الحمى

الحمى

  • إن ارتفاع درجة حرارة الجسم أو اصابته بما يسمى بالحمى، أحد أهم الأعراض للعديد من الأمراض، فما هي الحمى؟ وما هي أعراضها وأسبابها؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
  • - أولًا: تعريف الحمى:
  • - هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي، وذلك نتيجة ارتفاع درجة حرارة منظم حرارة الجسم الموجود في منطقة تحت المهاد والذي يُعرف باسم نقطة التضبيط. حيث يُؤدي هذا الارتفاع إلى حث الجسم على الحفاظ على حرارته وإنتاج المزيد من الحرارة حتي تتوافق مع مقدار الزيادة في نقطة التضبيط، فتتضيق أوعية الجلد لتقليل فقدان الحرارة مما يتسبب في الشعور بالبرد، ويزداد توتر العضلات والنفض أحيانا مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الجسم للحرارة، وعندما تعود درجة حرارة نقطة التضبيط إلى وضعها الطبيعي يسعى الجسم إلى فقد ما اكتسبه من حرارة ويحدث توسع في أوعية الجلد مما يؤدي إلى الشعور بالحر والتورد وقد يصاحبه حدوث تعرق. ونادراً ما تؤدي الحمى إلى نوبة حموية  والتي تكون أكثر شيوعا في الأطفال صغار السن. تتراوح درجة الحرارة الطبيعية من 37.5 و 38.3 °م (99.5 و 100.9 °ف) طبقا للمصادر الطبية المتعدد، حيث أنه لا يوجد اتفاق على الحد الأعلى لدرجة الحرارة الطبيعية، وعادة لا تزيد الحمى عن 41 - 42 درجة مئوية.
  • - تتسبب العديد من الحالات المرضية في الحمى، وتتراوح هذه الأمراض في خطورتها من بسيطة إلى مهددة للحياة، ومن بين مسببات الحمى حالات العدوى البكتيرية والفيروسية والطفيلية، مثل نزلات البرد وعدوى المسالك البولية والتهاب السحايا والملاريا والتهاب الزائدة الدودية. كما تشمل أسباب الحمى الغير معدية كل من التهاب الأوعية الدموية، التخثر الوريدي العميق، وبعض الأدوية الطبية والسرطان وغيرها.
  • - تختلف الحمى عن فرط الحرارة في أن فرط الحرارة يتمثل في زيادة درجة حرارة الجسم فوق درجة حرارة نقطة التضبيط، إما بسبب زيادة في إنتاج الحرارة أو نقص في فقدانها. 
  • - ثانيًا: أسباب الحمى:
  • تعمل غدة ما تحت المهاد في الجسم على المحافظة على درجة الحرارة بما يقارب 37 سيليسيوس، وفي حال وجود بعض العوامل التي تؤثر على درجة الحرارة مثل الدورة الشهرية أو التمرين المكثف يمكن أن يؤثر قليلاً على درجة حرارة الجسم. ولكن في حال حدوث إلتهابات أو أي اضطرابات أخرى سوف تقوم الغدة النخامية بإعادة ضبط درجة حرارة الجسم إلى درجة حرارة أعلى.
  • وتشمل أسباب الحمى ما يلي:
  • 1- الالتهابات البكتيرية والفيروسية بشكل عام.
  • 2- نزلات البرد.
  • 3- التهاب المعدة والأمعاء.
  • 4- التهابات في الأذن، أو الرئة، أو الجلد، أو الحلق، أو المثانة، أو الكلى.
  • 5- الآثار الجانبية لبعض الأدوية، كبعض المضادات الحيوية مثل البنسلين والسيفالوسبورين، وبعض أدوية الضغط مثل الميثيلدوبا، و بعض الأدوية المضادة للصرع مثل الفينيتوين.
  • 6- السرطان.
  • 7- بعض اللقاحات والمطاعيم.
  • 8- جلطات الدم.
  • 9- أمراض المناعة مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض التهاب الأمعاء.
  • 10- إضطرابات الهرمونات مثل فرط الغدة الدرقية.
  • 11- العقاقير غير المشروعة مثل الأمفيتامين، والكوكايين.
  • 12- ضربة الشمس.
  • 13- السكتة الدماغية.
  • 14- أمراض القلب.
  • 15- التسمم الغذائي.
  • 16- حمى البحر الأبيض المتوسط، وهي اضطرابات نادرة تنتقل عبر العائلة بسبب طفرة جينية معينة، يسبب ذلك حدوث الحمى المتكررة والالتهابات التي غالباً ما تؤثر على  البطن، أو الصدر، أو المفاصل.
  • 17- حمى التيفود.
  • - أعراض الحمى:
  • تعتبر الحمى غالباً عرضاً مرضياً يدل على الإصابة بمرض معين وقد ترافقها أعراض أخرى. من الممكن أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة نوبات الصرع عند الأطفال الصغار، لذلك يرجى مراجعة الطبيب إذا رافقت الحمى أعراض معينة أو زادت عن حد معين أو استمرت لفترة طويلة.
  • - أعراض الحمى عند الأطفال:
  • تشمل الحالات التي تستوجب زيارة الطبيب ما يلي:
  • 1- إذا كانت الحمى مصحوبة بأعراض أخرى مثل الخمول، أو فقدان الشهية، أو التهاب الحلق، أو السعال، أو ألم الأذن، أو التقيؤ، أو الإسهال، أو الطفح الجلدي، أو تصلب في الرقبة.
  • 2- إذا كانت الحمى مصحوبة بضعف التواصل البصري عند الطفل، أو العصبية، وتوتر الطفل.
  • 3- إذا كان الطفل الرضيع أصغر من 3 أشهر مع درجة حرارة شرجية أعلى من أو تساوي 38 درجة مئوية (100.4 فهرنهايت أو أعلى)، لأنها قد تكون علامة على احتمال حدوث إلتهابات خطيرة.
  • 4- إذا كان الطفل الرضيع عمره بين 3-6 أشهر مع درجة حرارة أعلى أو تساوي 38.9 درجة مئوية (102 درجة فهرنهايت)، ويبدو عليه العصبية بشكل غير عادي، أو الخمول، أو عدم الارتياح.
  • 5- إذا كان الطفل الرضيع عمره بين 6 و 24 شهراً ولديه درجة حرارة أعلى من 38.9 درجة مئوية (102 درجة فهرنهايت)، ودامت أكثر من يوم واحد.
  • 6- إذا كان الطفل يعاني من حمى بدرجة حرارة أعلى من 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت).
  • 7- إذا كان الطفل لديه ضعف في جهاز المناعة، أو مشاكل طبية أخرى.
  • 8- إذا أصيب الطفل بنوبة الصرع.
  • 9- إذا كان الطفل قد أخذ مطعوم حديثاً.
  • 10- إذا حدثت الحمى بعد العودة من أحد البلدان النامية.
  • 11- إذا استمرت الحمى أكثر من يوم واحد في حال كان عمر الطفل أقل من سنتين.
  • 12- إذا استمرت الحمى أكثر من 3 أيام في حال كان عمر الطفل أكبر من سنتين.
  • - أعراض الحمى لدى البالغين:
  • من الضروري استشارة الطبيب بشأن الحمى لدى البالغين في الحالات التالية:
  • 1- ارتفاع درجة الحرارة عن 38.9 درجة مئوية.
  • 2- استمرار الحمى لأكثر من ثلاثة أيام.
  • 3- الإصابة بالحمى بعد العودة من أحد البلدان النامية.
  • 4- ضعف مناعة المريض أو إصابته بمرض خطير.\
  • - حالات تستدعي الذهاب إلى الطوارئ:
  • يرجى الذهاب الى طوارئ المستشفى إذا كان مريض الحمى يعاني من أحد الأعراض التالية:
  • 1- عدم القدرة على المشي.
  • 2- صعوبة التنفس.
  • 3- ألم في الصدر.
  • 4- نوبات الصرع.
  • 5- الهلوسة.
  • 6- البكاء الذي لا يهدأ عند الأطفال.
  • - ثالثًا: تشخيص الحمى:
  • تقاس درجة الحرارة الجسم باستخدام مقياس الحرارة الفموي، أو الشرجي، أو الإبطي. ويكون قياس الحرارة بالمقاييس السابقة كالتالي:
  • 1- يجب وضع ميزان الحرارة الفموي تحت اللسان لمدة ثلاث دقائق.
  • 2- يمكن أيضًا استخدام مقياس الحرارة الفموي لقياس الحرارة بالإبط، ببساطة ضع ميزان الحرارة في الإبط أو تحت الذراع لمدة أربع إلى خمس دقائق قبل إزالة مقياس الحرارة.
  • 3- يستخدم ميزان حرارة الشرجي لقياس درجة حرارة الجسم عند الرضع. للقيام بذلك ، ضع كمية صغيرة من الفازلين على طرف الميزان، ثم ضع طفلك على بطنه وادخل الميزان بلطف حوالي 1 بوصة في مستقيم طفلك لمدة لا تقل عن ثلاث دقائق.
  • بشكل عام، تشخيص الحمى عند القراءات التالي:
  • 1- يعاني الأطفال الرضع من الحمى عندما تتجاوز درجة حرارة جسمه 38 درجة مئوية.
  • 2- يعاني الأطفال يعاني من الحمى عندما تتجاوز درجة الحرارة  37.5 درجة مئوية.
  • 3- يعاني البالغون من الحمى عندما تتجاوز درجة الحرارة  37.2 إلى 37.5 درجة مئوية.
  • يمكن قياس درجة حرارة الجسم بسهولة، وقد تحتاج الى فحوصات أخرى لمعرفة سبب الحمى. في بعض الحالات قد لا تعرف سبب العدوى، خاصة لدى كبار السن.
  • - أنماط الحمى:
  • يُمكن لنمط الحمى أن يوحي أو يشير أحيانًا إلى تشخيص سبب الحمى:
  • 1- الحمى المستمرة: تظل درجة الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي طوال اليوم وتتقلب بما لا يزيد عن 1 درجة مئوية طوال اليوم، ومن أسباب هذا النمط الالتهاب الرئوي الفصي، حمى التيفوئيد، التهاب السحايا، التهاب المسالك البولية و الحمى النمشية. وقد تُظهر حمى التيفوئيد نمطًا مميزا بارتفاع تدريجي في الحرارة يليه فترة من الثبات.
  • 2- الحمى المتقطعة: يحدث ارتفاع درجة الحرارة لفترة معينة، ثم تعود درجة الحرارة إلى طبيعتها، ومن أسباب هذا النمط الملاريا، داء الليشمانيات الحشوي، تقيح الدم والإنتان . فيما يلي أنواع حمى الملاريا: 
  • - حمى الوِرد: تحدث نوبات الحمى يوميًا (دورية كل 24 ساعة) لبضع ساعات، هي نموذجية في حالة الإصابة بالمتصورة النولسية.
  • - حمى الغب: تحدث نوبات الحمى بعد فاصل زمني مدته يومين (دورية كل 48 ساعة)، وهي نموذجية في حالة الإصابة بالمتصورة النشيطة والمتصورة البيضية.
  • - حمى الربع: تحدث نوبات الحمى بعد فاصل زمني مدته ثلاثة أيام (دورية كل 72 ساعة)، وهي نموذجية في حالة الإصابة بالمتصورة الوبالية.
  • 3- الحمى المترددة: تظل درجة الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي طوال اليوم وتتقلب ما يزيد عن 1 درجة مئوية طوال اليوم،،ومن أسباب هذا النمط التهاب الشغاف المعدي، داء البروسيلات.
  • 4- حمى بل-إيبشتاين: نوع معين من الحمى مصاحب لسرطان الغدد الليمفاوية (لمفوما هودجكين)، حيث ترتفع درجة الحرارة لمدة أسبوع ثم تنخفض في الأسبوع التالي وهكذا، ومع ذلك فإن هناك جدل حول حقيقة وجود هذا النمط بالفعل. 
  • - علاج الحمى:
  • لا يجب بالضرورة علاج الحمى في حد ذاتها، حيث أن معظم الناس يتعافون دون عناية طبية محددة،  وعلى الرغم من حدوث الحمى أمر غير مرغوب فيه إلا أنها نادراً ما ترتفع إلى مستوى خطير حتى لو لم يتم علاجها، ويُجب لفت الانتباه إلى أن الأضرار التي تلحق بالدماغ عموما بسبب الحمى لا تحدث إلا بوصول درجة الحرارة إلى 42 درجة مئوية (107.6 ° F)، ونادرا مما تجاوز الحمى (بدون علاج) درجة 40.6   درجة مئوية (105 ° F).  ولا يؤثر علاج الحمى في الأشخاص المصابين بالإنتان على النتائج. 
  • تدعم بعض الأدلة المحدودة استخدام الإسفنج أو غسل الطفل المصاب بالحمى بماء فاتر، كما أن استخدام مروحة أو تكييف قد يقلل إلى حد ما من درجة الحرارة ويزيد من الشعور بالراحة، وإذا وصلت درجة الحرارة إلى مستوى مرتفع للغاية (الحمى المفرطة) فإن الأمر يتطلب تبريدًا شديدًا (والذي يحدث ميكانيكياً بشكل عام عبر التوصيل الحراري عن طريق ملامسة العديد من مناطق الجسم أو الغمر المباشر في الماء المثلج).  وبشكل عام ينصح الأطباء المصابين بالحفاظ على رطوبة كافية بزيادة تناول السوائل. ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه الزيادة في تناول السوائل تحسن الأعراض أم تقصر من فترة أمراض الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد.
  • - الأدوية: تسمى الأدوية التي تخفض الحمى بخوافض الحرارة (مضادات الحمى)، مثل إيبوبروفين الذي يُعتبر فعالا في خفض الحرارة لدى الأطفال.  كما أنه أكثر فعالية من الأسيتامينوفين.  يمكن استخدام الإيبوبروفين واسيتامينوفين بأمان معًا عند الأطفال المصابين بالحمى.
  • - رابعًا: مضاعفات الحمى:
  • ممكن أن تؤدي درجات الحرارة العالية (أكثر من 40 سيليسيوس) أو إرتفاع درجات الحرارة لفترات طويلة إلى ما يلي:
  • 1- حدوث نوبات الصرع.
  • 2- الهلوسة.
  • 3- حدوث الجفاف.
  • 4- يمكن أن يكون إرتفاع درجات الحرارة خطير ومهدد للحياة عند مرضى السرطان أو كبار السن أو المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو الأشخاص المصابين باضطرابات المناعة الذاتية.
  • - الوقاية من الحمى:
  • عند التفكير في الوقاية من الحمى، تبرز أهمية وقاية الجسم من حدوث أي عدوى فيروسية أو بكتيرية، و يتم ذلك عن طريق ما يلي:
  • 1- اغسل يديك قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض.
  • 2- أظهر لأطفالك كيفية غسل أيديهم بشكل صحيح باستخدام الماء الدافئ والصابون.
  • 3- دع معقم اليد أو المناديل المعقمة المضادة للبكتيريا معك دائماً.
  • 4- قم بتغطية فمك وأنفك عند السعال، وعلم أطفالك أن يفعلوا نفس الشيء.
  • 5- تجنب مشاركة أدوات تناول الطعام مع أشخاص آخرين.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.