مثال على الغلاف المائي

مثال على الغلاف المائي

  • - تختصّ الأرض لوحدها بالماء دون بقية  كواكب المجموعة الشمسيّة، ولم تعثر التلسكوبات الجبارة ، ولا أي مسبار لعالم الفضاء على قطرة من الماء في حالة سائلة. وتحظى الأرض بهذه الهبة ، كمورد من أثمن الموارد الطبيعية ، لذلك فهو أكثر وفرة وانتشاراً من غيره على سطح الأرض ، حيث يغمر أكثر من سبعة أعشار هذا السطح، أما الباقي فيرتفع فوق الماء مؤلّفاً الجزء اليابس .وتتباين المسطحات المائية في اتساعها بين ما يسمّى "محيط" وبين ما يسمّى "بحر".
  • - وسنتحدث في المقال الآتي عن الغلاف المائي ، هذه الثروة العظيمة ، موضحين البحار والمحيطات ، وأشكال السواحل ، وحركات المياه.
  • البحار والمحيطات :

  • - المحيط تجمّع ضخم وكبير من المياه المالحة أكبر من البحر . وأوسع المحيطات مساحة هو المحيط الهادي الذي يفصل بين الأمريكيتين من جهة ، وبين آسيا وأستراليا من جهة أخرى، يليه المحيط الأطلسي الذي يفصل بين الأمريكيتين من جهة ، وأوروبا وأفريقيا من جهة أخرى. أما المحيط الهندي فيقع بين آسيا وأفريقيا وأستراليا . وهناك محيطان آخران يقع أحدهما حول القطب الشمالي ويكون متجمداً طول العام ولذلك يسمّى بالمحيط المتجمد الشمالي ، ويقابله في الجنوب محيط آخر يحيط بالقارة القطبية الجنوبية ويسمّى بالمحيط المتجمد الجنوبي.
  • - وأغلب البحار تتصل بالمحيطات ، وتكاد تكون جزءاً منها مثل : بحر العرب الذي يتصل بالمحيط الهندي ، وبحر الشمال إلي يتصل بالمحيط الأطلسي . وقد تتصل البحار بالمحيطات عن طريق المضائق كالبحر الأبيض المتوسط الذي يتصل بالمحيط الأطلسي عن طريق مضيق جبل طارق، والبحر الأحمر الذي يتصل به أيضاً عن طريق باب المندب.
  • - وتبدو سطوح المحيطات والبحار مستوية ، لكنها في الحقيقة محدّبة ، لأن مياهها تنتشر على سطح الأرض ذات الشكل الكروي ، وإنها في مستوى واحد تقريباً في جميع جهات الأرض لذلك اتُخذ هذا المستوى أساساً للمقارنة بين الارتفاعات والانخفاضات على الجزء اليابس من الأرض. ومادامت المحيطات والبحار تفصل بين كتل اليابسة وتحيط بها فهي تؤثر في شتى مظاهر الحياة على اليابسة ، فتسقط الأمطار وتحيا الأرض بأنواع النباتات ، وتجري الجداول والأنهار ، ثم تعود أغلب مياه الأمطار إلى البحار والمحيطات محمّلة بأنواع الرسوبيات والمخلفات والسموم الخطرة على الإنسان ، ويجري ذلك في دورة متواصلة ، فتتجدد وتزدهر الحياة على الأرض.
  • أشكال السواحل :

  • - السواحل هي ملتقى مياه المحيطات والبحار بكتل القارات ، ومن خلالها تطل الأرض اليابسة  على البحر الواسع، فتنعم بالرياح الرطبة الدافئة أو المعتدلة فتزداد أمطارها وتكثر مياهها، وينتظم مناخها على خلاف تلك الجهات من اليابسة التي ليس لها ساحل على البحر ولا قريبة منه. ويمكن تصنيف الأشكال الرئيسة للسواحل إلى ثلاث مجموعات:
  • - السواحل المغمورة ( الهابطة) :

  • - لقد أدى هبوط بعض الجهات الصلبة من القشرة الأرضية إلى تقدّم البحر وغمر الأجزاء والواطئة منها ، وبذلك تحولت أوديتها المنخفضة إلى خلجان ، وأجزاؤها المرتفعة إلى رؤوس داخلة في البحر وأشباه جزر صغيرة تنتشر عند خط الساحل الذي يكون عادة كثير التعاريج ، مثال : الفيوردات على ساحل النرويج.
  • -  السواحل الصاعدة :

  • - تكوّن هذا النوع من السواحل عندما ارتفعت منطقة ساحلية وانحسر البحر وتقهقر ، فبرزت الأرض المغمورة أرضاً جديدة يابسة ومستوية السطح في الغالب أو قليلة التضاريس. وبارتفاع المنطقة يتكوّن ساحل جديد على هيئة سهل ساحلي قليل الانحدار خال من الرؤوس والخلجان والجزر وأشباهها ، وينتشر هذا النوع من السواحل في جهات عديدة من المغرب العربي على المحيط الأطلسي.
  • - السواحل المحايدة :

  • - وهي التي لا يكون عامل الهبوط أو الصعود سبباً في تكوينها ، إنما تنشأ بعوامل أخرى مثل ساحل الدلتا والساحل البركاني.
  • - وتتعرض السواحل بعد تكونها عموماً إلى فعل الرياح والأمواج وتيارات المد والجزر ، فتتغير باستمرار
  • - وتظهر فيها آثار واضحة مثل الكثبان الرملية في بعض أجزاء ساحل الخليج العربي.
  • حركات المياه :

  • - وتُصنّف إلى ثلاثة أنماط :
  • - الأمواج :

  • - تؤثر الرياح في مياه المحيطات والبحار فتجعل سطحها يرتفع وينخفض في تتابع وتلاحق في حركة موجيّة تنتشر على سطح الماء موجة إثر موجة باتساق وانتظام طالما انتظم هبوب الرياح واعتدلت سرعتها ، ولكن البحر لا يبقى على هذا النحو دائماً فقد تنشط الرياح فيضطرب الموج ويختلط بعضه ببعض ويبتلع كبيره صغيره ، ويتطاير رذاذ الماء عند تلاطم الأمواج وتتعذر الرؤية. وتختلف الأمواج فيما بينها طولاً وارتفاعاً وسرعة ، ويزداد حجم الأمواج في المحيطات عنه في البحار، فيبلغ طول الموج في البحر المتوسط نحو (50) متراً ويبلغ ارتفاعه نحو (3-6) أمتار .
  • - هذا وتنشأ الأمواج المدمرة التي تسببها الزلازل والبراكين وحركات الأرض الباطنية وتسبب أضراراً فادحة في الأنفس والممتلكات ، كما حدث في جنوب شرق آسيا نهاية عام 2004 (تسونامي).
  • - التيارات المحيطية :

  • - تجري المياه في كثير من المحيطات والبحار الواسعة في اتجاهات محددة وبنظام معين طول السنة ، وتتراوح سرعة التيارات المحيطية بين (15- 100) كيلو متر في اليوم الواحد.
  • وتختلف درجة حرارة المياه في التيارات المحيطية فيكون بعضها دافئاً لأنها تأتي من الجهات الاستوائية والمدارية ، وبعضها الآخر يكون بارداً لأنها تأتي من الجهات القطبية والعروض العليا.
  • - وتؤثر التيارات المحيطية في المناخ ، فتكثر الأمطار على السواحل التي تمرّ بها تيارات محيطية دافئة ، في حين تقل الأمطار على السواحل التي تحفّ بها تيارات محيطية باردة. وعند التقاء التيارات المحيطية الدافئة والباردة ينتشر الضباب ويقلّ مدى الرؤية.
  • - المد والجزر :

  • - ترتفع المياه في المحيطات والبحار الواسعة ثم تنخفض مرتين كل 24 ساعة و52 دقيقة بصورة متعاقبة ، ويحدث ارتفاع الماء على شكل موجات تتجه نحو الساحل عند المد ، وتتقهقر عنه عند الجزر ، ويحدث ذلك بسبب قوة جذب القمر.
  • - تنظف موجات المد والجزر الموانئ والخلجان من الرواسب ، وتحمل السفن للدخول إلى الموانئ النهرية .
  • - وللمد أثر كبير في منطقة شط العرب حيث يعمل كسدّ يحجز مياه شط العرب ، فيرتفع منسوبها في النهر فتنساب المياه في عشرات الجداول المتفرعة من شط العرب فتسقي غابات النخيل ، وعند تراجع المياه عند الجزر تتخلص الحقول من المياه الزائدة.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.