النظرية الاجتماعية

النظرية الاجتماعية

  • - لماذا تنطوي النظرية الإجتماعية بوجه من وجوه الإعتبار تحت راية المذهب التجريبي؟
  • - لأنها تقرر أن كل فرد يتلقى من بيئته الإجتماعية من الوسط الذي ولد فيه العناصر الرئيسية اللوجدان ، وبأخذها من العادات والأمثال والتقاليد والأعراف وأنماط الثواب والعقاب.
  • - جاء أوغست كونت زعيم المذهب الوضعي الذي حدد هدف علم الإجتماع وحط من قيمة الفرد من حيث هو فرد فإعتبره تجريد ، لا يكاد يوجد إذا سلخ عن البيئة والمجتمع .
  • - وإنتهى إلى وضع نظرية إجتماعية خالصة لتفسير الوجدان ، صاغ أصولها من بعده دورکهایم وعرضها عرضة متماسكة في مختلف كتبه ولا سيما في كتاب(قواعد الطريقة الإجتماعية)
  • - حيث بين أن الحادث الإجتماعي يتصف بصفات عامة تقرب بينه وبين الحادث الأخلاقي ، وبيان ذلك أن الحادث الإجتماعي ( تصور جمعي ) .
  • - هذا التصور واقع خارجي مفروض على الأفراد بالضرورة ، فقواعد الأدب وأصول اللياقة وأشكال واقع خارجي مفروض على الأفراد بالضرورة .
  • - قواعد الأدب وأصول اللياقة ومجموعة من القواعد التي تنظم علاقات الأفراد بصورة مستقلة عن أمزجتهم ومزاياهم ، وليس في وسع الناس أن يتفاهموا إذا لم يخضعوا القواعد اللغة ومصطلحاتها ، وإنهم لا يقدرون في الواقع أن يبتعدوا عن مراعاة القواعد .
  • - وإن الخروج عن هذه التصورات الجمعية ومخالفة القواعد تعرض الإنسان لأنواع من العقاب فثمة عتب الرأي العام وثمة عقاب السجن وعقاب النفي وعقاب الطرد الديني الأخلاقية تربية الوجدان ينبغي أن تكون عقلية محضة .
  • - فإنه لا يعني بذلك أن تخلو هذه التربية من تحريك العاطفة نحو الفعل الأخلاقي بل يريد على العكس أن يصون الوجدان والمقاطعة الأخلاقية وهذه الأنواع كلها تعرب عن أمر واحد وهو أن المجتمع يجازي من يتمرد عليه ، ومن هنا تتصف الحوادث الاجتماعية بأنها خارجية .
  • - إن من شأن التصورات الجمعية أنها تؤلف وجدان اجتماعيا حقيقيا ينساب داخل الضمائر الفردية ، وإن أوامر المجتمع تفرض علينا من داخلنا مايجب أن نفكر فيه أوما ينبغي أن نصنعه وإذا تقاعسنا عن ذلك شعرنا بوخز الضمير وتأنيب الوجدان وهذا يدل على سلطتها .
  • - لابد للمرء من تنقية نفسه من كل ما يجعله غريبة عن المجتمع الذي يعيش فيه وبهذه التنقية تتحرر ال " أنا " من نزوات الهوى وما الأمر المرضي أو الشاذ في علم الإجتماع سوی عادات زائدة وإنحرافات ورواسب تمثل في أوضاع إجتماعية تبقى موجودة ومستمرة فهذا الترسب الاجتماعي مصدر الخلل وينبوع الاضطراب .
  • - المجتمع في نظر دوركهايم:
  • - أصل القيم كافة ومنها القيمة الأخلاقية والحادث الأخلاقي يزيد على الحادث الاجتماعي بصفة يستمدها من المجتمع وينفرد بها وهي ( صفة القداسة ) ، وهذه الصفة تضاف إلى الحادث الاجتماعي فيصبح حادثة أخلاقية بعد أن كان حادثة اجتماعية وحسب .
  • - وأهم ما يتصف به الحادث الاجتماعي (صفة الإستقلالية ) أي أنه مستقل عن الأفراد من جهة وصفة أنه مفروض عليهم تؤيد المكافأة والعقاب .
  • - ويتصف أيضا الحادث الاجتماعي ( بصفة الإلزام المحبب ) وإذا أضيفت هذه الصفة إليه أصبح حادثة أخلاقية لأن أوامر الأخلاق لأن أوامر الأخلاق تجذب الإنسان وتجعله يتصور مثلا أعلى يرغب في تحقيقه طوعاً واختياراً .
  • - والجدير بالملاحظة أن دوركهايم لا يذيب القوى الانفعالية ولا يهمل تأثيرها في النفس بل يرى انها حافزا قوية وشاهدا مهما يدعوا إلى بذل الطاقة الكامنة في باطن الوجدان .
  • - ويضيف دوركهايم بأن من واجب المجتمع أن يأسر قوى التدين التي تتجه نحو الله فيوجهها لمايؤيد قبول الأفراد للغايات الاجتماعية المثلى ، ولئن أعلن أن التربيةالأخلاقية تربية وجدانية ينبغي أن تكون عقلية محضة فإنه لايعني بذلك أن تخلو هذه التربية من تحريك العاطفة نحو الفعل الأخلاقي بل يريد على العكس أن يصون من خطر النزوع الإبداعي والعاطفة الرومانتيكية التي تؤدي إلى الفوضوية حين تبتغي اللانهائي .
  • لذا يطلب أن يتعلق الوجدان بالمجتمع تعلقأ مطلقا أويحبه حبا جما ، وبالتالي ليس للأنا الفرية شيء آخر سوى قياسها بوظيفة رسول اجتماعي ، ويری دوركهايم بأنه إذا كان من الضروري دعم الأمر الأخلاقي بشيء من الأشياء أو كائن من الكائنات فإن الله في نظر دوركهايم لا يقوم بذلك لأنه روح تعلو على الطبيعة من جهة وقد مضى من جهة أخرى عهد اللاهوت وعصر الميتافيزيقا .
  • - إن دوركهايم أراد أن يستعيض عن ذلك بعبادة المجتمع وذهب إلى أن المجتمع هو الينبوع المقدس للقيم كافة لأنه هو الوجدان الجمعي ويختلف عن الله بأنه لا يعلو على الواقع علوة تامة وبأنه لا شخصي فهو أي المجتمع حقيقة واقعية إنسانية .
  • المناقشة
  • -  حقاً إن الإنسان يستقي واجباته الأخلاقية من الوسط الاجتماعي الذي يحيا فيه .
  • -  ولكن هذه النظرية الاجتماعية بالغت كثيرا في دعوى إرجاع الوجدان الفردي إلى الوجدان الجمعي حيث ينادي دوركهايم بأن الوجدان حين يتكلم في نفوسنا فإن المجتمع هو الذي يتكلم .
  • - هذه النظرية تطالب بإطاعة المجتمع ، طاعة الحياة . وبالتالي كيف نطيع المجتمع اذا كان المجتمع نفسه منقسم على ذاته ؟
  • - وبالتالي كيف نطيع المجتمع ، واذا واذا كان المجتمع فيه تناقضات وأخطاء ، اذن ما الغاية ، من الثورات الاصلاح والتغيير ، اذا كان حقا المجتمع نسخة عن الفرد ، فلماذا صيحات الاحتجاج ودعوات الإصلاح والتغير ولماذا التمرد ؟
  • - إن هذه النظرية ترى ضرورة الحاق علم الأخلاق بعلم الإجتماع وإن علم الإجتماع علم وضعي يدرس الظواهر كما هي ، بينما علم الأخلاق علم قيمي معياري يحكم بما يجب أن يكون إن هذه النظرية تسلب الأنا من فاعليتها الانسانية والفاعلية الانسانية شرط للحياة الأخلاقية .
  • - إن إطاعة المجتمع هي إطاعة عمياء تضر بالنشاط الاجتماعي وتشل الإرادة الانسانية الفاعلة .
  • - التاريخ يذكر أن هناك شخصيات عظمي لعبت دورا بالتاريخ والمجتمع ، هذه الشخصيات لم ترض بالواقع وحاولت تغييره وتبديله ، هذا الأمر يجعل النظرية الاجتماعية غیر محقة.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.