مدخل إلى علم التفسير

مدخل إلى علم التفسير

مدخل إلى علم التفسير

هوعلم يختص بتفسير القرآن الكريم كلام الله تعالى لتسهيل فهمه للقارئ ليتدبر في معاني كلام الله تعالى.

التفسير لغة: هوالإظهار والكشف. فسر الشيء أي وضحه وبينه.

التفسير اصطلاحا: علم يراد به فهم كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه.

حكم تعلم علم التفسير:

أجمع العلماء على أن تعلم علم التفسير فرض كفاية على المسلمين وأنه من أهم العلوم الشرعية.

أشهر المفسرين:

اشتهر كثير من الصحابة رضوان الله عليهم بتفسير القرآن الكريم ومنهم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم وكذلك عبدالله بن عباس رضي الله عنه الذي عرف بترجمان القرآن لما عرف عنه من فهم صحيح وعلم بمعاني القرآن الكريم وقد دعا له النبي صلى الله عله وسلم فقال: " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ".وكذلك ممن اشتهر من الصحابة بتفسير القرآن الكريم هوالصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إذ كان يقول:" مانزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت، ولوأعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته ". وأخذ التفسير عن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم جماعة من التابعين منهم: الحسن البصري، وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم. ونقلوه إلينا من بعدهم فأخذه عنهم العلماء وأئمة المفسرين، فدونوه في الكتب وألفوا فيه المؤلفات الكبيرة التي وصل إلينا التفسير عن طريقها.

طرق الصحابة رضوان الله عليهم بالتفسير:

كان الصحابة رضوان الله عليهم يفسرون القرآن بالقرآن، ويفسرون القرآن بالسنة، ويفسرون القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل، ويفسرون القرآن بلغة العرب، وكانوا يجتهدون في رأيهم في فهم النص، وفيما لا نص فيه على التفسير.

1. تفسير القرآن بالقرآن:

في ذلك فيما رواه الزهري قال: أخبرني أبو عبيد مولى عبدالرحمن بن عوف أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلى الصلاة ثم جلس على المنبر فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: " أتى هاهنا امراة إخالها قد عادت بشرّ، ولدت لستة أشهر، فما ترون فيها؟ " فناداه ابن عباس رضي الله عنهما فقال: إن الله تعالى قال: " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " وقال: " والوالدات يرضعنّ أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرّضاعة "، فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها.

2. تفسير القرآن بالسنة، وهونوعين:

النوع الأول: تفسير نصي صريح إما مما سألوا عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأجابهم، وإما من معرفتهم بسبب نزول الآية، وإما أن يكون الحديث صريحا في بيان معنى الآية. ومنها ما رواه الدارمي عن مسروق، قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين أرأيت قول الله تعالى: " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار " أين الناس يومئذ؟ قالت سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: " على الصراط ".

ومنها أيضا ما رواه مسلم عن مسروق بن الأجدع قال: كنت متكئا عند عائشة رضي الله عنها، فقالت: يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن؟قالت: من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية. قال:وكنت متكئا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين، أنظرريني ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل:" ولقد رآه بالأفق المبين "،" ولقد رآه نزلة أخرى"؟ فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض.

والنوع الآخر: أحاديث يستدل بها على التفسير من غير نص عليه. ومثال هذا النوع ما رواه البخاري في صحيحه من طريق عبدالله بن طاووس بن كيسان عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبوهريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه."

3. تفسير الصحابة بما يعرفون من وقائع التنزيل:

ومما يمتاز به الصحابة على بعدهم شهودهم لوقائع التنزيل، ولذلك أثر حسن مبارك في معرفة المعنى وإدراك المقصد وبيان المشكل على من لا يعرف ذلك. ومن أمثلة ذلك ما جاء في صحيح البخاري من حديث خالد بن أسلم، قال: " خرجنا مع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله: " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله." قال بن عمر رضي الله عنهما: من كنزها، فلم يؤد زكاتها، فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طهرا للأموال.

4. تفسير الصحابة بلغة العرب:

من طرق التفسير عند الصحابة رضوان الله عليهم التفسير بلغة العرب، وكان من أكثرهم استعمالا لهذا الطريق ابن عباس رضي الله عنهما. قال عبيد الله بن عبدالله بن عتبة:" شهدت ابن عباس وهو يسأل عن عربية القرآن فينشد الشعر." رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.

5. اجتهاد الصحابة في التفسير:

والصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلف ولا ادعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفبق للصواب ممن بعدهم لما سبق ذكره من أوجه تفضيل تفسيرهم، وامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم. ومن أمثلة ذلك اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة فيما روي عنه من طرق أنه قال:" إني قد رأيت في الكلالة رأي، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطئا فمني والشيطان، والله منه بري؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد ". قال الشعبي:" فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه".

6. تفسير القرآن بالرأي:

فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام؛ حدثنا مؤمل، حدثنا سفيان حدثنا عبدالأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:قال رسول الله صلى عليه وسلم:" من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار". وقد قال ابن قتيبة: إن النهي عن تفسير القرآن لا يخلو إما أن يكون المراد به الاقتصار على النقل والمسموع وترك الاستنباط به، أو أن يراد به أمرا آخر.

من أشهر كتب التفسير:

  1. جامع البيان وتأويل القرآن لشيخ المفسرين ابن جرير الطبري.
  2. تفسير ابن كثير.
  3. الجامع لأحكام القرآن الكريم لأبي عبدالله بن محمد بن أحمد القرطبي.
  4. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبدالرحمن ناصر السعدي، وهو من التفاسير المعاصرة المختصرة.