حمى التيفوئيد

حمى التيفوئيد

  • تعد حمى التيفوئيد من الأمراض المعدية التي تسببها نوع من البكتيريا وتنتقل عن طريق الأغذية والمشروبات الملوثة، فما هي حمى التيفوئيد؟ وما هي أعراضها وأسبابها؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
  • - أولًا: تعريف حمى التيفوئيد:
  • هي عدوى جهازية معدية تسببها بكتيريا السالمونيلا التيفية عن طريق تناول الأطعمة أو الأشربة الملوثة، يمكن أيضاً أن تتسبب بكتيريا السالمونيلا شبيهة التيفية بالإصابة بحمى التيفود، وتكون أعراضها خفيفة مقارنة بحمى التيفود التي تسببها السالمونيلا التيفية.
  • - لمحة تاريخية عن التيفوئيد:
  • الحمى التيفية هي واحدة من أقدم الأمراض التي لازمت وجود الإنسان على هذا الكوكب. وقد أثبت العلماء أن الإنسان أصيب بالحمى التيفية منذ 200,000 سنة. ومن المهم معرفة أن العائل الوحيد لهذا المرض هو الإنسان تماماً كمرض شلل الأطفال، لذلك فمن الممكن -نظرياً- السيطرة عليه إلا أن ظروف الفقر والفوضى التي تضرب معظم أنحاء العالم تحول دون ذلك كما أن هناك سبب آخر مهم وهو أنه يوجد أكثر من ألف نوع من البكتيريا المسببة لهذا المرض لذلك فتطوير الأمصال في هذا الاتجاه عملية شاقة.
  • - ماري مالون الشهيرة باسم ماري تيفوئيد (1869-1938) أول امرأة عُرف أنها ناقل عديم الأعراض للتيفوئيد في الولايات المتحدة. كانت ماري قد شفيت من المرض؛ لكنها بصفتها ناقلة للمرض استمرت في نشر جرثومة التايفويد إلى الآخرين، ونقلت العدوى لنحو 53 شخصًا على الأقل في الفترة 1900-1915م، مات منهم ثلاثة.
  • عملت مالون طاهية في عدد من بيوت الأغنياء بنيويورك، وما أن تستقر في بيت أحدهم حتى يسقط أفراد العائلة واحداً تلو الآخر كان أحدهم قصر أحد رجال القانون حيث تم نقل 8 أفراد من العائلة إلى المستشفى فقط بعد مرور أسبوعين على تعيينها. ويربط جورج سوبر ـ الذي كان مهندس مَرافق صحية ـ بينهما وبين 6 حالات تيفوئيد على الأقل في ولاية نيويورك. وقد رفضت ماري مالون التخلي عن مهنتها؛ وعليه تم حجزها في الحجر الصحي بمستشفى على جزيرة نائية حتى عام 1910 عندما صدر قانون يرفض حبس أو نفي الأشخاص حاملي للأمراض وتم تخييرها بين البقاء أو الخروج لكن منعها بالطبع من العمل نهائيا كطاهية فاختارت الخروج ثم عادت للعمل كطاهية تحت اسم مستعار وهذه المرة عادت كطاهية في مستشفى، وبعد أيام قليلة من تعيينها بالوظيفة الجديدة بدأ المرض بالظهور على 25 من نزلاء المستشفى.
  • - ثانيًا: أعراض حمى التيفوئيد:
  • تستمر فترة حضانة المرض بالعادة أسبوع إلى أسبوعين، بينما تستمر فترة المرض 3- 4 أسابيع تقريباً، وتتضمن الأعراض ما يلي:
  • 1- ارتفاع مستمر (لا يزيد ويقل) في حرارة الجسم، حيث قد تصل حرارة الجسم إلى 39- 40 درجة مئوية.
  • 2- تعب وضعف وآلام عامة.
  • 3- آلام المعدة.
  • 4- الصداع.
  • 5- الإمساك أو الإسهال.
  • 6- السعال.
  • 7- فقدان الشهية.
  • 8- احتقان في الصدر، ويحدث عند العديد من المرضى.
  • 9- طفح جلدي على شكل نقاط مسطحة وردية اللون قد يصيب بعض مرضى التيفوئيد.
  • 10- في المراحل المتقدمة من المرض وفي حال عدم الحصول على علاج، قد يصاب المريض بالهذيان، أو قد يستلقي متعباً دون حركة مع إغلاقه لنصف عينيه وتعرف هذه الحالة بالحالة التيفية.
  •  قد تعود أعراض الحمى التيفية عند ما يقارب 10% من المرضى بعد شعورهم بالتحسن بمدة أسبوعين، وغالباً ما يحدث ذلك عند المرضى الذين تم علاجهم بالمضادات الحيوية.
  • - أسباب الإصابة بحمى التيفوئيد:
  • 1- التلوث: 
  • - تنتقل البكتيريا المسببة لحمى التيفود إلى البشر بشكل رئيسي عن طريق الأطعمة أو المياه الملوثة، وأحياناً عن طريق التلامس المباشر مع شخص مصاب بالتيفوئيد.
  • - تنتشر حمى التيفود بشكل رئيسي في الدول النامية، نتيجة سوء التعقيم والنظافة، وغالباً لا يصاب سكان الدول المتقدمة بهذا المرض إلا بعد زيارة أحد الدول النامية التي ينتشر فيها.
  • - تنتقل البكتيريا المسببة لحمى التيفود عبر براز الشخص المصاب، وفي بعض الأحيان قد تنتقل عن طريق البول، لذلك يمكن أن تنتقل العدوى لشخص آخر في حال تناوله طعام معد بواسطة شخص مصاب بحمى التيفود ولا ينظف يديه جيداً بعد استعمال الحمام.
  • - يمكن تلوث مصادر الأطعمة نتيجة تلوث مصادر المياه المستخدمة، حيث يمكن للبكتيريا البقاء على قيد الحياة لعدة أسابيع في المياه.
  • 2- حاملو حمى التيفوئيد:
  • - بعد الشفاء من حمى التيفود، تستمر نسبة قليلة من المرضى تقدر ب 3- 5% بإيواء البكتيريا في الأمعاء أو المرارة دون أن تسبب لهم أي أعراض، وفي بعض الحالات قد تسبب نوبات مرضية خفيفة تمضي دون أن تكتشف.
  • - قد تبقى البكتيريا عند حاملو المرض لعدة سنوات، ويطلق عليهم حاملو التيفوئيد المزمن، حيث يستمر انتقال البكتيريا عبر البراز لديهم وتكون قادرة على إصابة الآخرين بالعدوى بالرغم من أن حاملها لا يعاني من أي أعراض، وقد يتسبب هؤلاء الأشخاص بتفشي المرض لعدة سنوات.
  • - عوامل الخطر للإصابة بحمى التيفوئيد:
  • 1- تصيب حمى التيفود سنوياً ما يقارب 26 مليون شخص أو أكثر حول العالم، وبالأخص في الدول النامية، إذ يعتبر من الأمراض المتفشية في شبه القارة الهندية، وجنوب شرق آسيا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية.
  • 2- يعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة بحمى التيفود، وغالباً ما يعانون من أعراض أقل شدة من البالغين.
  • يزيد خطر الإصابة بحمى التيفود للأشخاص غير المقيمين في المناطق المتفشية بحمى التيفود في الحالات التالية:
  • - السفر إلى أو العمل في المناطق المتفشي فيها المرض.
  • - العمل كعالم أحياء دقيقة (بالإنجليزية: microbiologist) يتعامل مع بكتيريا السالمونيلا المسببة للتيفوئيد.
  • - وجود علاقة قريبة مع شخص آخر مصاب أو أصيب بحمى التيفود في وقت ليس ببعيد.
  • - ثالثُا: تشخيص حمى التيفوئيد:
  • يتم تشخيص حمى التيفود بأخذ التاريخ الطبي للمريض بما يتضمن الأعراض والأمراض الأخرى التي يعاني منها، بالإضافة إلى الأماكن التي قام بزيارتها مؤخراً، كما يقوم الطبيب بعدة فحوصات للتأكد من الإصابة بحمى التيفود، والتي تتضمن التالي:
  • 1- زراعة البراز، وذلك للكشف عن وجود بكتيريا السالمونيلا المسببة للتيفوئيد.
  • 2- زراعة الدم أو البول، ويتم استخدامها في بعض الحالات.
  • 3- زراعة عينة من نخاع العظم، وتعتبر الأكثر دقة.
  • 4- اختبار فيدال، هو اختبار يكشف عن وجود أجسام مضادة لبكتيريا السالمونيلا في دم المصاب، أو الكشف عن وجود الحمض النووي (DNA) للبكتيريا في الدم.
  • - علاج حمى التيفوئيد:
  • 1- العلاج الدوائي: يتم علاج حمى التيفود باستخدام المضادات الحيوية التي تقتل بكتيريا السلمونيلا، يتم اختيار المضاد الحيوي المناسب بناءاً على المنطقة الجغرافية التي أصيب فيها المريض بحمى التيفود، وفي حال عودة ظهور الأعراض يتم علاج المريض مرة أخرى باستخدام المضادات الحيوية،  ينبغي الاستمرار بتناول المضادات الحيوية طيلة المدة التي ينصح بها الطبيب حتى بعد إختفاء أعراض المرض؛ وذلك للوقاية من عودة الأعراض أو تطوير بكتيريا ممانعة ضد هذا المضاد الحيوي، قد يصاب نسبة 3- 5% بحمى التيفود بشكل مزمن، مما يتطلب العلاج لفترات زمنية طويلة باستخدام المضادات الحيوية.
  • المضادات الحيوية مثل:
  • 1- الكلورامفينيكول، وكان يعتبر المضاد الحيوي المفضل لعلاج حمى التيفود للعديد من السنوات، لكن نتيجة ظهور أعراض جانبية خطيرة، وبالرغم من ندرتها، تم استبدالها بمضادات حيوية فعالة أخرى.
  • 2- السيبروفلوكساسين، غالباً ما يوصف هذا النوع للمرضى غير الحوامل، لكن حالياً بعض أنواع السالمونيلا وبالأخص الموجود في جنوب شرق آسيا أصبحت مقاومة لهذا النوع من المضادات الحيوية.
  • 3- الأزيثروميسين، يستخدم في حالات عدم مقدرة المريض على تناول السيبروفلوكساسين، أو في حالات ممانعة البكتيريا له.
  • 4- السيفترياكسون، وهو مضاد حيوي للحقن يستخدم في الحالات الأكثر تعقيداً وخطورة من حمى التيفود، بالإضافة إلى استخدامه للمرضى الذين ليس من الممكن استعمال السيبروفلوكساسين لهم مثل الأطفال.
  • 2- العلاج بالسوائل: وذلك من خلال الإكثار من تناول السوائل للوقاية من حدوث الجفاف، وذلك نتيجة ارتفاع حرارة الجسم، والإسهال لفترات طويلة، وقد يتم إعطاء السوائل وريدياً في حالات الجفاف الشديدة.
  • 3- العلاج الجراحي: قد يتم إجراء عمليات جراحية في حالة حدوث ثقب في الأمعاء لأصلاحه، وقد يتم استئصال المرارة عند الأشخاص الذين يعانون من المرض بشكل مزمن.
  • - رابعًا: مضاعفات حمى التيفوئيد:
  • 1- النزيف أو الثقوب المعوية: وهي أخطر مضاعفات حمى التيفود، إذ يحدث نزيف أو ثقوب في الأمعاء في الأسبوع الثالث من العدوى، وينتج عن ذلك تسرب لمحتويات الأمعاء الدقيقة أو الغليظة إلى التجويف المعوي مسببةً أعراض تشمل آلام البطن الشديدة، والتقيؤ، والغثيان، والتهاب الدم (بالإنجليزية: sepsis)؛ وهي حالة صحية مهددة للحياة وتتطلب رعاية صحية فورية.
  • 2- التهاب عضلة القلب.
  • 3- التهاب شغاف القلب.
  • 4-  التهاب الرئتين.
  • 5-  التهاب البنكرياس.
  • 6-  التهابات الكلى أو الكبد.
  • 7- التهاب السحايا.
  • 8- مشاكل نفسية، مثل الهذيان، والهلوسة، والذهان.
  • - الوقاية من حمى التيفوئيد:
  • توصي منظمة الصحة العالمية بالحصول على أحد المطاعيم التالية قبل الذهاب إلى المناطق المنتشر فيها حمى التيفود:
  • 1- لقاح التيفوئيد المقترن ( بالإنجليزية: typhoid conjugate vaccine)، القابل للحقن، والذي يمكن استخدام للأطفال من عمر 6 أشهر وحتى البالغين لعمر 45  سنة.
  • 2- لقاح التيفوئيد غير المقترن ( بالإنجليزية: unconjugated)، القابل للحقن والذي يستخدم من عمر سنتين فأكثر.
  • 3- لقاح التيفوئيد الحي الموهن الفموي، الذي يأتي على شكل كبسولات ويستخدم من عمر 6 سنوات فأكثر.
  • لا يوجد في الوقت الحالي لقاح متوفر ضد حمى التيفود التي تسببها بكتيريا السلمونيلا شبيهة التيفية.
  • قد لا توفر اللقاحات حماية كاملة ضد التيفوئيد كما أنها تتطلب استخداما متكرراً، لذلك اتبع النصائح التالية لتجنب الإصابة قدر الإمكان:
  • 1- قم بشرب الماء بعد غليه لمدة دقيقة على الأقل، أو قم بشراء المياه المعلبة، ويفضل الحصول على المياه المكربنة (الغازية) إذ أنها أكثر آماناً.
  • 2- قم بتناول المشروبات من الأماكن الموثوقة بدون ثلج، إلا في حال تأكدك أن الثلج مصنوع من مياه معلبة أو مغلية، وتجنب المثلجات التي قد تكون صنعت من مياه ملوثة.
  • 3- تناول الأطعمة والأشربة من الأمكنة الموثوقة وتجنب عربات أطعمة الشوارع.
  • 4- تناول فقط الأطعمة المطبوخة جيدا ولا تزال ساخنة.
  • 5- تجنب تناول الخضروات والفواكه النيئة التي لا تحتوي على القشور، وبالأخص الخس الذي يمكن أن يبقى ملوثاً حتى بعد غسله.
  • 6- قم بتقشير الخضروات والفواكه بنفسك بعد أن تقوم بغسل يديك جيداً.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.