رحلة مع السمك القناص المتمرس البحري

رحلة مع السمك القناص المتمرس البحري

  • يطلق عليها اسم السمكة الرامية أو سمكة رامية السهام ، لكن سهامها من ماء ، وليس من خشب أو حديد .
  • إن هذا النوع من السمك لا يحتاج لأدوات صید كما يفعل البشر ، ولا هو كذلك يتلقى تدريبات أو دروساً من الممارسين للعبة من بني جنسه ، بل تخرج السمكة إلى الحياة ، وهي تعرف كيف ترصد الهدف ، وتحدد الزاوية ، وتقدر المسافة ، وتطلق الأعيرة المائية من الماء إلى الهواء ، وكأنما قطرات الماء المندفعة ، بمثابة صواريخ موجهة .. 
  • ثم هي في إصابة الأهداف قد تحصل على الدرجة النهائية ، فطلقتها غالباً تصيب ، وقلما تخيب ، حتى ولو كان الصيد يحلق فوقها في اتجاهات متغيرة ، ثم أن الذخيرة دائماً متوافرة ، ولن تكلفها شيئاً ، لأن الماء هو ذخيرتها ورصاصها !
  • * سبب قدرتها على القنص :


  •  إن الفضل في ذلك يرجع إلى ميكانيكية بيولوجية امتلكتها السمكة في فمها ، إذ عندما ترصد في بيئتها الطبيعية حشرة على غصن نبات مائي ، فإنها تأخذ وضع استعداد لإطلاق رصاصاتها المائية ، ثم تقترب من سطح الماء موجهة مقدمة فمها لتبرز في الهواء ، ثم تغلق غطائي خياشيمها بإحكام ، وتضغطها بشدة على ما احتوته بينهما من ماء ، فتندفع القطرات بقوة من خلال ما يشبه انبوبة دقيقة تكونها بلسانها وسقف حلقها الأعلى ، فإذا بالصيد يفاجأ بصدمة ، ويصيبه شلل ، فيهوى من حيث كان إلى الماء ، وإليه تسرع السمكة فتلتهمه رزقا طيبا ! 
  • * اصطيادها لفريستها :


  • لكن المثير حقا أن هؤلاء القناصة المتمرسين ، يستطيعون الرصد والتصويب والإطلاق على الحشرات المحلقة فوق سطح الماء ، فتوجه إليها رصاصاتها حيثما طارت ، وقد تخطىء الهدف مرة ، لكنها تعاود الكرة ، ولاتزال تطلق وتطلق وكأنما هي بمثابة مدفع رشاش سریع الطلقات ، وفي النهاية تصيب ، وتحصل على ما تريد .. 
  • _ لكن ما هو المدى الذي تستطيع به السمكة أن تحققه بقذائفها ؟ 
  • * المدى المؤثر لإصابتها الهدف :


  •  إن المدى المؤثر للضربة القاضية ، يقع في حدود متر ونصف إلى مترين ، وقد يرتفع إلى ثلاثة ، وهذا بلاشك يعتبر رقماً قياسياً بالنسبة لسمكة صغيرة ..
  • بالإضافة إلى ذلك أنها تصطاد ولا تزال عيناها مغمورتين في الماء ، وهذا أمر يحتاج إلى إعادة النظر ، لأن الذين درسوا قوانين الإنكسار الضوئي بین وسطين مختلفين ، يعرفون تماماً أن الشيء ينحرف عن موضعه إذا نظرت إليه من وسط يختلف في كثافته عن الوسط الموجود فيه هذا الشيء .. 
  • جرب ذلك وضع قلم في كوب ماء ، تجده وكأنه هو منحرف أو مکسور عند الجزء المغمور .. 
  • كذلك يكون الإنحراف بین ما تراه عينا السمكة المغمورتان في الماء وبين حشرة في الهواء ، وعليها أن تضبط التوجيه ، وتقدر زاوية الإنكسار ، ولو لم تفعل ، لفشلت ، لكنها قناصة ماهرة ، فمارمت ، إلا ونجحت ، فأكلت ، فعاشت ، فاستمر نوعها كل هذه الملايين من السنين . 
  • * تقليد فتيان البشر لفكرة اصطياد السمكة :


  •  فكرة السمكة قد نقلها بعض صبيان البشر ، فمنهم من يستطيع أن يحتفظ بجرعة مائية في فمه ، ثم يضغط عليها بين سقف فمه وبين لسانه الذي يلتصق بالسقف ، ليكون ما يشبه انبوبة نصف دائرية ، تماماً كما تفعل السمكة ، ومن فجوة صغيرة بين أسنانه أو شفتيه ، ينطلق الماء المضغوط على هيئة خيط رفيع ، وكأنما هم قد ورثوا في سقوف حلوقهم ما ورثته الأسماك التي ظهرت قبل ظهورهم بملايين السنين .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.