قصة عيسى النبي عليه السلام

قصة عيسى النبي عليه السلام

  • بسم الله الرحمن الرحيم ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿16﴾ فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)[ مريم : 17 ] .
  • اعتكفت مريم تصلي لله وتعبده ، فاضطربت نفسها فجأة رهبة لم تعهدها من قبل ، وظهر أمامها ملك من السماء ، واستعاذت بالله إذ ظئته معتدياً أثيماً ، ثم أخذ يتحدث إليها قائلاً : ( إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّآ )[ مريم : 19 ] .
  •  فغشيتها سحابة من الحزن .
  • ماقصة هذا الملك ؟
  • وما الحكمة من إرسال الله للملك ؟
  • سنجيب على هذه الإستفسارات في هذا المقال فتابعونا.
  • - نفخ الروح في مريم في قصة عيسى عليه السلام :


  • استجمعت مريم قوتها ، قائلة للملك : ( أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)
  • قَال الملك :( كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا )[ مريم : 20-21 ] .
  •  ثم مضى واختفى ، وتركها وقد كثر حزنها ، فسيظهر ما تحرص الآن على أن تخفيه ، إنها من أسرة لم يكن أبوها امرأ سوء ، وما كانت أمها بغياً ، فكيف تلوك الألسنة الحديث في عرضها ؟ 
  • مع أنها لم ترتكب إثماً ، ولم تقترف ذنباً .
  • - ولادة عيسى في قصة عيسى عليه السلام :


  • ( فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿22﴾ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ )
  • اقتربت ساعة الوضع ، وأحست مريم ألم المخاض وخرجت من القرية ، فأجاءها المخاض إلى جذع نخلة يابسة ، وهي وحيدة ، هناك قاست تلك الأم العذراء آلام الوضع ، وفي الفضاء الواسع ولدت الطفل ، فنظرت إلى الطفل في حسرة واكتئاب ، وجعلت تتمنى لو ضمها القبر ، قبل أن تصير أماً ، فقالت : ( يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا )[ مريم : 23 ] .
  •  هي الآن لا تدري ماذا تفعل ! ولكنها ما لبثت أن سمعت صوتاً فناداها من تحتها :( أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴿24﴾ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿25﴾ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا )[ مريم : 24 - 26 ] . 
  • - عودة مريم إلى قومها مع طفلها في قصة عيسى عليه السلام :


  • اطمأنت نفس مريم ، ورجعت إلى القرية ، وسرعان ما شاع أمرها ، فتحدثوا في طهرها ، وأخذ بعضهم يوجه اللوم إليها ، فقالوا : ( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿27﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)[ مريم : 27-28 ] .
  •  التزمت مريم الصمت ، وقالت :" إني نذرت للرحمن صوماً ، فلن أتكلم بكلمة أو أرد سؤالاً ، وإن أردتم الوقوف على جلية الأمر فها هو ذا الوليد اسألوه " ، فسخروا من إشارتها ، وقالوا : ( كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا )[ مريم : 29 ] . 
  • - عيسى ينطق وهو في المهد في قصة عيسى عليه السلام :


  • أنطق الله لسان ذلك الصغير ، فالتفت الغلام موجهاً إليهم الخطاب في وضوح وبيان ، ولكنه لم يتحدث إليهم فيما وجهوه إلى أمه من لوم ، قال :( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿30﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿31﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿32﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )[ مريم : 30-33 ] . 
  • بكلمة منه فليكفوا إذا عن لومهم ، وليتجنبوا الخوض في عرضها ، وإشعال الفتنة حولها ، وعلموا أن هذا الصبي ليس كصبية القرية ، بل سيكون له شأن خطير ، وخطب جليل .
  • - نبوة عيسى في قصة عيسى عليه السلام :


  • نشأ عيسى كما ينشأ كثير من الأطفال ، لكنه بدت مظاهر نبوته ، كان يلقي بنفسه في ميدان العلم ، يستقي من مورده ، ولما اندمج في جماعة العلماء ، أنصت إلى حديث الكهنة ، فوجد القوم يؤمنون بكل قول ، فلم يلبث أن انبرى من بينهم متسائلاً ، فنقم بعض الناس منه جرأته ، إذ لم يعهدوا قبله أن يجترىء أحد على جدالهم ، ولكنه لم يعبأ بما قالوا له ، وانتظرت أمه عودته ولكنه لم يرجع ، فبحثت عنه في كل مكان ولكنها عادت يائسة من لقائه ، فعادت إلى قريتها ، وهي تظن أنه قد سبقها إليها ، وسألت عنه فلم تجده ، فقفلت راجعة إلى بيت المقدس تعيد الكرة في سؤالها ، وبينما هي في بحثها ، وقعت عليه عيناها ، وقد اندمج في زمرة العلماء ، ويتطاول عليهم في الجدال ، فدهشت لما رأت ، ولامته على أنه قد أتعبها في البحث عنه ، فأجابها بأنه قد استهوته مناقشة الحكماء ، ثم سار مع أمه ، ورجع إلى « الناصرة » . 
  • - عيسى والرسالة في قصة عيسى عليه السلام :


  • لما بلغ عيسى الثلاثين من عمره هبط عليه الروح الأمين ، فكان ذلك بدء الرسالة ، ثم تلقى عيسى من ربه الكتاب الذي جاء مصدقاً لما بين يديه من التوراة ، فأخذ يؤذن في الناس برسالته ، ويدعوهم إلى متابعته ، ويسعى في أن يرد اليهود عن زيغهم ، ويصدهم عن ضلالهم ، فقد حرفوا شريعة موسى السمحة ، وجعلوا همهم جمع المال ، فصاروا يحرضون الفقراء والمحتاجين على أن يقدموا للهيكل ما استطاعوا من نذور ، ليتدفق الذهب في خزائنهم .
  • - بعثة عيسى في قصة عيسى عليه السلام :


  • كان من اليهود طائفة أنكروا القيامة ، واستبعدوا الحشر ، وكذبوا بالحساب والعقاب ، وطائفة غيرهم ألهتهم الحياة الدنيا ، وانغمسوا في ملاذها ، هذه كانت الحال عندما بزغ نجم عيسى ، وبعثه الله ليخرج قومه من الظلمات إلى النور ، فلم يترك سبيلا لهدايتهم ، إلا سلكه ، وشعر انغماسهم في الشهوات ، وتهالكهم على اللذات ، فأحسوا بالخطر يدهمهم ، فها هو ذا عيسى ينكر المال ، ثم هو يفضح أسرارهم .
  • - معجزات عيسى في قصة عيسى عليه السلام :


  • - أجمع اليهود أمرهم بينهم على تكذيب عيسى حيثما ذهب ، ولكنه لم يبال جمعهم ، وسار متنقلاً بين القرى يزيف آراءهم ، فطالبوه بما يؤيد رسالته ، فأيده الله بالمعجزة فصار :
  • 1 - يشفي الأبرص .
  • 2 - يخلق من الطين كهيئة الطير ، فينفخ فيه فيصبح طيراً بإذن الله .
  • 3 - يبرىء الأكمه .
  • 4 - يحيي الموتى بإذن الله .
  • - أنصار عيسى في ازدياد في قصة عيسى عليه السلام :


  • بالرغم قيام حجة عيسى ، ووضوح آيته ، تماد اليهود في طغيانهم ، وثبتوا على ضلالهم ، وقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين ، ثم وجدت دعوته آذانا صاغية ، عند كثير ممن لم تفتنهم زخارف الدنيا ، ودفعته الحمية لدينه ، إلى أن ينقض على رجال الدين في حجرهم ، فرحل إلى بيت المقدس ، واختار يوم عيدهم ، ووقت اجتماعهم ، وعرض دعوته على الوافدين من شتى القرى ، فالتف الناس حوله ، وتفتحت قلوبهم لحديثه ، وكثر أنصاره .
  • - غيظ الكهنة من ازدياد أنصار عيسى في قصة عيسى عليه السلام :


  • أثار التفاف الناس حول عيسى حفيظة الكهنة ، ودفعهم إلى التفكير فيما يريحهم منه ، ويكفيهم شره ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يمسوه بأذى ، أو ينالوه بضرر ، فقد وعد الله بحفظه ، وأيده بنصره :( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )[ آل عمران : 54 ] .
  • هذه هي أحداث قصة ولادة عيسى وكيف كبر وترعرع في حكمة واجتهاد وقول معروف ونهي عن منكر.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.