ماذا تعرف عن الإمام نافع؟

ماذا تعرف عن الإمام نافع؟

  • - القرّاء هم النجوم التي أضاءت في سماء مدارسة القرآن الكريم وعلومه
  • - وقد قال عنهم الإمام الشاطبي في منظومته حرز الأماني ووجه التهاني
  • - لَهَا شُهُبٌ عَنْهَا اُسْتَنَارَتْ فَنَوَّرَتْ سَوَادَ الدُّجَى حَتَّى تَفَرَّق وَانْجَلاَ
  • - وَسَوْفَ تَرَاهُمْ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ مَعَ اثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ مُتَمَثِّلاَ
  • -  تَخَيَّرَهُمْ نُقَّادُهُمْ كُلَّ بَارِعٍ وَلَيْسَ عَلَى قُرْآنِهِ مُتَأَكِّلاَ
  • -  ثمّ بدأ الإمام الشاطبي بالإمام نافع فقال:
  • -  فَأَمَّا الْكَرِيمُ السِّرِّ في الطيِّبِ نَافِعٌ فَذَاكَ الَّذِي اخْتَارَ الْمَدينَةَ مَنْزِلاَ
  • -  فمن هو الإمام نافع؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
  • - نسب الإمام نافع:
  • - هو أبو رُويم أو أبو عبدالله نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، مولى جَعْوَنة بن شَعُوب الشِجْعي، المُقرئ المدني أحد القرَّاء السَّبعة.
  • - صفاته الجسدية والروحية:
  • - قيل عنه أنه كان حسن الخلق مجاب الدعاء و كان أسود اللون و إمامًا في علم القرآن و في علم العربية، صبيح الوجه، طيب الأخلاق، فيه دعابة.
  • - تُشم منه رائحة المسك إذا تكلَّم، فقيل له: يا أبا عبد الله أو يا أبا رُويم: أتتطيَّب كلما قعدتَ تُقْريء؟ قال: ما أمسُّ طيبًا، ولكني رأيتُ النبيَّ ﷺ (أي مناماً) وهو يقرأ في فـِيِّ، فمن ذلك الوقت أَشَمُّ من فـِيِّ هذه الرائحةَ. [معرفة القراء الكبار1/ 108، وغاية النهاية 2/ 332).
  • - قال قالون -وهو تلميذ الإمام نافع: كان نافع من أطهر النَّاس خُلقاً، ومن أحسن النَّاس قراءة، وكان زاهداً جواداً، صلَّى في مسجد النَّبيِّ ﷺ ستين سنة".
  • - وأمَّا في الإقراء فكان يبدأ من سبق ولا ينظر إلى حاله، وكان يُقرئ النَّاس بالقراءات كلها، وقد قال له أبو دِحية: يا أبا رُويم، أتُقرئ النَّاس بجميع القراءات؟ فقال: سبحان الله العظيم، أأحرم من نفسي ثواب القرآن، أنا أقرئ الناس بجميع القراءات حتى إذا جاء من يطلب حرفي أقرأته به.
  • - وقد جاءه رجل فقال له: خذ عليَّ الحَدْر، فقال نافع: وما الحدر؟ ما أعرفها، أسْمِعْنَا، قال: فقرأ الرجل، فقال نافع: حَدْرُنَا ألاَّ نُسْقِطَ الإعراب، ولا نُشَدِّدَ مُخَفَّفَاً، ولا نُخَفِّفَ مُشَدَّدَاً، ولا نَقْصُرَ ممدُودَاً، ولا نَمُدَّ مَقْصُورَاً، قِراءتُنَا قِرَاءة أكابِرِ أصحاب رسول الله ﷺ، سَهْلٌ جَزْل، لا نمْضَغُ ولا نَلُوك، نُسَهِّلُ ولا نُشَدِّدُ، نَقْرَأ على أفصح اللغات وأمضاها، ولا نلتَفتُ إلى أقاويل الشعراء وأصحاب اللغات، أصاغر عن أكابر...، قراءتنا قراءة المشايخ، نسمع في القرآن ولا نستعمل فيه الرَّأي"[ جمال القراء 2/ 447].
  • - شيوخ الإمام نافع:
  • - قرأ الإمام نافع على طائفة من تابعي أهل المدينة، ورُوي أنه قرأ على سبعين تابعياً.
  • - قرأ على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نِصَاح، ويزيد بن رومان، ومسلم بن جندب، ونافع مولى ابن عمر، وعامر بن عبدالله بن الزبير، وأبي الزِّناد، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، ومحمد بن شهاب الزَُهري، وصالح بن خوَّات، وغيرهم.
  • - قال عبيد بن ميمون التبان: قال لي هارون بن المسيب: قراءة من تُقْرِىء؟ قلت: قراءة نافع، قال: فعلى من قرأ نافع؟ قال: على الأعرج، وقال الأعرج: قرأت على أبي هريرة رضي الله عنه، وقال أبو هريرة: قرأت على أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه، وقال أُبيّ: عَرَضَ عليَّ رسولُ الله ﷺ القرآنَ وقال: أمرني جبريلُ أن أعرض عليك القرآن.
  • - رواة الإمام نافع وتلامذته:
  • - قرأ عليه العديد من الأشخاص و قد بلغوا 250 رجلًا و منهم :
  • - عثمان بن سعيد الملقب بــ ورش.
  • - عيسى بن مينا الملقب بــ قالون.
  • - سليمان بن جماز الملقب بــ ابن جماز.
  • - إسماعيل بن جعفر.
  • - عيسى بن وردان الملقب بــ ابن وردان.
  • - إسحاق بن محمد المسيبي.
  • - وغيرهم من الأشخاص و قد عاش في زمنه مالك بن أنس إمام دار الهجرة و صاحب المذهب الفقهي وصاحب الموطأ
  • - وقد أشار الإمام الشاطبي في منظومة حرز الأماني ووجه التهاني لذلك فقال:
  • - فَأَمَّا الْكَرِيمُ السِّرِّ في الطيِّبِ (نَافِعٌ) ... فذَاكَ الَّذِي اخْتَارَ الْمَدينَةَ مَنْزِلاَ!
  • - وَ(قَالُونُ) عِيسى ثُمَّ عُثْمانُ (وَرْشُهُمْ) ... بِصُحْبَتِهِ المَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثَّلاَ!
  • - عمل الإمام نافع في الحديث النبوي الشريف والرواية:
  • - لم يقتصر نشاط نافع بن أبي نعيم على إقراء القرآن فحسب، بل تعدَّاه إلى علم رواية الحديث، إلاَّ أنَّه كان قليل الرواية.
  • - فروى عن: ربيعة بن أبي عبدالرحمن، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وعامر بن عبدالله بن الزبير، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومحمد بن عمران الطلحي، ومحمد بن يحيى بن حبان، ونافع مولى ابن عمر، ويزيد بن رومان، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، والليث بن سعد، وآخرين.
  • - وروى عنه: إسحاق بن محمد المسيبي، وإسماعيل بن جعفر، وخالد بن مخلد القطواني، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعبيد بن ميمون المدني، وأبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ المعروف بورش، وعيسى بن مينا المقرئ قالون، ومحمد بن عمر الواقدي، وغيرهم.
  • - ولم يكن شأنه في علم الرواية كما هو في الإقراء والقراءة، ضبطاً وإتقاناً، فلذلك اختلف فيه النَّاس، فمنهم من وثَّقه ومنهم من وهَّنَهُ، إلاَّ أنَّه يبقى مقبول الرواية مع هذا الاختلاف، ولم يُخْرِج له أصحاب الكتب الستة شيئاً، كما قال الذَّهبيُّ.
  • - وقد وثقه يحيى بن معين، وليَّنه أحمد بن حنبل.
  • - ورُوي عن أحمد بن حنبل أنه قال: كان يؤخذ عنه القرآن وليس في الحديث بشيء.
  • - وقال النَّسائي: ليس به بأس.
  • - أمَّا أبو حاتم فقال: صدوق صالح الحديث.
  • - وذكره ابن حبَّان والعِجْلي في الثِّقَات.
  • - وقال ابنُ عَدِي: لم أر له شيئًا منكرًا، وأرجو أنَّه لا بأس به
  • - قالوا عن مكانته العلمية في القرآن الكريم:
  • - قال الليث بن سعد: حججتُ سنة ثلاث عشرة ومائة، وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع.
  • - وقال الأعشى: كان نافع يُسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك.
  • - وقال مالك لما سُئِل عن البسملة: سلوا عن كل علم أهله، ونافع إمام الناس في القراءة.
  • - وقال فيه ابن مجاهد: كان عالما بوجوه القراءات متبعًا لآثار الأئمة الماضين ببلده.
  • - وقال أحمد: كانت تؤخذ عنه القراءة وليس بشيء في الحديث.
  • - وقال عنه الإمام ابن كثير: انتهت إليه رئاسة القراءة في المدينة، أقرأ الناس دهراً طويلًا، وكان أسود اللون حالكاً صبيح الوجه حسن الخلق.
  • - وقال عنه ابن خلّكان: كان إمام أهل المدينة والذي صاروا إلى قراءته ورجعوا إلى اختياره، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، رضوان الله عليهم، وكان محتسباً فيه دعابة.
  • - وقال الأصمعي: كنت أجالس نافع بن أبي نُعَيْم وكان من القُرَّاء الفقهاء العبَّاد.
  • - قراءة رواية الإمام نافع المدني:
  • - عيسى قالون:
  • - يُقرأ بها في مناطق شمال التشاد و شرق تونس وأهل ليبيا كما أن لهم مصحف متداول بروايته من طريق أبي نشيط.
  • - ورش المصري:
  • - يُقرأ بها في القطر الجزائري وفي السنغال وفي موريتانيا وبعض البلاد الإفريقية وأهل المغرب قاطبة وهم أكثر من يحافظ عليها ويتقنها وروايته من طريق الأزرق.
  • - وفاة الإمام نافع:
  • - تُوفي نافع المدني في عام 169 هـ في المدينة المنورة قال له أبناؤه: أوصنا، قال لهم:  ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم ” سورة الأنفال1 “.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.