ما هي الفيروسات؟

ما هي الفيروسات؟

يعد موضوع الفيروسات من المواضيع الشائكة في عالمنا الحالي خاصة بعد اجتياح العالم فيروس مستجد يصيب الجهاز التنفسي المسمى بكوفيد 19، وانتقال هذا الفيروس وانتشاره بكثرة في العالم حيث تجاوز عدد الحالات في هذه اللحظة 11 مليون شخص حول العالم والعدد في تزايد وبلغ عدد الوفيات 529 ألف حالة، هذه الأرقام تعني ماذا يستطيع كائن مجهري لا يرى في العين المجردة أن يصنع في العالم ويوقف الكثير من حركات الحياة اليومية العادية.

-فما هو الفيروس؟ ومماذا يتركب؟ والكثير من الأسئلة المتعلقة بالفيروسات سنجيب عنها في هذا المقال.

-أولًا: تعريف الفيروسات: الفيروسات ليست كائنات حية  هي كائنات صغيرة مجهرية وتعد عامل مسبب للمرض، حيث لا يمكنها التكاثر إلا داخل خلايا كائن حي آخر، الفيروسات صغيرة جدا ولا يمكن مشاهدتها بالمجهر الضوئي. تصيب الفيروسات جميع أنواع الكائنات الحية، من الحيوانات والنباتات اٍلى البكتيريا و العتائق، معظم الفيروسات أصغر من البكتيريا المتوسطة بحوالي مائة مرة.

-ثانيًا: تركيب الفيروسات: يتكون جزئ الفيروس المثالي (Virion)من مادة وراثية و التي قد تكون (DNA) أو (RNA) محاطة بالـ capsid (أو المعطف البروتوني) و الذي بدوره يتكون من جزيئات بروتينة صغيرة تسمى الـ capsomeres بعض أنواع من الفيروسات تحتوي على غلاف خارجي يتكون من لبيد (دهون) و السكريات المتعددة (polysaccharides).

-ثالثًا: تصنيف وتقسيم الفيروسات: 

1-عام 1962 أندريه لووف، روبرت هورني وبول تورنيي كانوا أول من وضع وسائل لتصنيف الفيروسات، اٍستنادا على نظام التسلسل الهرمي، هذا النظام يستند في تصنيفه على الشعبة، الطائفة، الرتبة، الفصيلة، الجنس والنوع. صنفت الفيروسات وفقا لخصائصها المشتركة ونوع الحمض النووي المشكل لجينومها. 

2-طورت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات نظام التصنيف الحالي وكتبت المبادئ التوجيهية التي ركزت على بعض خصائص الفيروسات للحفاظ على وحدة الفصيلة. تم وضع التصنيف الموحد (نظام عالمي لتصنيف الفيروسات) في التقرير السابع للجنة الدولية لتصنيف الفيروسات للمرة الأولى واعتبرت الأنواع الفيروسية أدنى مرتبة في التصنيف الهرمي الفيروسات، في تصنيف عام 2008 للجنة الدولية لتصنيف الفيروسات وضعت خمس رتب هي الفيروسات الذنبية، الفيروسات الهربسية، الفيروسات السلبية الأحادية، الفيروسات العشية و الفيروسات البيكورناوية.

3-ابتكر ديفيد بلتيمور العالم البيولوجي الحائز على جائزة نوبل نظام تصنيف بلتيمور. نظام تصنيف اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات يستعمل بالموازاة مع تصنيف بلتيمور في تصنيف الفيروسات الحديث.

في المجمل تم تصنيف الفيروسات بناءًا على :

1-نوع المادة الوراثية الموجودة في الفيروسات.

2-شكل الـ capasid (أو المعطف البروتيني الوقائي)

3-عدد الـ Capsomeres وهي البروتينات الصغيرة التي تكون الـ capsid

4-حجم الـ capasid

5-وجود أو عدم وجود غلاف خارجي يحيط بالفيروس

6-نوع المستضيف التي تستهدفه (انسان، حيوان، الخ..)

7-نوع المرض الذي تسببه

8-الخلية التي يستهدفها الفيروس

9-الخاصية المناعية (التفاعل مع مناعة المستضيف)

رابعًا: كيف تتكاثر الفيروسات: الحقيقة أن الفيروسات كجزيئات لا تملك أي آلية ذاتية للتكاثر ولهذا السبب فهي لا تصنف ككائنات حية، و لكنها عوضاً عن ذلك تقوم باستغلال الكائنات الأخرى و ذلك عن طريق التحكم في المادة الوراثية DNA, RNA بالكائنات التي تسيطر عليها.

-خامسًا: الفيروسات والأمراض: لا بد أن الأمراض المتعلقة بالفيروسات تشغلنا في الوقت الحالي نظرًا لإنتشار وباء كورونا المستجد والذي يصيب  ويهاجم الجهاز التنفسي في الكائنات الحية، وبالتالي يضعف مناعة الإنسان ، نستعرض بعض الأمراض التي تسببها الفيروسات:

1-التهاب الدماغ (Encephalitis): هو عبارة عن التهاب يصيب أنسجة المخ، ويوجد له عدة أسباب، ولكن السبب الأكثر شيوعًا هو العدوى الفيروسية.

2-فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) (الإيدز): هو فيروس شائع جداً، و يوجد أكثر من مئة نوع لهذا الفيروس، ينتقل من خلال الاتصال الجنسي ويصيب منطقة الشرج التناسلي.

3-فيروس الحمى الصفراء (Yellow fever): الحمى الصفراء هو عبارة عن مرض فيروسي يقوم بتدمير أنسجة الجسم وخاصة الكليتين والكبد حيث تتجمع أصباغ الصفراء في الجلد حتى يصبح لون الجلد مائلا إلى الاصفرار.

4-التهاب الكبد الفيروسي (HCV): هو فيروس في الدم يصيب خلايا الكبد ويعتبر واحد من أكثر أسباب الإصابة بالتهابات الكبد وقد يؤدي في النهاية إلى حدوث أضرار(خطيرة) بالكبد أو إلى الفشل الكبدي أو سرطان الكبد.

خامسًا: الوقاية والعلاج: لا يوجد للمضادات الحيوية أي تأثير على الفيروسات لذا تم تطوير بضعة أدوية مضادة للفيروسات،النهج الطبي الأكثر فعالية ضد الأمراض الفيروسية هو التلقيح من أجل توفير الحصانة ومضادات الفيروسات التي تتدخل بشكل انتقائي مع تكاثر الفيروس.

وفي الختام من المهم أن يثقف الإنسان نفسه صحيا لتجنب الأمراض و الفيروسات 

لا تنسوا اتباع اجراءات السلامة العامة وارتداء القفازات والكمامة بشكل مستمر، كل تمنياتنا لكم وأهليكم بالصحة والسلامة العامة.