تقسير لغز فن بناء الأهرامات المصرية وطريقة تشييدها

تقسير لغز فن بناء الأهرامات المصرية وطريقة تشييدها

  • رغم مرور آلاف السنين على بنائها ما تزال الأهرامات أقوى رموز الحضارة المصرية حتى يومنا هذا..
  • ولا تعد الأهرامات هدف كل زائر لمصر وحسب، فهي أيضا مصدر إلهام للفن والحياة الثقافية في بلاد النيل. 
  • تعد الأهرامات المصرية إحدى عجائب الدنيا السبع، بناها المصريون القدماء..
  • وقد استخدمت أيضا كمقابر للملوك والملكات، ويعد هرم خوفو الواقع غرب الجيزة الأكبر بينها، وهي معلم سياحي لا مثيل له
  • أولاً_ طبيعة الاهرامات :


  • بنيت الأهرامات من حجارة كبيرة تم نقلها من بلدة أسوان الواقعة في جنوب القاهرة ، عبر نهر النيل الذي كان يصل آنذاك إلى منطقة الأهرامات. ويذكر المؤرخون  أن بناء الهرم الواحد وتشييده قد استغرق مئات السنوات.
  • ثانياً_ من بنى هذه التحف والرموز البهية و الرائعة؟؟


  • يقول علماء الآثار :
  • إن الأهرامات بناها مجموعة مميزة وكبيرة من العمال،  في حين يرى باحثون تاريخيون أن عبودية الناس وتسخيرهم كانتا وراء البناء التاريخي العظيم..
  • وهذه القطع النادرة أذهلت الباحثين سنوات عديدة ، وذلك بسبب بحجمها الضخم، وتناظرها البديع والمميز،  وحتى فراغاتها الغامضة وتصاميم غرفها المرعبة ، وتمحور اللغز المحير حول تقنيات البناء التي استخدمها المصريون القدماء لإقامة هذه البنايات الكبيرة المتناسقة الرائعة ، من دون تكنولوجيا حديثة، وكذلك من بناها على وجه التحديد، وهل بنيت من قبل مجموعة فنية عمالية ، تمتعت بامتيازات خاصة أم بنيت بالسخرة والاستعباد..
  • هناك العديد من النظريات عن بناء الأهرامات الفرعونية، أشدّها غرابة تلك التي تفترض أن كائنات فضائية و"زواحف بشرية" شيّدت هذه الهياكل العملاقة. 
  • أما النظرية الأكثر انتشاراً، فهي التي تؤكد أن العبيد هم من بنى الأهرامات، وهي نظرية قد تكون مستمدة من نصوص دينية قديمة..
  •  لكن..
  • ثالثاً_ ماذا يقول علماء الآثار؟


  • هناك أدلة أثرية كثيرة ،وعلمية حديثة ، تدمر كل تلك النظريات، وتؤكد أنه :
  • " من شيّد الأهرامات فئة متميزة ذات خيال فني جميل ،  من عمال البناء الذين تمتعوا بامتيازات عالية من طعام وسكن خلال فترة عملهم "
  • وهناك العديد من علماء المصريون، يؤيدون الفرضية القائلة :
  •  (بأن الأهرامات قد بنيت بواسطة قوة عاملة، تناوبت على أداء المهام في شكل وحدات وفرق ).
  • وقد عُثر على كتابات جدارية في موقع التنقيب تدل على أسماء تلك الفرق، مثل "أصدقاء خوفو" و"سكارى منقرع".
  • ويؤكدون أن التنقيب كشف عن "كميات هائلة من عظام الماشية والأغنام والماعز التي تكفي لإطعام عدة آلاف من الأشخاص.. مما يشير إلى أن العمال تم إطعامهم مثل الملوك"، لكن هناك آراء أخرى تنفي ذلك.
  • كما كشفت عمليات التنقيب عن مقابر للعمال عند سفح الأهرامات، ترجع إلى الأسرة الرابعة (قبل الميلاد)، مما يعني أن موتاهم دفنوا في مواقع مميزة، حيث كان بناء الأهرامات عملا محفوفًا بالمخاطر، لذلك فقد تم تكريم العمال من خلال دفنهم بجانبها.
  • ويرى الباحثون أن العمال قاموا بتلك المهمة، باعتبارها جزءا من وظائفهم ، بوصفهم مصريين تجاه من يفوقهم مرتبة، وصولاً إلى فرعون. 
  • ورغم أنهم لم يحصلوا على المال مقابل تشييد الأهرامات، فإن ذلك لا يعني أنهم كانوا من العبيد، بل إن عملهم كان نوعا من الالتزام الإقطاعي، على حد تعبيره.
  • رابعاً_ تقنيات البناء وأساليب نقل الحجارة :


  • يقول الباحثون إن بناء الهرم الأكبر المكون من مليوني كتلة من الحجر الجيري الأصفر، تطلب قوة عاملة ماهرة حفرت ما يعادل "حوض سباحة أولمبيا من الأحجار كل 8 أيام" لمدة 23 عامًا لإتمام بناء الهرم، وقد فعلوا ذلك باستخدام المعدن الوحيد المتاح لهم، وهو النحاس.
  • وقد أظهرت التجارب الحديثة أنه يمكن استخراج هذه الكمية من الحجارة، ونقلها باستخدام التكنولوجيا المتاحة حينها، بواسطة فريق يتراوح تعداده بين 1200 و1500 عامل، وهو عدد يقارب عدد الأشخاص الذين يعتقد علماء الآثار أنهم كانوا في الموقع خلال تلك الفترة.
  • وبالنسبة لنقل الحجارة، يعتقد علماء المصريات من جامعة ليفربول أن المصريين القدامى استخدموا :
  • منحدرات وسلالم ، من أجل رفع تلك الكتل الضخمة التي شيدوا بها الأهرامات.
  • خامساً_ الاقتصاد وتشيد و بناء الأهرامات :


  • في الأزمنة القديمة لم يكن البقاء على قيد الحياة مشكلة المزارعين، فجمع المحاصيل في يوم واحد بواسطة امرأة واحدة قد يكفي أسرة لثلاثة أيام، 
  • وفي المملكة المصرية القديمة، وهي الأسر الأربع التي حكمت من 2780 قبل الميلاد إلى 2263 ق.م، كان الاقتصاد المصري زراعيا في الأساس، ويعتمد على فيضان النيل وزراعة الأراضي الخصبة في الوادي التي يمدها النيل بالماء والطمي، ويسهّل نقل المحاصيل والسلع أيضا، لكن تكدس هذه الثروات لم يكن مستخدما في رفاهية السكان بل في تشييد المقابر الملكية.
  • فالنظام الاقتصادي في الحضارة المصرية القديمة كان مميزاً ، لا يكتفي بالطعام والبقاء، بل بتكريس الموارد والطاقات لإنشاء وصيانة المقابر الضخمة والأهرامات والمعابد، وهو النموذج الذي جعل المجتمع المصري طبقيا منقسما بين فئة كبار الملاك والمسؤولين الأغنياء، وعامة الشعب الفقير.
  • إن بناء المقابر الضخمة كان سمة لمصر الفرعونية، وهيمن عليها الإعتقاد بأن الملك شخص مقدس في حياته وبعد وفاته، وكان يمتلك الأرض ويمنحها لمن يريد، فجعل عامة الناس من الشعب تعمل فقط مقابل الطعام والشراب والمسكن، في حين عمل كثير من العمال مقابل طعامهم أو كانوا مجرد عبيد، بحسب نظريات تاريخية بديلة.
  • وتمكنت الإدارة البيروقراطية الفرعونية خلال 3 آلاف سنة من تطوير السياسة الضريبية بفرض سلطانها، وخزنت الحبوب التي يمكن توزيعها في أوقات المجاعة، وجُلب الحرفيون والعمالة بمقابل زهيد من خزانة المملكة الثرية، بحسب تلك النظريات التاريخية .
  • سادساً_ الرأي العام والسائد في وجود الأهرامات :


  • إن الجدل حول الأهرامات يتكرر من وقت لآخر،
  • وفي وقت سابق، دعا عدد من النشطاء البريطانيين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تدمير الأهرامات؛ بحجة أنها بنيت بالسخرة، على غرار تدمير تمثال تاجر رقيق بريطاني يدعى إدوارد كولستون، في مدينة بريستول البريطانية وإلقائه في نهر إيفون.
  • وكتب عدد من رواد موقع «تويتر» تغريدات تطالب "بتدمير الأهرامات التي بناها العبيد بالسخرة" على حد وصفهم، الأمر الذي رآه أثريون مصريون "خرافات مثيرة للسخرية"، مؤكدين أن مقابر العمال والبرديات التاريخية التي تتحدث عن الأهرامات، "تؤكد أن الأهرامات بنيت على يد عمال من عائلات كبيرة في الصعيد والدلتا، وأن هذه العائلات كانت تدفع أجور العمال".
  • هذا ولايزال الجدل حول بناء الأهرامات يراوح مكانه، فالأسطورة التي يزيد عمرها عن 4500 عام لا يزال تأثيرها باقياً و لم تنته الاكتشافات حولها حتى اليوم.
  • فالأبحاث حول لغز بناء الأهرامات ما زالت مستمرة..
  • ولايزال الباحثون المصريون، يتوقعون أن المستقبل سوف يكشف عن الكثير من المعلومات الأثرية والتاريخية عن معجزة بناء الأهرامات.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.