مذا تعرف عن قصة قارون المتعالي في القرآن

مذا تعرف عن قصة قارون المتعالي في القرآن

  •                  بسم الله الرحمن الرحيم
  • ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ) [ القصص : 76 ] .
  • كان قارون من قوم موسى ، وقد آتاه الله بسطة في العيش ، وسعة في الرزق ، وكثرة في الأموال ، وكان قارون ذا حظ عظيم ، فقد فاضت خزائنه بالأموال ، وضاق الحفظة ذرعاً بمفاتيحها ، وأثقلهم حملها ، وكان يعيش بين قومه عيشة البذخ والترف ، فكان يلبس الملابس الفاخرة ، ولا يخرج على قومه إلا في زينته ، ويسكن القصور ، ويستكثر من العبيد والحشم ، ويريد أن يصل إلى الغاية في النعيم ، هذا إن كانت للنعيم غاية ، سنتحدث لكم عن قصة قارون وكيف كانت نهاية علوه واستكباره في الأرض .
  • - استكبار قارون في قصة تعاليه في القرآن :


  • ظن قارون أن أحداً لن يقدر عليه ، وخيل إليه أن الناس جميعاً من طينة غير طينته ، فإذا تكلم طأطئوا رؤوسهم عند سماع صوته ، وإذا أشار كانوا عند إشارته ، فبغى على قومه ، وفرض سلطانه عليهم ، وسامهم بطشه وجبروته .
  • - نصائح الحاشية لقارون في قصته في القرآن :


  • رأى القوم أن قارون مستمر في طغيانه وبغيه ، لاهم له إلا أن يستكثر من المال وإن تضور غيره جوعاً ، وأن يكتسي من اللباس ما يزين به ، وإن رأى العري فاشياً ، فلما رأوا منه ذلك نقموا عليه طريقه ، وحاولوا أن يثيروا فيه روح الخير ، وأن ينبهوه على ما غاب عنه ، ونصحوه ألا يغويه المال أو يضله ، أو يحول بينه وبين الإحسان إلى قومه ، وقالوا : 
  • ( إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴿76﴾ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿77﴾)[ القصص : 77 ] .
  • إنا لا نريدك أن تنفض يدك من الدنيا وزينتها ، نريد منك أن تقصد إلى الطيب من الرزق ، على ألا يشغلك ذلك عن الفقراء ، فأحسن إليهم كما أحسن الله إليك ، فلا تفرح بما أوتيت ، واتخذه وسيلة لقضاء مأربك في الدنيا ، وما حملنا على إسداء النصح إليك إلا حبنا لك .
  • - جواب قارون لحاشيته في قصة تعاليه في القرآن :


  • لقد أشرب قلب قارون حب المال ، وزاده الغني علواً واستكباراً ، فليس لمثل هذا الكلام الذي قاله حاشيته سبيل إلى نفسه ، إذ قال لهم : ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي ۚ )
  • فلست بحاجة إلى نصحكم ، وما أوتيت هذا المال ، إلا لأني به أجدر وأحق فاحتفظوا بهذه النصيحة لأنفسكم .
  • - خروج قارون على قومه في زينته في قصة تعاليه في القرآن :


  • أراد قارون أن يزيد في احتقار الحاشية ويزيد من جبروته ، فخرج على قومه في زينته ، يدل بما أعطاه الله من خير وفير ، ومال كثير :( فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ )
  • ورآه المستضعفون من قومه يرفل في الثياب الجميلة ، وحوله الخدم ، وتحدث بعضهم إلى بعض يقولون : ( يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )[ القصص : 79 ] .
  • - نصيحة موسى لقارون في قصة تعاليه في القرآن :


  • ذهب موسى لقارون يعلن له في شدة وإصرار أن يؤدي زكاة ماله ، وأن يحسن إلى الفقراء ، ولكن قارون قد طبع الله على قلبه ، فلم يصغ إلى دعوة موسى ، بل هزیء به وسخر ، وقال : 
  • " قد احتملنا منك ما احتملنا ، فقد جئتنا بدين جديد ، وأمرتنا بكذا وكذا فاستمعنا لأمرك ، فأطمعك ذلك فينا فلم يبق إلا المال تسلبه ، إنك بهذا قد دللت على كذبك ، وكشفت ماحاولت ستره من أمرك ، إنك لساحر كذاب ! وحاول قارون وجادل ، وأصر موسى وقاوم ، فهذا أمر الله لا يحتمل الجدل ولا المساومة ، وخضع قارون لقرار موسى بعد جهد وعلى مضض ! 
  • - عودة الشح لنفس قارون في قصة تعاليه في القرآن :


  • رجع قارون إلى بيته ، يقوم بحساب ما ينال الفقراء من ماله ، فهاله المبالغ التي سيدفعها ، وأفزعه ما رأى من نقصان من ماله إن دفع الزكاة ، فرجع إليه داؤه وتملكه شحه ، وقال :" إن موسى إنما يلبس ثوب الرياء ، ليكون له من ذلك عرض الدنيا وزينة الحياة ، ولو فتشنا عن مكنون سره ، وما يختلج في ضميره لوجدناه أبعد الناس من الدين وأقصاهم عن الله " . 
  • - دعاء موسى على قارون في قصة تعاليه في القرآن :


  • حاول قارون بالمال أن يفتن الناس ويصرفهم عن موسى ، ويزلزل عقيدتهم ، ولكن الله كشف ما أضمر ، وخرج موسى أصفى نفساً ، وأعلى مقاماً ، ولما يئس موسى من صلاح قارون دعا الله أن ينزل به عذابه ، ويخلص الناس من فتنته وإغوائه . 
  • - وقوع عذاب الله في قارون في قصة تعاليه في القرآن :


  • استجاب الله لدعاء موسى ، وخسف بقارون وبداره الأرض :( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ )[ القصص : 81 ] .
  •  وابتلعته الأرض التي فيها أمواله وقصوره ، فكان عبرة لقوم موسى والمستضعفين من أتباعه . 
  • - عودة قوم قارون إلى طريق الحق في قصة قارون المتعالي في القرآن :


  • لما رأى القوم ما حل بقارون رجعوا إلى أنفسهم نادمين على ما كان منهم ، وحمدوا الله على أنهم لم يكونوا مثله ، وقالوا : ( وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ۖ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )[ القصص : 82 ] .
  • إن التجبر والتكبر لايوصلا بالعبد إلى للذل والمهانة ، وأن الرضا والتواضع ومساعدة المحتاجين يرفعون من مقام البشر ، فالتألي على الله والعلو في الأرض على الناس ، فماله عاقبة إلا كعاقبة قارون ، والمتواضع سينال رفعة من الله تعالى :( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿83﴾)[ القصص : 83 ] .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.