مثال على التربية الثقافية ورأس المال الثقافي

مثال على التربية الثقافية ورأس المال الثقافي

  • ثنائية الثقافة والتربية :


  • عندما نتحدّث عن الثقافة فإننا نعني بها كل شيء يتصل بالفكر. كما أنها طريقة الحياة الكلية في المجتمع، وهذا ما أكده الانثربولوجيون. أما التربية فتتناول جميع جوانب شخصية الفرد ، وعبرهذه العملية تنعكس فلسفة المجتمع، وقيمه وأهدافه وظروف حياته ومعتقداته وتقاليده في أذهان ونفوس الأفراد.
  • فالعلاقة القائمة إذاً بين التربية والثقافة والمتمثلة بسعي التربية إلى نقل المحتوى الثقافي للأجيال يشكّل جوهر التربية الثقافية. فالتربية والثقافة مفهومان متلازمان ، وهما وجهان لعملة واحدة ، فكل مجتمع إنساني مهما كان مستوى تطوره التقني فإنه يكرّس اهتماماً كبيراً لنقل تراثه الثقافي إلى الجيل الناشىء، وعملية النقل هذه تسهم في ضمان المجتمع وبقائه عبر العصور. فمن خلال ما سبق يمكن تعريف التربية الثقافية بأنها : عملية غرس الموروثات والمكتسبات الثقافية في شخصية الفرد عبر آليات وأدوات التربية المتعددة .
  • فالعمليات التي تمكن الثقافة من الاستمرار والتطور هي عمليات تربوية.
  • ومن خلال إسهام التربية في نقل المحتوى الثقافي يتكون لدى الفرد ما يسمى برأس المال الثقافي ويرجع هذا المصطلح إلى الفرنسي بيير بورديو.
  • ما هو رأس المال الثقافي ؟


  • يعبّر مفهوم رأس المال الثقافي عن مجموعة من الرموز والمهارات والقدرات الثقافية واللغوية والمعاني التي تمثّل الثقافة السائدة، والتي اختيرت لكونها جديرة بإعادة إنتاجها واستمرارها ونقلعا إلى الأجيال من خلال عملية التربية.
  • ويتشكل رأس المال الثقافي من خلال الإلمام والاعتياد على الثقافة السائدة بالمجتمع، كما يختلف باختلاف الطبقات ضمن المجتمع الواحد.
  • كيف ينتقل رأس المال الثقافي إلى الأفراد؟


  • ينتقل بطريقتين هما :
  • الأسرة : حيث تمنح العائلات لأبنائها مجموعة من أنماط الحياة المتميزة ، وشبكة من العلاقات الاجتماعية القوية والتي تصبح شكلاُ من أشكال التميز تستفيد منه الأجيال اللاحقة. فعن طريق الأسرة يكتسب الفرد أنماط التفكير والاستعدادات ، كما يكتسب قيماً محددة للسلوك ، ويكون رأس المال الثقافي هنا موروثاً.
  • نظام التعليم : يعتبره بورديو العائق الثقافي الأكبر لأنه مسؤول عن إعادة إنتاج الأوضاع الاجتماعية القائمة ، ويكون على أساس المؤهل التعليمي وعدد سنوات الدراسة. ومن أهم العوامل التي يتوقف عليها اكتساب هذا النوع من رأس المال : الفترة الزمنية وطبيعة المجتمع ، والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد، والقدرات الذاتية والسمات الجسدية للفرد. ويكون رأس المال الثقافي هنا مكتسب . ويعمل هذا النوع على قولبة الفرد وفق معطيات وإيديولوجيات النظام المجتمعي ، وغرس كل ما من شأنه أن ينشىء أفراداً أصحاب أفكار تم بناء أساسياتها على مقومات قوانين وأعراف المجتمع والنظام المسيطر.
  • ما هي أهم أشكال رأس المال الثقافي ؟


  • الميول والنزعات الراسخة والعادات المكتسبة من عمليات التنشئة الاجتماعية.
  • الأشكال الموضوعية الممثلة بالكتب والأعمال الفنية والأدبية والشهادات العلمية.
  • الممارسات والنشاطات المختلفة في مجال الثقافة كالعروض الفنية والسينمائية وغيرها.
  • وبالتالي حتى يمتلك الفرد رأس مال ثقافي لا بد للتربية كعملية اجتماعية أن تتفاعل مع ثقافة المجتمع كي تطبع الإنسان بطابع جماعته وتصقله بقالب ثقافته.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.