قصة ذو القرنين في القرآن

قصة ذو القرنين في القرآن

  • بسم الله الرحمن الرحيم (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا) [ الكهف : 83 ] .
  • وصل ذو القرنين إلى المغرب غازياً فاتحاً مجاهداً ، لا يصادف في طريقه واديآ إلا سلكه ، ولا عالياً إلا ظهره ، ولا عدواً إلا كسر سلاحه ، ولا يبالي في الجهاد الحر ولا القر ، إذ كان الله قد مكن له في أرضه ، وآتاه من كل شيء يحتاج إليه في توطيد ملكه : ( إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ) [ الكهف : 86 ] .
  • ماقصة ذو القرنين هذا ؟
  • ولم مكن الله له في الأرض؟
  • لنتابع هذا المقال معت وسنجيبكم على استفساراتكم .
  • ظهور القوم الكفرة في مغرب الأرض في قصة ذو القرنين 


  • ذو القرنين رجل قوي محارب ، يجوب أصقاع الأرض ، ومازال في طريقه يسير ويسري ، حتى انتهى إلى عين اختلط ماؤها وطينها ، فتراءى له أن الشمس تغرب فيها ، وتختفي وراءها ، وظن أنه ليس وراء هذه العين مكان للغزو ، ولا سبيل للجهاد ، ولكنه رأى عندها قوماً هاله كفرهم ، وكبر عليه ظلمهم وطغيانهم ، إذ كانوا قد عتوا في الأرض ، وأكثروا الفساد ، استجابة للشيطان :
  • ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ ) .
  • ذو القرنين يدعو لهداية القوم في قصة ذو القرنين 


  • استخار ذو القرنين الله في أمر هؤلاء الكفرة ، وما يصنع بهم ، فخيره الله بين سبيلين يختار إحداهما ، ويسلك ما يريد منهما :( قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا )[ الكهف : 86 ] .
  •  إما أن يذيقهم القتل جزاء كفرهم وطغيانهم ، وإما أن يمهلهم ويدعوهم ، لعل منهم من يهتدي ، فاختار ذو القرنين الإمهال على القتل ، ثم قال : ( أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ﴿87﴾ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴿88﴾)[ الكهف : 87-88 ] .
  • أقام ذو القرنين فيهم مدة ، ضرب على يد الظالم ، وأقام عمود العدل ، ونشر لواء الإصلاح . 
  • بلوغ ذو القرنين الشرق في قصة ذو القرنين 


  • بعد ذلك بدا لذو القرنين أن يثني عنان عزمه إلى الشرق ، فسار غازياً مجاهداً ، منصوراً موفقاً ، حتى انتهى في سيره إلى غاية العمران في الأرض ، وهناك وجد أقواماً تطلع الشمس عليهم ، ولكن ليس لهم بيوت تسترهم ، أو أشجار تظلهم ، ولعلهم كانوا على حال من الفوضى ، فبسط على بلادهم لواء حكمه ، وأضاء علمه ورأيه :( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴿90﴾ كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ﴿91﴾) [ الكهف : 90-91 ] .
  • قوم يأجوج ومأجوج في قصة ذو القرنين 


  • سافر ذو القرنين إلى الشمال غازياً مجاهداً مظفراً منصوراً ، حتى انتهى إلى بلاد بين جبلين ، يسكنها أقوام لا يفهم في الحديث مرماهم ، ولكنهم قد جاوروا يأجوج ومأجوج ، وهم قوم في الأرض مفسدون ، وأوزاع من الخلق ضالون ومضلون :( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا )[ الكهف : 93 ] .
  • ما إن رأوا ذا القرنين ملكاً قوي البأس ، حتى فزعوا إليه أن يقيم سداً بينهم وبين جيرانهم ، يفصل بلادهم ويحول دون عدوانهم ، إذ كان يأجوج ومأجوج قوماً قد ركب الشر في نفوسهم ، والنصح محال أن ينفعهم .
  • بناء سد يفصل يأجوج ومأجوج في قصة ذو القرنين 


  • اشرط القوم على أنفسهم مالآ وخراجآ يدفعونه إلى ذو القرنين ، وأموالاً يضعونها بين يديه ، فيما لو خلصهم من يأجوج ومأجوج :( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا )[ الكهف : 94 ] .
  • لكن ذا القرنين أجابهم إلى سؤالهم ، ورد عطاءهم ، وقال لهم : ( مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ )
  • ثم طلب إليهم أن يعينوه على ما يفعل ، ويساعدوه على ما يصنع :( فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا )[ الكهف : 95 ] .
  • فحشدوا له الحديد والنحاس ، والخشب والفحم ، فوضع بين الجبلين قطع الحديد ، وحاطهم بالفحم والخشب ، ثم أوقد النار ، وأفرغ عليه ذائب النحاس ، واستوى كل ذلك بين الجبلين سداً منيعاً قائماً ، ما استطاعت يأجوج ومأجوج أن تظهره لملاسته ، أو تنقبه لمتانته ، وأراح الله منهم شعباً كان يشكو من أذاهم ، ويألم من عدوانهم :( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )[ الكهف : 97 ] .
  •  أما ذو القرنين فإنه رأى السد منيعاً حصيناً هتف في قرارة نفسه قائلاً : ( هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا )[ الكهف : 98 ] . 
  • هذه كانت قصة ذو القرنين صاحب الهمة والقوة ، قد سافر بكل حدود الأرض ، وأنقذ أقوامآ كثيرة ، وحمل همل الناس.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.