قصة إسماعيل ذبيح الله عليه السلام

قصة إسماعيل ذبيح الله عليه السلام

  • هاجر إبراهيم إلى فلسطين ، ومعه زوجه سارة ، وخادمتها هاجر ، كانت سارة عقيماً لا تلد ، وكان يحزنها أن ترى بعلها الوفي يتطلع إلى النسل وقد أصبحت هي على حال لا يرجى فيها الولد ، فقد بلغت من الكبر عتياً ، فأشارت على زوجها أن يدخل بأمتها هاجر ، علها تنجب ولداً، فانصاع لرأيها فأنجبت غلاماً زكياً ، هو إسماعيل ، فانتعشت نفس إبراهيم ..
  • سنتحدث في هذا المقال عن قصة سيدنا اسماعيل عليه السلام .
  • - إقصاء هاجر وابنها من قبل سارة في قصة إسماعيل ذبيح الله :


  • دبت الغيرة إلى قلب سارة ، فقررت إقصاء الطفل وأمه عن دارها ، فتمنت على زوجها أن يذهب بهاجر وطفلها إلى أقصى الأماكن ، وكأن الله أوحى إليه للاذعان لقرار زوجته ، فاصطحب الغلام وأمه ، وسار ترشده إرادة الله ، حتى وقف عند مكان البيت ، فأنزل هاجر وطفلها في هذا المكان ، وهما ضعيفان لا يملكان شيئاً ، سوى قليل من الطعام والسقاء ، وإيمان بالله يعمر قلبهما ، واستودعهما في هذا المكان ، وقفل راجعاً ، فتبعته أم إسماعيل وقالت : 
  • " يا إبراهيم إلى أين تذهب ؟ ولمن تتركنا بهذا الوادي الموحش المقفر ! " .
  • ولكنه لم يستمع إلى قولها ، بل أبان لها أن ذلك أمر الله ، فلما علمت بذلك استسلمت لأمر الله ، وقالت : 
  • " لن يضيعنا " .
  • أما إبراهيم كان يختنق بالعبرات ، ولكن في مقامه من النبوة لابد أن يصبر على البلاء ، ويستسلم للقضاء ، يدعو الله أن يكلأه بعنايته ، ويقول : ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) [ إبراهيم : 37 ] .
  • - تفجر نبع زمزم في قصة إسماعيل ذبيح الله :


  • نفذ الماء من هاجر ، ولم يلبث أن جف ضرعها ، وأصبحت لا تجد لبناً تُرضعه الطفل ، فبكى وانتحب ، فتركته مكانه ، وسارت هائمة على وجهها ، تعدو وتهرول ، وأخذت تبحث عن الماء ، حتى قرعت صفاة الصفا ، وسعت نحو سراب حسبته ماء عند المروة ، حتى إذا جاءته لم تجده شيئاً ، ثم كرت راجعة إلى هدفها الأول ، ورجعت ثانية إلى غرضها الثاني ، وهكذا سعت سعي المجهود سبعة أشواط ، والطفل يصبح ويصخب ، يقطع بصوته نياط قلبها ، إنه الآن يفحص الأرض برجليه ، وهذا هو ذا يضرب ويضرب ، فإذا الماء قد انبجس من تحت قدميه ، وفار من قرع رجليها ، هذه العين هي زمزم ولا زالت قائمة يزدحم حولها الحجيج ، ويستبق الناس إلى حوضها .
  • - إسماعيل الذبيح في قصة إسماعيل ذبيح الله :


  • لم ينس إبراهيم ابنه ، بل كان يفد إليه ليطمئن على حاله ، فلما شب ، رأى إبراهيم في نومه أنه يؤمر بذبح ولده - ورؤيا الأنبياء حق وأحلامهم صدق ـ ، إن إبراهيم الآن هو شيخ هرم ، وأحنته السنون ، قد كان طول حياته يأمل الولد ، واليوم يؤمر بذبحه !
  • إن هذه لمحنة تنوء بها الجبال الراسيات ، فاستجاب لربه ، وامتثل لأمره ، وسارع إلى طاعته ، وارتحل حتى لقي ابنه ، فأخبر ولده بتلك الرغبة :( قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ ) [ الصافات : 102 ] .
  • فأسرع إلى الإجابة فقال : ( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) [ الصافات : 102 ] .
  • وقال : " يا أبت ، اشدد وثاقي ، وأحكم رباطي حتى لا أضطرب ، واكشف عني ثيابي ، حتى لا ينتضح عليها شيء من دمي ، فينقص أجري ، وتراه أمي ، فيشتد حزنها ، واشحذ شفرتك ، وأسرع إمرارها على حلقي ليكون أهون علي ، فإن الموت شديد ، ووقعه أليم ، واقرأ على أمي السلام ، وإن أردت أن ترد قميصي عليها فافعل ، فإن ذلك فيه تسرية لهمها وسلوة لها في مصابها، وتعود إليه حين تبحث حولها فلا تجدني ، وتفتش عني فلا تراني . 
  • قال إبراهيم : " نعم العون أنت يابني على أمر الله ! "
  • وأمسك السكين ووضعهت على حلقه ، وأمرها فوق عنقه ، ولكنها لم تقطع ، لأن قدرة الله قد ثلمت حدها ، فقال إسماعيل :"يا أبت ، كبني على وجهي ، فإنك إذا نظرت إلي أدركتك رحمة بي تحول بينك وبين أمر الله " 
  • ثم وضع السكين على قفاه ، فلم تمض الشفرة ، ونودي : (وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ * كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) [ الصافات : 112 ] .
  • - بناء الكعبة في قصة إسماعيل ذبيح الله :


  • سار ابراهيم وإسماعيل إلى المكان يحذوهما الرجاء ، وصارا بالمعاول يحفران ، ويرفعان قواعد بيت الرحمن ، وهما يسألان الله ويقولان : ( إِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) [ البقرة : 128 ] .
  •  ثم جعل إسماعيل يأتي بالحجارة ، وإبراهيم يبني ، وعثر إسماعيل على الحجر الأسود ، فقدمه إلى أبيه ، فقام إبراهيم عليه ، وصار يبني ، وإسماعيل يناوله . وكلما كملت ناحية انتقل إلى أخرى ، وكلما فرغ من جدار سار إلى آخر .
  • هكذا تم بناء البيت الذي جعله الله مثابة للناس ، تشتاق إليه أرواحهم ، وتحن إليه أفئدتهم استجابة لدعاء إبراهيم إذ قال : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) [ إبراهيم : 37 ] .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.