أقوال أبو حيان التوحيدي

أقوال أبو حيان التوحيدي

  • - أبو حيان التوحيدي: هو فيلسوفٌ صوفي وأديبٌ بارع، وهو من أعلامِ القرنِ الرابعِ الهجري
  • - اسمه: علي بن محمد بن العباس التوحيدي، يكنى بأبي حيَّان، وهناك اختلاف في نسبتِه إلى التوحيد، فمنهم من قال إن هذا الاسم  نسبةً إلى نوعٍ من تمور العراق يطلق عليه "التوحيد" وذلك لأن والده كان يتاجر فيه، وقِيل أيضاً نسبةً إلى المعتزلةِ الذين يلقبونَ أنفسَهم بأهل العدل والتوحيد.
  • - ولد في مدينة شيراز (نيسابور) عام 310 هـ،  وكانت أغلب حياته في بغداد، عاش حياة الحرمان وشظف العيش فكانت طفولته صعبة، ثم بعد وفاة والده انتقل إلى كفالة عمه، لكن لم يجد لديه لديه الرعاية المأمولة فاتجه للكتب فعمل بمهنة الوراقة مما أكسبه ثقافته الموسوعية.
  • - وقد ظهرت ثقافته في كتبه، فبرز عالماً مثقفاً غزير العلم واسع الاطلاع، وكان على وعي بالحركة الثقافية، واتصل ببعض رموزها آنذاك، وعُرف أسلوبه بالترسل، وكانت مؤلفاته في عدة مجالات، وأشهرها كتاب الإمتاعُ والمؤانسة.
  • - ومن يبحث عنه يكتشف أن هناك جدل كبير حول شخصيته، فانقسم الناس فيه بين مادح وقادح، ويعود هذا الخلاف إلى جانب من شخصيته وإلى أفكاره التي تبناها والتي نسبت إليه في بعض الأحيان.  وأشهر من مدحه تاج الدين السبكي وياقوت الحموي، أما من اتهمه بالإلحاد والضلال الحافظ الذهبي وابن الجوزي وابن حجر العسقلاني. 
  • - توفي في شيراز عام 414 ﻫ على أرجحِ الأقوال، وذلك بعدما هدده الوزير المهبلي بالقتل بعد وشاية وصلته من خصومته.  
  • - ومن بين دفات الكتب، ومن همسات مجالسه.. صدعت أقوال مليئة بالحكمة، تنم عن عقل ومعرفة واسعة متشعبة..
  • - ومن أقواله:
  • - إن الله هو الذي وهب الإنسان العقل والعقل علة كل شيء، العقل نور والعلم نتيجة وهكذا كل علم نور.   
  • - أأَنْ غبتَ عن مولاك دمعُك سافحُ
  •    بشوقٍ وسهمٌ في فؤادك جارحُ!
  • -  كَفَى حسرةً أنَّ المسافةَ بينَنا
  •    قريبٌ وأنّي غائبٌ عنك نازحُ!
  • -  وإنْ يَكُ شخصي غابَ عنكَ فإنّني
  •     لشوقي لَغادٍ كلَّ يومٍ ورائحُ
  • -  وما زلتُ مُذْ غُيِّبْتَ عنِّي يَعودنُي.. سَقامٌ له في الجسمِ نارٌ وَقادِحُ.  
  • - من جعل نفسه شاة دق عنقه الذئب، ومن صير نفسه نخالة أكله الدجاج.
  • - فاللغة بها جاءت شريعتنا فإذا بطلت اللغة بطلت الشرعية والأحكام، والإعراب أيضا به تنصلح المعاني وتفهم، فإذا بطل الإعراب بطلت المعاني، وإذا بطلت المعاني بطل الشرع أيضا وما يبدو عليه أمر المعاملات كلها من المخاطبات والأقوال.
  • - ليس من شخص وإن كان زرياً قميئاً إلا وفيه سر كامن لا يشركه فيه أحد.
  • - شخص بالطينة، ذات بالروح، جوهر بالنفس، إله بالعقل، كل بالوحدة، واحد بالكثرة، فإن بالحس، باقٍ بالنفس، ميت بالانتقال، حيث بالاستكمال، ناقص بالحاجة، تام بالطلب، حقير بالمنظر، خطير في المخبر، لب العالم، فيه من كل شيء شيء، وله بكل شيء تعلق.
  • - زيادة المرء في دنياه نقصان.. وربحه غير محض الخير خسران.
  • - بالحاجة يقع الخضوع والتجرد، وبالاستغناء يعرض التجبر والتمرد.
  • - إن الصوت الجميل يسرقك من نفسك ويعيدك إليك، يأخذك ويردك.
  • - الإنسان لا يبقى، وإذا لم يبق الإنسان فأية فائدة فيما تبقى له، أو به؟
  • - الحكمة نسبتها فيها وأبوها نفسها وحجتها معها وإسنادها متنها لا تفتقر إلى غيرها ولا تستعين بشيء ويستعان بها.
  • - عذب حسادك بالإحسان إليهم.
  • - إذا كانت الراحة في الجهل بالشيء، كان التعب في العلم بالشيء، وكم علم لو بدا لنا لكان فيه شقاء عيشنا، وكم جهل لو ارتفع منا لكان فيه هلاكنا. 
  • - أمسيت غريب الحال، غريب النِحلة، غريب الخلق، مستأنساً بالوحشة، قانعاً بالوحدة، معتاداً للصمت، ملازماً للحيرة، محتملاً للأذى، يائساً من جميع من ترى، متوقعاً ما لابد من حلوله، فشمس العمر على شفا، وماء الحياة إلى نضوب، ونجم العيش إلى أفول.
  • - الناس أعداء ما جهلوا، ونشر الحكمة في غير أهلها يورث العداوة ويطرح الشحناء ويقدح زند الفتنة.
  • - ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.
  • - الابتسامة زكاة المروءة.
  • - متى عاون البعضُ البعضَ فقد استغنى الجميع عن الجميع، ومتى اتكل البعض على البعض فقد اضطر الجميع إلى الجميع.
  • - الإنسان الذي لا يعمل بعلمه كالشجرة المورقة لا ثمر لها.
  • - إلى متى نعبد الصنم بعد الصنم، كأننا حُمُرٌ أو نَعَم؟! إلى متى نقول بأفواهنا ما ليس في قلوبنا؟! إلى متى نستظل بشجرة تقلص عنها ظِلّها؟! إلى متى نبتلع السموم ونحن نظن أن الشفاء فيها؟!
  • - يظن الغمر أن الكتب تهدى...... أخاً فهم لإدراك العلوم
  • - وما يدري الجهول بأن فيها...... غوامض حيرت عقل الفهيم
  • - إذا رمت العلوم بغير شيخ...... ضللت عن الصراط المستقيم
  • - وتلتبس الأمور عليك حتى...... تصير أضل من 'توما الحكيم 
  • - إذا كانت الراحة في الجهل بالشيء، كان التعب في العلم بالشيء، وكم علم لو بدا لنا لكان فيه شقاء عيشنا، وكم جهل لو ارتفع منا لكان فيه هلاكنا
  • - ما تعاظم أحد من دونه، إلا بقدر ما تصاغر لمن فوقه.
  • - إنّ في المحادثة تلقيحًا للعقول، وترويحًا للقلب، وتسريحًا للهمّ، وتنقيحًا للأدب
  • - الإنسان أشكل عليه الإنسان
  • - ياهذا! هذا وصف غريب نأى عن وطنٍ بني بالماء والطين، وبعد عن آلافٍ له عهدهم الخشونة واللين، ولعله عاقرهم الكأس بين الغدران والرياض، واجتلى بعينيه محاسن الحدق المراض، ثم إن كان عاقبة ذلك كله إلى الذهاب، والانقراض، فأين أنت عن غريبٍ قد طالت غربته في وطنه، وقل حظـه ونصيبه من حبيبه وسكنه؟! وأين أنت عن غريب ليس له سبيل إلى الأوطان، ولا طاقة به على الاستيطان؟ قد علاه الشحوب وهو في كن، وغلبه الحزن حتى صار كأنه شن (القرية الصغيرة!).
  • - إن نطق نطق حزنان منقطعًا، وإن سكت سكت حيران مرتدعا، وإن قرب قرب خاضعًا، وإن بعد بعد خاشعًا، وإن ظهر ظهر ذليلاً، وإن توارى توارى عليلاً، وإن طلب طلب واليأس غالبٌ عليه، وإن أمسك أمسك والبلاء قاصدٌ إليه! وإن أصبح أصبح حائل اللون من وساوس الفكر، وإن أمسى أمسى منتهب السر من هواتك الستر، وإن قال قال هائبًا، وإن سكت سكت خائبًا، قد أكله الخمول، ومصه الذبول، وحالفه النحول، لا يتمنى إلا على بعضٍ من بني جنسه، حتى يفضي إليهم بكامنات نفسه، ويتعلل برؤية طلعته، ويتذكر لمشاهدته قديم لوعته فينثر الدموع على صحن خده، طالبًا الراحة من كده.
  • - الغريب من جفاه الحبيب وأنا أقول بل الغريب من واصله الحبيب، بل الغريب من تغافل عنه الرقيب، بل الغريب من حاباه الشريب (من يشاركه الشرب) بل الغريب من نودي من قريب، بل الغريب من هو في غربته غريب....
  • - يا هذا الغريب من نطق وصفه بالمحنة بعد المحنة، ودل عنوانه على الفتنة عقيب الفتنة، وبانت حقيقته فيه بين الفينة حد الفينة. الغريب من إن حضر كان غائبًا، وإن غاب كان حاضرًا، الغريب من إن رأيته لم تعرفه، وإن لم تره تستعرفه، أما سمعت القائل حين قال: بم التعلل لا أهلٌ ولا وطن …. ولا نديمٌ ولا أهل ولا سكـن!! (أبو الطيب).
  • - وصف الغريب الذي لا اسم له فيذكر، ولا رسم له فيشهر، ولا طي له فينشر! ولا عذر له فيعذر ولا عيب له فيستر.
  • - يا هـذا! الغريب من إذا ذَكَر الحق هُجِر، وإذا دعا إلى الحق زُجر. الغريب من إذا أسنَد كُذَّب، وإذا تظاهر عُذِب، الغريب من إذا امتار لم يمر، وإذا قعد لم يزر، يا رحمتا للغريب، طال سفره من غير قدوم وطال بلاؤه من غير ذنب، واشتد ضرره من غير تقصير، وعظم عناؤه من غير جدوى!
  • - الغريب من إذا قال لم يسمعوا قوله، وإذا رأوه لم يدوروا حوله، الغريب من إذا تنفس أحرقه الأسى والأسف، وإن كتم أكمده الحزن واللهف. الغريب من إذا أقبل لم يُوسع له، وإذا أعرض لم يسأل عنه، الغريب من إذا سأل لم يعط، وإن سكت لم يُبدأ، الغريب من إذا عطس لم يُشَّمت، وإذا مرض لم يفتقد، الغريب من إذا زار أغلق دونه الباب، وإن استأذن لم يرفع له الحجاب.
  • - وأنت لم تجد من نفسك وهي أخص الأشياء بك- مساعدة لك على رضاك، ولا من أخلاط بدنك وهي أقرب الأمور إليك - موافقة لهواك، فكيف تلتمسها من غيرك 
  • - ليس ينبغي للملك الحازم أن يظن أنه لا ضد له ولا منازع، وقد ينجم الضد والمنازع من حيث لا يحتسب، وما أكثر خجل الواثق! وما أقل حزم الوامق! وما أقل يقظة المائق
  • - إن التعرض للعامة خلوقة، وطلب الرفعة بينهم ضعة، والتشبه بهم نقيصة، وما تعرض لهم أحد إلا أعطاهم من نفسه وعلمه وعقله ولوثته ونفاقه وريائه أكثر مما يأخذ منهم من إجلالهم وقبولهم وعطائهم وبذلهم 
  • - لله في طي هذا العالم العلوي أسرار وخفايا وعيوب ومكامن لا قوة لأحد من البشر بالحس والعقل أن يحوم حولها، أو يبلغ عمقها، أو يدرك كنهها  
  • - فإنّ العصبيّة في الحق ربما خذلتْ صاحبها وأسلمتْه؛ وأبدت عورتَه، واجتلبت مساءته؛ فكيف إذا كانت في الباطل
  • - بالحاجة يقع الخضوع والتجرد، وبالاستغناء يعرض التجبر والتمرد
  • - سمعت أبا سليمان المنطقي يقول: بالاعتبار تظهر الأسرار، وبقديم الاختبار يصح الاختيار، ومن ساء نظره لنفسه قل نصحه لغيره؛ وكما تنظف الآنية من وسخ ما جاورها ولا بسها، ووضر ما خالطها ودنسها، لتشرب فيها، وتنظر إليها، وتستصحبها وتحفظها، ولتكون غنياً بها، ولا تريدها إلا طاهرة نقية مجلوة، ومتى لم تجدها كذلك عفتها وكرهتها ونفرت منها وطرحتها، لأن طبيعتك لا تساعدك عليها، ونفرتك لا تزول منها، وإباؤك لا يفارقك من أجلها، وقشعريرتك لا تذهب من شناعة منظرها؛ وكذلك فاعلم أنك لا تصل إلى سعادة نفسك وكمال حقيقتك، وتصفية ذاتك، إلا بتنقيتها من دون بدنك، وصفائها من كدر جملتك، وصرفها عن جملة هواك، وفطامها عن ارتضاع شهوتك، وحسمها عن الضراوة على سوء عادتك، وردها عن سلوك الطريق إلى هلكتك وتلفك وثبورك واضمحلالك. فاسعد أيها الإنسان بما تسمع وتحس وتعقل، فقد أردت لحال نفيسة، ودعيت إلى غاية شريفة، وهيئت لدرجة رفيعة، وحليت بحلية رائعة، وتوجت بكلمة جامعة، ونوديت من ناحية قريبة.  
  • - والقلب متي لم يُنَقَّ من دنس الدنيا لم يَعبَق بفوائح الحكمة، ولم يتضرّج برَدْع الفلسفة، ولم يَقبل شعاعَ الأخلاق الطاهرة المُفضية إلى سعادة الآخرة 
  • - وإنّما المَلَلُ يَعْرِضُ بتَكرُّر الزّمان وضَجَرِ الحِسِّ ونِزاعِ الطّبع إلى الجديد
  • - وكم مِنْ شيءٍ حَقيرٍ يُطَّلَعُ منه على أمْرٍ كبير  
  • - كلّ مَنْ غَلَبَ عليه حِفْظُ اللَّفْظِ وتصريفُهُ وأمثلَتُه وأشكالُهُ بَعُدَ من معاني اللّفظ؛ والمعاني صَوْغُ العقل، واللَّفْظُ صَوْغُ اللّسان، ومن بَعُدَ من المعاني قلَّ نصيبُه من العَقْل، ومَنْ قلَّ نصيبُه من العقل كَثُرَ نصيبُه من الحُمْق، ومن كَثُرَ نصيبُه من الحُمْق خَفيَ عليه قُبْحُ الذِّكْر
  • - ما تعاظم أحد على من دونه إلّا بقدر ما تصاغر لمن فوقه.
  • - وقال بكر بن عبد الله المُزنيّ: أحَقُّ الناس بِلَطْمَة من إذا دُعي إلى طعام ذَهب بآخر معه 
  • - الدّنيا سوق المسافر، فليس ينبغي للعاقل أن يشتري منها شيئاً فوق الكفاف.
  • - وصل إلي كتاب مخالف لما كنت أعرفُك به من الصفح والفضل والأخذ بمحاسن الأمور، فإن كنتَ شفيتَ به غيظاً، وبرَّدت به غليلاً فما أسهله، وإن كنتَ لم تندم عليه ندم المتنزّه عن سوء المجازاة، ولم تراجع الجميل بعده فما أشدّه، وأي ذنب كان فأرجو أن لا يجتمع على عبدك الخطأ والإصرار على الذنب، ولا أفارق استصلاح رأيك، وارتجاع ودّك ما حييت وإن لم أصل إلى حيازة ما كان لي منه، فإني قانعٌ ببعضه، ما استقلّ شيئاً من أقسامه، ولا أيأسُ فيك من عُقبى الأيام، وحسن مراجعة الدهر حتى يكون هذا الذي حدث بيننا من ظلم وعتب منك نافياً لكل وحشة، ومؤكداً لكل ثقة، فلست فيما أنكرته بواجد ولا الفضل في أخلاقك وشيمك بمستغرب.
  • - التهاون باليسير أساس للوقوع في الكثير. 
  • - إنّ عمر الإنسان قصير، وعلم العالم كثير، وسرّه مغمور، وكيف لا يكون كذلك وهو ذو صفائح مركّبة بالوضع المحكم، وذو نضائد مزيّنة بالتأليف المعجب المتقن، والإنسان الباحث عنه وعمّا يحتويه ذو قوى متقاصرة، وموانع معترضة، ودواع ضعيفة، وإنه مع هذه الأحوال منتبه بالحسّ، حالم بالعقل، عاشق للشاهد، ذاهل عن الغائب، مستأنس بالوطن الّذي ألفه ونشأ فيه، مستوحش من بلد لم يسافر إليه ولم يلمّ به وإن كان صدر عنه، فليس له بذلك معرفة باقية ولا ثقة تامّة، وإن الأولى بهذا الإنسان المنعوت بهذا الضّعف والعجز أن يلتمس مسلكا إلى سعادته ونجاته قريبا ويعتصم بأسهل الأسباب على قدر جهده وطوقه، وإن أقرب الطرق وأسهل الأسباب هو في معرفة الطبيعة والنفس والعقل والإله تعالى، فإنه متى عرف هذه الجملة بالتفصيل، واطّلع على هذا التفصيل بالجملة، فقد فاز الفوز الأكبر ونال الملك الأعظم، وكفي مؤونة عظيمة في قراءة الكتب الكبار ذوات الورق الكثير، مع العناء المتّصل في الدرس والتصحيح والنّصب في المسألة والجواب، والتنقير عن الحق والصواب.
  • - فلان له همّة. قال: إذا لا يرضى لنفسه بدون القدر.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.