بطل القادسية ومطفئ نيران فارس سعد بن أبي وقاص

بطل القادسية ومطفئ نيران فارس سعد بن أبي وقاص

  • بطل القادسية ومطفئ نيران فارس سعد بن ابي وقاص
  • بطل مقالنا عن شاب عانق الإسلام وهو ابن سبع عشرة سنة ، وكان إسلامه مبكراً ، و يتحدث عن نفسه فيقول : " لقد أتى علي يوم .. وإني لثلث الإسلام " يعني أنه كان ثالث أول ثلاثة سارعوا إلى الإسلام...
  • - نسبه :


  • سعد بن أبي وقاص ، جده يكون وهيب بن مناف عم السيدة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
  • - إسلامه :


  • كما ذكرنا سابقاً فقد أسلم وعمره سبع عشرة سنة ، وعندما علمت والدته بأنه أسلم ، أعلنت صومها عن الطعام والشراب ، حتى يعود سعد إلى دين آبائه وقومه ، وواصلت في إضرابها ، حتى أشرفت على الهلاك ، وكل ذلك وسعد لا يبالي ، لا يبيع إيمانه ودينه بشيء، حتى لو كانت حياة أمه ، و حين كانت تشرف على الموت ، أخذه بعض أهله إليها يلقي عليها نظرة وداع ، مؤملين يرق قلبه حين يراها في سكرة الموت ...
  • وذهب سعد ورأى مشهداً يذيب الصخر ، لكن إيمانه بالله وبرسوله ، كان قد تفوق على كل صخر ، فاقترب وجهه من وجه أمه ، وصاح لتسمعه : 
  • ( تعلمين والله يا أماه لو كانت لك مئة نفس ، فخرجت نفساً نفساً ، ما تركت ديني هذا لشيء ، فكلي إن شئتي أو لا تأكلي ) ...
  • وعدلت أمه عن عزمها ، وعندها نزل الوحي يحيي موقف سعد فيقول الله تعالى : 
  • " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما "
  • _ في الأيام الأولى التي بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث فيها عن الله ، وعن الدين الجديد ، وقبل أن يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم من دار الأرقم ملاذاً له ، ولأصحابه ، الذين بدؤوا يؤمنون به ، كان سعد بن أبي وقاص ، قد مد يمينه إلى الرسول مبايعآ ..
  • - مزاياه التي يتباها فيها ويفتخر :


  • لقد تغني بكثير من مزايا واكثرها شيئين عظيمين هما
  • أولاً_ أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله ، و أول من رمى أيضاً .
  • ثانياً_ أنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه ، فقال له يوم أحد : " ارم سعد فداك أبي وأمي " .
  • كان دائماً يتغنى بهاتين النعمتين ، ويلهج بشكر الله عليهما ، فيقول : ( والله إني لأول رجل من العرب من رمى بسهم في سبيل الله ) ..
  •  ويقول علي بن أبي طالب : ما سمعت رسول الله عليه الصلاه والسلام يفدي أحد بأبويه إلا سعد ..
  • - صفاته :


  • عرف سعد بصفات عديدة شهدها من عرفه وهي :
  • الشجاعة _ الصدق _ عمق الاخلاص _ اليقين الصلب _ شدة البكاء _ صلابة الايمان .
  • - دعوته المستجابة :


  • يعد سعد من أشجع فرسان العرب ، وكان له سلاحان هما الرمح والدعاء ، فإذا رمى في الحرب عدواً أصابه ، وإذا دعا الله دعاء أجابه ، وكان أصحابه يردون ذلك إلى دعاء رسول الله ، فذات يوم عندما رأى الرسول منه مايقر عينيه ، دعا له بدعوة قال فيها : 
  • ( اللهم سدد رميه ، وأجب دعوته ) .
  • وهكذا عرف بين أصحابه بأن دعوته مستجابة .
  • - قيادته لحرب القادسية :


  • استشار عمر بن الخطاب جميع المسلمين ، يأخذ رأيهم لاختيار قائد للمسلمين ، وإمارة العراق ، وقيادة الجيش لمواجهه الفرس .. 
  • فصاح عبد الرحمن بن عوف : الأسد في براثنه .. سعد بن مالك الزهري ..
  • أيد المسلمون هذا الإختيار وأرسل أمير المؤمنين إلى سعد بن أبي وقاص لولاية إمارة العراق ، وقيادة الجيش .
  • ويرسل سعد وفداً إلى رستم قائد الفرس ، يدعونه إلى الله ، وإلى الإسلام ، ولما عاد الوفد يخبروه أنها الحرب ، تمتلئ عيني سعد بالدموع ..
  • ووقف في جيشه خطيباً ، يستهل خطابه بالآية الكريمة : " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون "...
  •  وبعد فراغه من خطبته ، صلى بالجيش صلاة الظهر ، ثم استقبل الجنازة مكبرآ أربعآ .. الله أكبر..
  • و بالرغم من مرضه صعد متحاملآ آلامه ، واتخذ من داره مركز القيادة ، وبدأ الهجوم ، وتهاوت جنود الفرس كالذباب المترنح ، وتهاوت معهم الوثنية ، وعبادة النار فانتصر سعد وجنوده .
  • - موقفه من الفتن :


  • تجيء الفتنة الكبرى ، فيعتزلها سعد وأمر أهله وأولاده أن لا ينقل إليه شيء من أخبارها ..
  • وذات يوم يذهب إليه ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، ويقول له : ( يا عم ها هنا مئه ألف سيف يرونك أحق الناس بهذا الأمر ) ..
  •  فيجيبه سعد : 
  • ( أريد من مئة ألف سيف .. سيف واحداً ، إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئاً ، وإذا ضربت به الكافر قطع ) .. فتركه في عزلته وسلامه ..
  • وحين انتهى الأمر لمعاوية ، واستقرت بيده مقاليد الحكم ، سأل سعد :
  • مالك لم تقاتل معنا ؟؟
  •  فأجابه : إني مررت بريح مظلمة ، فقلت : أخ .. أخ ، وأنخت راحلتي حتى انجلت عني ..
  • فقال معاوية : ليس في كتاب الله أخ.. أخ ، ولكن قال تعالى : 
  • وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما .... إلى آخر الآية ..
  • وأنت لم تكن مع الباغية على العادلة ، ولا مع العادلة على الباغية ..
  •  فأجابه سعد : ما كنت لأقاتل رجلاً قال له رسول أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي .
  • - وفاته :


  • جاوز السعد سنه الثمانين ، وكان في داره بالعقيق ، يتهيأ للقاء الله ، وكان أيام العام الرابع والخمسين للهجرة ، ويروي لنا ولده لحظاته الأخيرة ، فيقول : 
  • ( كان رأس أبي في حجري ، وهو يقضي ، فبكيت ، فقال : ما يبكيك يا بني ؟؟ إن الله لا يعذبني أبدآ ، وإني من أهل الجنة ، بشره الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك ...
  • حمل جثمان سعد فوق أعناق الرجال ، ياخذ مكانه في سلام إلى جوار أرواح المسلمين الطاهرة ، الذين سبقوه إلى الله ...
  • إنه بطل القادسية .. وفاتح المدائن .. مطفئ نار العبودية في بلاد فارس .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.