السمنة

السمنة

  • تعد السمنة من الأمراض الشائعة بين الشعوب، حيث يعاني منها العديد من الأفراد ويسعون جاهدين لأنظمة الغذاء المختلفة للتخلص منها والتقليل من مخاطرها، فما هي السمنة؟ وما هي أسبابها؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟ وما هي المضاعفات التي من الممكن أن تسببها؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
  • - أولًا: تعريف السمنة:
  • - يتكون جسم الإنسان من الماء، والعضلات، والعظام، والدهون، وعندما نتكلم عن الوزن الزائد علينا أن نحدد ونقول الدهن الزائد، لأن المشكلة عند الشخص السمين تكمن في ارتفاع نسبة كمية الدهون في جسمه إلى درجة يمكن أن تعرض صحته للخطر، إضافة إلى ذلك فإن توزيع الدهون في الجسم له أهمية خاصة؛ فالدهون التي تتجمع حول الورك والخصر تعتبر أكثر مؤشراً هاماً عند تقدير خطر الإصابة بمضاعفات السمنة.
  • - تُعرّف حالات السمنة وفرط الوزن على أنّها تراكم الدهون بشكل شاذ ومفرط قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض. ويُعد منسب كتلة الجسم مؤشّراً بسيطاً للوزن مقابل الطول يُستخدم عادة لتصنيف فرط الوزن والسمنة بين البالغين من السكان والأفراد عموماً. ويُحسب ذلك المنسب بتقسيم الوزن (بالكيلوغرام) على مربّع الطول (بالمتر) (كيلوغرام/ م2).
  • - تؤدي حالات فرط الوزن والسمنة إلى آثار صحية وخيمة، وتجدر الإشارة إلى أنّ المخاطر تزيد تدريجياً مع تزايد منسب كتلة الجسم. وارتفاع ذلك المنسب من عوامل الاختطار الرئيسية المؤدية إلى الإصابة بأمراض مزمنة مثل الأمراض القلبية الوعائية والسكري والاضطرابات العضلية الهيكلية وبعض أنواع السرطان وقد تبيّن أيضاً أنّ ثمة علاقة بين سمنة الطفولة وزيادة احتمال الوفاة المبكّرة واحتمال الإصابة بحالات العجز في مرحلة الكهولة.
  • - حقائق مهمة عن السمنة منقولة من منظمة الصحة العالمية:
  • - زادت السمنة في العالم بأكثر من الضعف منذ عام 1980.
  • - في عام 2014 كان أكثر من 1.9 مليار بالغ، من سن 18 عاماً فأكثر، زائدي الوزن. وكان أكثر من 600 مليون شخص منهم مصابين بالسمنة.
  • - في عام 2014 كان 39% من البالغين في سن 18 عاماً فأكثر زائدي الوزن، وكان 13% منهم مصابين بالسمنة.
  • - تعيش غالبية سكان العالم في بلدان تفتك فيها زيادة الوزن والسمنة بعدد من الأرواح أكبر مما يفتك به نقص الوزن.
  • - كان 41 مليون طفل دون سن 5 سنوات زائدي الوزن أو مصابين بالسمنة في عام 2014.
  • - السمنة مشكلة يمكن الوقاية منها.
  • - ثانيًا: أسباب السمنة:
  • هناك أسباب كثيرة قد تؤدي إلى السمنة، وتشمل ما يلي:
  • 1- الجينات ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالسمنة.
  • 2- التقدم في السن، حيث تصبح عملية استقلاب الغذاء نتيجة له أبطأ على الرغم من تناول الغذاء ذاته وممارسة النشاطات ذاتها في مراحل عمرية سابقة.
  • 3- الخمول وقلة ممارسة النشاط البدني الذي يحفز بدوره حرق السعرات الحرارية ويقلل من الشهية.
  • 4- العادات الغذائية الخاطئة وعدم تناول الوجبات في مواعيد منتظمة.
  • 5- استهلاك الطعام غير الصحي والإفراط في تناول الأطعمة المعلبة، و المقلية، والوجبات السريعة.
  • 6- العوامل النفسية؛ والتي قد تدفع الى تناول المزيد من الطعام عند الإحساس بشعور معين.
  • 7- بعض الاضطرابات الهرمونية مثل اضطرابات الغدة الدرقية.
  • 8- الإقلاع عن التدخين.
  • 9- عادات النوم غير الصحية.
  • 10- بعض العقاقير الدوائية؛ مثل الستيرويدات ومضادات الاكتئاب.
  • 11- ضعف وسائل التثقيف الصحي وانعدام الوعي الغذائي.
  • 12- العوامل الإجتماعية.
  • 13- عوامل عرقية وثقافية.
  •  - ثالثًا: تشخيص السمنة:
  • يعتمد تشخيص الإصابة بالسمنة على مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body Mass Index) الذي يرتبط بصحة مظهر الجسم اعتماداً على طول ووزن الجسم، ووفقاً للمعادلة التالية:
  • مؤشر كتلة الجسم = وزن الجسم بوحدة الكيلو جرام / مربع الطول بوحدة المتر
  • حيث يعتبر الشخص سميناً إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديه أكثر من 30. في حين إذا كانت النتيجة أقل من 18.5 فإن ذلك يعني أن الشخص نحيف، وإذا كانت بين 18.5 إلى 25 فإن وزن الشخص يعتبر طبيعياً. أما إذا كانت بين 25 إلى 29.9 تُعتبر أعلى من الطبيعي، وإذا كانت من 30 إلى 39.3 تعني سمنة، وإذا كانت 40 فما فوق فإن ذلك يعني سمنة مفرطة.
  • بالإضافة إلى ذلك فإنه قد يتم حساب نسبة الدهون في الجسم لتشخيص السمنة، ويتم تشخيص الإصابة بالسمنة إذا زادت نسبة دهون الجسم عن ٣٣ بالمائة للسيدات و ٢٥ بالمئة للرجال.
  • - علاج السمنة:
  • 1- الحمية الغذائية: يمكن تقسيم الحميات الغذائية الهادفة إلى إنقاص الوزن إلى أربع فئات هي: حمية منخفضة الدهون، حمية منخفضة الكربوهيدرات، حمية منخفضة السعرات الحرارية، وحمية منخفضة السعرات الحرارية جدا . حيث توصل تحليلٌ بعديٌ لستة تجاربٍ مضبوطةٍ عشوائيةٍ أنه لا يوجد اختلاف بين ثلاثةٍ من أنواع الحمية الرئيسية (منخفض السعرات، منخفض الكربوهيدرات، ومنخفض الدهون)، حيث أحدثت هذه الأنواع الثلاثة نقصاً في الوزن يقدر بما بين 2 و4 كيلوجرامات (4.4 - 8.8 أرطال) في جميع الدراسات. وفي خلال عامين أدت هذه الأنواع الثلاثة إلى فقدان وزن مشابه، بغض النظر عن مكونات التغذية الأساسية التي تم التركيز عليها.
  • - حميات متعلقة بالسمنة: الصيام المتقطع ، نظام فيجن، رجيم دوكان.
  • 2- التمارين الرياضية: تستهلك العضلات، في أثناء استخدامها وتطويعها، طاقة مأخوذة من الدهون والجليكوجين. وبسبب كبر حجم عضلة الساق، فإن كلاً من نشاطات المشي والجري وركوب الدراجات هي أكثر التمارين فعالية في تقليل دهون الجسم. حيث يؤثر التمرن على توازن عناصر التغذية الرئيسية. ففي أثناء التمرن المعتدل، وهو ما يعادل المشي السريع، يتم الانتقال إلى استخدام أكبر للدهون كوقود. ومن أجل الحفاظ على الصحة توصي جمعية القلب الأمريكية بالتمرن المعتدل لمدة 30 دقيقة كحدٍ أدنى خلال خمسة أيامٍ في الأسبوع على الأقل.
  • 3- برامج إنقاص الوزن: غالباً ما تعزز برامج إنقاص الوزن من إحداث تغييراتٍ في نمط الحياة وتعديل النظام الغذائي. قد تشتمل مثل تلك التغيرات على تناول وجباتٍ أصغرٍ، والامتناع عن أنواعٍ معينةٍ من الطعام، بالإضافة إلى القيام بمجهودٍ مقصودٍ من أجل ممارسة المزيد من التمارين الرياضية. هذا وتُمَكِن هذه البرامج الآخرين من أن يتواصلوا مع مجموعةٍ من الأفراد الذين يحاولون إنقاص أوزانهم كذلك، أملاً في أن يُشَجِع هذا المشاركين في المجموعة على إقامة علاقاتٍ متبادلةٍ مع بعضهم البعض.
  • 4-  الأدوية: دواءان فقط من أدوية السمنة تم اعتمادهما حالياً من قِبَل إدارة الأغذية والأدوية بغرض الاستخدام طويل المدى. أحدهما هو أورليستات (Xenical)، والذي يُخَّفِض من امتصاص الأمعاء للدهون من خلال منع الليبيز البنكرياسي، والآخر هو سيبوترامين (Meridia) والذي يعمل في المخ لمنع تثبيط نورإبينفرين الناقلات العصبية: السيروتوينين، والدوبامين (والشبيه جداً ببعض مضادات الاكتئاب)، مما يقلل من شهية المرء تجاه تناول الطعام. والدواء الثالث هو ريمونابانت (Acomplia)، والذي يعمل من خلال تقييدٍ خاصٍ لعمل نظام القنب الداخلي. والذي تم تطويره من خلال المعرفة الخاصة بأن مدخني الحشيش غالباً ما يشعرون بالجوع، والتي غالباً ما يُشار إلى تلك الظاهرة باسم "المأكولات الخفيفة"، حيث تم اعتماده في "الدواء الثالث" في أوروبا كعلاجٍ للسمنة، إلا أنه لم يتلق قبولاً بالولايات المتحدة الأمريكية أو كندا، وذلك لدواعي السلامة والآمان. وقد أوصت وكالة الأدوية الأوروبية في شهر أكتوبر من عام 2008 بإيقاف بيع ريمونابانت، حيث يبدو أن مخاطره أكبر من نفعه.
  • إلا أنه من الملاحظ أن إنقاص الوزن مع استخدام تلك الأدوية له أثر بسيط متواضع.
  • 5- التدخل الجراحي:تمثل جراحات السمنة (جراحات إنقاص الوزن) استخدام التدخل الجراحي في علاج مشكلة السمنة. وبما أن لكل عمليةٍ جراحيةٍ مضاعفاتها الخاصة بها، فالجراحة لا يوصى بها إلا للأشخاص المصابين بالسمنة (مؤشر كتلة جسم > 40) وفشلوا في إنقاص أوزانهم من خلال تغيير نظام حميتهم المتبعة وتناول العقارات. وهنا تعتمد جراحات إنقاص الوزن على العديد من المبادئ: تتمثل الطريقتان الأكثر شهرة في (الأولى) التقليل من حجم المعدة (على سبيل المثال ربط المعدة المعدل وجراحة ربط المعدة الرأسية التجميلية)، والتي ينتج عنها إحساس مبكرٍ بالشبع، وتخفيض طول الأمعاء التي تتعرض للغذاء)، وهي طريقةٌ تقلل من الامتصاص بصورةٍ مباشرةٍ. وجراحة ربط المعدة يمكن العودة فيها بالمريض لحاله الأول أما جراحة تقصير الأمعاء فلا يمكن معها ذلك. هذا بالإضافة إلى أنه يمكن عمل بعض الإجراءات الجراحية من خلال استخدام [المنظار البطني. إلا أن المضاعفات الناجمة عن جراحة إنقاص الوزن متعددة ومتكررة.
  • - رابعًا: مضاعفات السمنة:
  • ترفع السمنة من خطر الإصابة بأمراض خطيرة أخرى، ويلعب خسارة ما يعادل 5-10 % من الوزن دوراً كبير في تقليل نسبة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة والتي تشمل:
  • 1- ارتفاع مستوى الكوليستيرول في الدم.
  • 2- ارتفاع ضغط الدم.
  • 3- مرض السكري.
  • 4- المتلازمة الأيضية.
  • 5- أمراض القلب والشرايين.
  • 6- السكتة الدماغية.
  • 7- مشاكل في التنفس مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
  • 8- الاكتئاب.
  • 9- أورام القولون والمستقيم، أو الثدي، أو الرحم، أو المبيضين، أو عنق الرحم، أو غدة البروستات.
  • 10- الاضطرابات النسائية، مثل العقم وعدم انتظام الدورة الشهرية.
  • 11- ضعف الانتصاب.
  • 12- التهاب المفاصل العظمي.
  • 13- تصلب الشرايين.
  • 14- أمراض الكلى.
  • 15- حصوات المرارة.
  • 16- أمراض الكبد.
  • 17- مشاكل في المفاصل (مثل التهاب المفاصل) نتيجة للثقل.
  • 18- مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • - نصائح للتعايش مع السمنة: 
  • لا يتعلق موضوع محاربة السمنة فقط باتباع حمية غذائية معينة لمدة زمنية محددة، بل يجب تعلم واكتساب عادات غذائية صحية، وتجنب العادات الغذائية الخاطئة، وجعل هذا النظام الصحي نمط حياة، وهذا له تأثير ليس فقط على الوزن بل على الصحة بشكل عام، وينصح بما يلي:
  • 1- تناول وجبات منتظمة يومياً وفي نفس الأوقات وعدم تخطي أي وجبة خلال اليوم.
  • 2- شرب كميات كافية من الماء يومياً.
  • 3- تناول 5 حصص أو أكثر من الخضار الطازجة والمطبوخة يومياً.
  • 4- تناول حصتين إلى ٣ حصص من الفاكهة يومياً، وتفضل الفاكهة الطازجة على العصائر لاحتواء العصير على كميات كبيرة من السكر.
  • 5- تجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والأطعمة المقلية والوجبات السريعة.
  • 6- تقليل كمية الحلويات والسكريات التي يتم تناولها.
  • 7- تحديد حصص معينة من النشويات عند كل وجبة (الخبز، والأرز، والبطاطا، والمعكرونة).
  • 8- زيادة النشاط البدني اليومي.
  • 9- تناول المنتجات قليلة الدسم مثل منتجات الألبان.
  • - الوقاية من السمنة:
  • يمكن الوقاية من الإصابة بالسمنة عن طريق تجنب الأسباب المؤدية له وتغيير نمط الحياة إلى النمط الصحي، ويتم ذلك باتباع الخطوات التالية (على سبيل المثال لا الحصر):
  • 1- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
  • 2- تناول الوجبات الغذائية الصحية.
  • 3- التعرف على العوامل التي تدفع إلى فرط الأكل وتجنبها.
  • 4- مراقبة الوزن بشكل دوري.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.