النظرية الحيوانية

النظرية الحيوانية

  • - إن النظرية الحيوية تنطوي على مزج أل ( الأنا ) الأخلاقية المسؤولة بال ( الأنا ) العضوية الحيوية أي إقامة موازاة بين عمل عضوي کالهضم وبين عمل إرادي كالتوقيع على عقد وكل ذلك بغية حصر الفارق الرئيسي بين العضوي والأخلاقي ، العضوي عمل يتصل بجزء من العضوية والأخلاقي يتصل بالعضوية كلها بما فيها المراكز العصبية .
  • - والجدير بالذكر الإشارة إلى أن النزعات الحيوية تختلف اختلافا كبيرة فيما بينها فيرى بعضها ضرورة بناء الأخلاق على أساس تقنية تربوية هي فن تربية الجنين .
  • - ويرى بعضها الآخر أن الأخلاق تبني على أساس حفظ الصحة
  • - وترى نظرية ثالثة أن الأخلاق تبني على أساس من التدريب ونزعة رابعة ترى ضرورة بناء الأخلاق على أساس الطب . النظرية الحيوية بشكل عام تود أن توازي بين الخير والصحة والشر والمرض .
  • - النزعة الأولى :
  • - في البداية نرى أن العالم الأمريكي " لوب " يسعى إلى بناء الأخلاق على علم الحياة العام ويذكر في كتابه المسمى ( المفهوم الآلي للحياة ) إن غرائزنا هي جذور أخلاقنا وإن هذه الغرائز وراثية ( شأن شكل الجسم وصورته تماما )
  • - ثم يضيف : قد يتفق أن يصاب بعض الأفراد بتشويه يفقدهم غريزة مرغوب بها فيفقدها أحفادهم وينحدر المستوى الأخلاقي العام ، وهذا شبيه بما يحدث عندما تتشوه بعض الحيوانات فتفقد صباغها ويصبح هذا التشويه وراثية يستمر لدى الأحفاد .
  • - النزعة الثانية :
  • - تستند إلى دراسة موضوعية على الطريقة السلوكية ، ومن القائلين بها الأستاذ بول غيوم " في كتابه ( علم نفسية الحيوان ) ، وعنده أن تطبيق الطرائق الموضوعية على دراسة سلوك الحيوان يقود إلى حل مسألة السلوك الإنساني رغم تعقد السلوك .
  • - وهو يرى أن قضية الوجدان لا تنكر ولا تطرد من ميدان البحث ، ويعلن أن الأخلاق والحرية تتحرران من الواقع وتعلوان عليه ، فالخيال البشري قادر في نهاية تطوره من على التحرر من الواقع ليصبح وسيلة عليا للسيطرة على هذا الواقع عينه .
  • - إن الوجدان الأخلاقي يرجح بعض العلاقات ثم ينتقي بعض هذه العلاقات بالقياس إلى قيمة أخرى وهذا نوع من استقلال الأنا وتحررها من شروط العضوية ولكنه يظل -أي التحرر - في الوقت ذاته بمثابة تضخم عضوي .
  • النزعة الثالثة :
  • - وهي التي تعتبر الأخلاق استطالة مباشرة لفن العلاج الطبي وقد أعتنقها أطباء كثر منهم الدكتور " لومونييه في بحوث ودراسات أشهرها مقال بعنوان ( فن الشفاء من الخطيئات الكبرى ) وقد ذهب إلى أن عيوبنا وأهوائنا تصدر عن اضطرابات موقوتة قد تدوم زمنا يقصر أو يطول ولكنها زائلة وعنده أي عضويته ولما كانت الشروط العضوية التي تحدث الهيجانات شروطأ لا إرادية.
  • - فإن الهيجانات بمثابة أساس أخلاقنا وقاعدة وجداننا ومن هنا نفهم إخفاق التعليم الأخلاقي بصورة عامة وندرك عقم أساليب العلاج النفسي كالإيحاء والتلقين والعزلة وبالتالي إن العلاج الصحي الناجح يجب أن يكون علاجأ طبية دقيقة .
  • - مثلاً: الشراهة تنتج عن أمراض الشرايين وفرط إفراز المعدة، وعليها أن تعالج الشراهة بأدوية كثيرة وكثيفة مشبعة وهذه الأدوية تخفف غزارة الإفرازات وتفيد في تقنين الغذاء وإن الخطيئات الكبرى لتعالج على هذه الطريقة المناقشة إن هؤلاء الباحثين جميعا يودون بناء الأخلاق على العلم علم الإنسان عامة وعلم الحياة خاصة ولو قبلنا وجهة نظرهم هذه التي تفترض أن الطبيعة بما فيها الطبيعة العضوية وهي التي تحدد الوجدان لوجب الاعتراف بأن الوجدان الذي يخضع للطبيعة وللطبيعة العضوية.
  • - لا يمكن أن يتصف بصفة الإرادة لأنه عاجز عن أن يختار من جهة ولأن الحلول التي تفرضها الطبيعة العضوية ترجع كلها إلى حل واحد هو الحل الذي يعود على الجسد بالنفع ومثل هذا الحل بعيدا عن دنيا الوجدان لأنه يتحدث عن ماهو وعن ما تستلزم العضوية في الواقع وإن هذه الفرضية بأسرها غريبة عن الاعتبار الأخلاقي الصحيح .
  • - إن الأخلاق تبدأ عندما لا تكفي الوقائع العضوية وإن الإنسان الأخلاقي يضيف إلى الكائن الحيوي اعتبارات لا تقدر ( الفيزيولوجيا ) على التنبؤ بها .
  • - ولئن جنح الطبيب إلى حمل المريض على الاعتراف بأن النهم شر وعيب صفته كطبيب وأصبح يلبس لباس الموجه الأخلاقي ، والواقع أن الأخلاق تقلب الآية وتتخذ العلماء والأطباء حلفاء ولكن هذا التحالف لا يقوم على إلحاق الأخلاق بالعلم كما يود الوضعيون بل يقوم على العكس بإلحاق العلماء والأطباء بالأخلاق .
  • - ورُبَ سائل يسأل : إذا كان ذلك كذلك فلم هذا الإنتشار للنظرية الوضعية وهذا الذيوع ؟
  • - وللإجابة نقول : إن سر هذا الذيوع يرجع إلى مجرد الإيمان بقيمة العلم ، والأمر الثاني يكمن في الفكر الإنساني فهو محدد وعاجز عن إدراك أصالة الحوادث إدراكاً تامة تاريخية لذا فإنه يستسهل ذلك فيستبدل بالمعرفة الأصلية معرفة أدنى أي معرفة علمية وضعية إن الأنا لا تقف موقف المشاهد المراقب حيال العالم الموضوعي إن الوضعيون ينسفون معنى الوجدان ويشوهون حقيقته .
  • - وإن هؤلاء تناسوا الموقف الأخلاقي حبا في تأييد الموقف العلمي لقد فات هؤلاء إن الإنسان يتساءل دائما : ماذا يجب أن أفعل ؛ ولا يتساءل في نفسه قائلا : ماذا سأصبح ؟
  • - إنه ينتقل بدون وعي من الموقف العلمي إلى الموقف الأخلاقي أي من موقف الوجود إلى موقف الوجوب مثل الانتقال يقذفه إلى دنيا الوجدان .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.