطه ومجتمعه ، وإنها أسس معنوية لتماسك وجوده وذهنه . 
  • * ذبذبات الصوت :


  • إن الأذن البشرية تتلقى الأصوات من كل حدب وصوب ، وقد تسمعها أو لاتسمعها لأن قابليتها محدودة بين ذبذبات صوتية معينة هي من 16_ 20 ألف هيرتز .
  • فالصوت الذي يقل عن 16 ألف ذبذبة أو يزيد على 20 ألف ذبذبة قد يدخل في أذن الإنسان ولكنه لايحس بها ولا يدركها كصوت .
  • وهكذا هي الأذن البشرية ظلت في نطاق معين ولم تتغير لحد الآن ، أو على الأقل حسبما يقوله العلم الحديث .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.