مثال على مراحل صنع الصوف والنسيج

مثال على مراحل صنع الصوف والنسيج

  • - بسم الله الرحمن الرحيم
  • - (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ) (80) سورة النحل.
  • - أسبغ الله علينا نعمآ كثيرة ، ظاهرة وباطنة، من مأكل ومشرب وملبس، وأخرى لاتعد ولاتحصى، وذلل جميع الكائنات لخدمة الإنسان ، فجعل منها مايستفاد من لحومها وجلودها وأصوافها وأشعارها..
  • - مقال اليوم نتحدث فيه عن نعمة الصوف، وطريقة استخراجه من الحيوانات وطرائق صناعته..
  • - بداية الصوف هو : عبارة عن ألياف حيوانية تمثل الطبقة الواقية للثدييات الشعرية مثل الأغنام، والماعز والإبل...
  • - وقد استخدم الإنسان منذ القدم الصوف ليكسو نفسه، حيث صنع منه نسيجاً استخدمه في صناعة الملابس، كما صنع من الصوف السجاد والبطاطين وغيرها من المنتجات..
  • - بدايات ظهور الصوف:

  • -  يعتقد بعض العلماء أن استخدام الصوف جاء من تحدي البقاء على قيد الحياة، حيث استخدم كوسيلة حماية ودفء...
  • -  كانت تستخدم في العصر الحجري كملابس يرتديها البشر، وسرعان ما بدأوا في تطوير العمليات الأساسية والأدوات لصنع الصوف، وتم التعرف على صوف الأغنام وازدهرت حينها تجارة الصوف حيث أصبح الإنجليز بارعين في تربية الأغنام، وبدأ البريطانيون في بيع صوفهم إلى الفلمنكيين. 
  • - ميزات المنسوجات الصوفية:

  • 1_تحافظ المنسوجات الصوفية على رونقها وجمالها.
  • 2_تقاوم الانكماش .
  • 3_سهلة التنظيف .
  • 4_قادرة على امتصاص الرطوبة .
  • 5_الصوف عازل للحرارة والبرودة.
  • - جميع هذه الصفات جعلت منه الخيار الأفضل لصناعة السترات، والمعاطف، والجوارب، والقفازات وغيرها.
  • - استخدامات الصوف:

  • -  يعد الصوف من ألياف الملابس الرئيسية الأكثر قابلية للتدوير وإعادة الاستخدام، حيث يمكن :
  • 1_تحويله إلى ملابس، وتنجيده .
  • 2_ صناعة المنتجات المقاومة للحرارة الشديدة .
  • 3_ يمكن استخدام الصوف في العديد من أمور العزل الحراري، والصوتي .
  • 4_ وفي صناعة وسائد خاصة لامتصاص النفط في حال تسربه .
  • 5_ تقلل الألياف الطبيعية مثل الألياف الصوفية من التلوث البيئي الحاصل من صناعة النسيج في مراحل التخلص، حيث إن الألياف الطبيعية كالصوف تتحلل في الظروف الرطبة الدافئة، مثلاً يمكن للصوف أن يتحلل داخل التربة بسبب عمل الفطريات والبكتيريا لتكوين العناصر اللازمة لنمو الكائنات الحية، مثل: الكبريت، والنيتروجين...
  • - وتعد هذه العملية جزءاً من دورات الكربون ودورات التغذية التي تحدث في الطبيعة.
  • - كيفيّة صنع الصوف :

  • أولاً_ إنماؤه : ويكون ذلك بتربية المواشي التي يؤخذ الصوف منها، مثل: الجمال، والماعز، والأغنام .
  • ثانياً_ وبتوفر مصدر الصوف يمكن البدء بصنعه عن طريق الجز :
  •  تتم عملية الجز أو القص مرة واحدة كل عام، وعادة ما تكون في فصل الربيع أو في بداية فصل الصيف، وفي بعض الدول قد يحصل الجز مرتين كل عام، والصوف الذي ينتُج من الجز هو الصوف الخام، أو الصوف الشحمي ويستخدِم معظم جزازي الأغنام آلات جز كهربائية وهناك أيضاً العديد من الجزازين يجزون الأغنام باستعمال أيديهم بدلاً من الآلات، يمكن للواحد منهم جز ما يقارب 200 رأس من الأغنام بشكل يومي، ويُجز الصوف كقطعة واحدة عادة ومن ثم تُصنف الجزة إلى أجزاء تبعاً للمنطقة المأخوذة منها، فعلى سبيل المثال يُعتبر الصوف الذي يُغطي جوانب الأغنام وأكتافها هو أفضل أنواع الصوف، أما الصوف المأخوذ من أسفل الساقين فيعتبر أقل جودة..
  • ثالثاً_ التنظيف والفرز أو التصنيف : يُصنف الصوف وفقاً لطول الألياف ونعومتها، حيث يختلف طول الألياف تبعاً لنوع المواشي التي أُخذ الصوف منها ومصدرها .
  •  يحتوي الصوف الخام على العديد من الأوساخ والرمال والزيوت والعرق الجاف الذي ينتج عن أجساد الأغنام، ويجب تنظيفه جيداً قبل نسجه وغزله، وفي التنظيف يُوضع الصوف في حمامات قلوية خاصة تحتوي على مزيج من الماء والصابون والصودا أو أي مادة قلوية مماثلة لها، وبعد انتهاء التنظيف تعصر البكرات الخاصة بآلات التنظيف الماء الزائد من الصوف، والجدير بالذكر أنه لا يتم تجفيف الصوف تماماً بعد تنظيفه، حيث يُعالَج بالزيت لإعطائه المرونة للتعامل معه بسهولة، وينتج عن تنظيف الصوف منتجات ثانوية مثل مادة اللانولين المستخرجة من زيوت الصوف بعد إزالتها والتي تُستخدم في العديد من المنتجات الأخرى مثل مُطريَّات اليدين وبعض من مواد التجميل الأخرى.
  • بعد تنظيف الصوف يجب تمشيطه حيث يمرَّر الصوف خلال سلسلة من الأسنان أو الأسلاك المعدنية الرفيعة، وتفك الأسنان أو الأسلاك التجاعيد والتشابكات الموجودة في الألياف الصوفية، وتُزيل الألياف القصيرة وتُبقي الألياف الطويلة التي يتم ترتيبها على هيئة شريط مُسطّح يُسمى النسيج، والذي يُحوَّل فيما بعد إلى خيوط رفيعة تُسمى بالشلة أو الفضة، وتُزيل عملية التمشيط أي أوساخ أخرى عالقة لم تُزَل خلال عملية التنظيف، مثل: البذور، وأوراق الأشجار، والأغصان الصغيرة.
  • رابعاً_ الغزل : تختلف صناعة الخيوط بعد التمشيط وفقاً لطول الألياف، فالألياف الممشطة تُستخدم في صناعة الغزل الصوفي، في حين تُستخدم الألياف الممشطة الفرنسية في صناعة الغزل الجوخي، وبعد تمشيط الألياف تُشد الشلة وتُلوى لتصبح خيوطها أرفع وتُسمى بالسحب الفتلي أو السلك، حيث تلوي آلات الغزل السلك على شكل غزل، ويكون الغزل الصوفي منفوشاً ومزغباً، في حين أن الغزل الجوخي يكون ناعماً وذا ألياف متوازية وجيدة الالتواء،ومن المعلوم أن آلات الغزل الصوفي تختلف عن آلات الغزل الجوخي، فالغزل الصوفي يتم باستخدام آلة النول، في حين أن الغزل الجوخي يتم باستخدام عدد من آلات الغزل الأخرى.
  • والجدير بالذكر أن الخيط المُستخدم في عملية الغزل كمادة خام هو خيط ناتج عن عملية تُسمى السحب.
  • خامساً_ عملية صناعة النسيج التي تتضمن عمليات التشطيب وإنهاء النسيج :
  • ينسج خيط الصوف من خيطين أو ثلاثة أو أربعة يتم جدلها مع بعضها البعض، ويسهل جدلها وتماسكها لأن الألياف الصوفية تتماسك بطبيعتها، وبعد انتهاء النسج يُلف الخيط الناتج على بكرات أو مخاريط.
  • - صناعة النسيج :

  • -  في عملية النسيج تُستخدم طريقتان أساسيتان، وهما :

  • 1_ النسيج العادي أو البسيط .
  • 2_ النسيج القطني الطويل .
  • -  أما الغزل الصوفي فيتم إنتاجه باستخدام النسيج العادي، ونادراً ما يُستخدم في الغزل الصوفي الطريقة الأخرى، ويكون النسيج الناتج ناعماً وليناً وعديم اللمعان أو بلمعان خفيف جداً.
  • - ويُستخدم الغزل الصوفي في صناعة الأقمشة التي تُصنع منها القمصان، وفي الغزل اليدوي، ومنسوجات الملتون.
  • -  أما الغزل الجوخي فهو أكثر نعومةً وإحكاماً وترتيباً ويُنسَج باستخدام طريقة النسيج القطني، وهو مُكلف أكثر من النسيج الصوفي العادي.
  • - أما غزل الجوخ فيستخدم في الأقمشة العريضة وصناعة الكريب، وفي الشال، والشاركتسين المخططة والعريضة .
  • - ويمكن استخدام الغزل الناتج أيضاً في صناعة السجاد إذا كان خشناً، أو في صناعة الملابس إذا كان ناعماً، ويكون استعماله في التصنيع تبعاً لنوع الخيوط الخام،
  • - صباغة النسيج :

  • - إما أن تكون قبل الغزل وتُسمى : صباغة القمة أو صباغة التجهيز..
  • - وإما أن تكون بعد الغزل وتسمى : صباغة الخيوط، أو صباغة الخصلة..
  • - وإما أن تكون بعد صناعة النسيج المطلوب وتكون عندئذٍ صباغة الجزء، وتُستخدم هذه الصباغة للمنسوجات ذات الألوان الثابتة، أما صباغة التجهيز وصباغة الخيوط فعادة ما تكون للأنسجة المزخرفة.
  • - تمر المنسوجات الصوفية بلمسات أخيرة لإكسابها الملمس والشكل المطلوبين، فبعض المنسوجات الصوفية تُنقَع بالماء وتُمرَّر خلال دلافين، وهذه العملية تُكسب القماش قوة إضافية وتساعد على تلبده وتشابكه..
  • - أما المنسوجات الجوخية فتتعرض إلى مرحلة التشبُّع، وفيها يوضع النسيج في ماء مغلي ثم في ماء بارد، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة قوته، وبعد اللمسات الأخيرة يُحوَّل النسيج إلى المنتجات والأقمشة المختلفة، وهناك بعض المنسوجات تتقلص عند تنظيفها تنظيفاً جافاً، ولتفادي ذلك يقوم بعض من صناع الصوف بتقليص النسيج بشكل مُسبق بالقيام بعمليات خاصة بالتقليص
  • - في وقتنا هذا، الصوف هو صناعة عالمية حيث تعمل جميع الدول العظمى كالولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا كموردين أساسيين للصوف الخام، يمثل الصوف الأسترالي ما يقارب من ربع الإنتاج العالمي. 
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.