نظرية المثل عند أفلاطون

نظرية المثل عند أفلاطون

- نظرية المُثُل:
  • - نظرية أتى بها الفيلسوف أفلاطون، ويعني بها عالم ما قبل العالم الحسي أو المادي، يكون فيه الإنسان على علم بجميع العلوم والخفايا، وعند ذهابه إلى العالم الحسي (أي حينما يولد في العالم  الواقعي ) يكون قد نسي كل هذه العلوم، وما عليه إلا أن يتذكرها في العالم الحسي.
  • - حيث يعود أصل عملية المثل أو نظرية المثل عند أفلاطون إلى عملية التمييز بين الحقيقة والمظاهر أو الشيء الظاهر، وقد بدأ الجدال في هذا الموضوع في البداية على يد بارماندس ثم فيثاغورس. ويعتقد أفلاطون أن العالم الذي نلمسه، ونختبره من خلال الحواس هو عالم غير حقيقي، بل هو عالم مشابه أو مستنسخ من العالم الحقيقي بصورة غير كاملة.
  • - وحسب رأيه ففي هذا العالم تتغير الأشياء، تأتي وتذهب، تبرد وتسخن، لذلك هو عالم الأخطاء الكثيرة. لكنه يرى أن هناك عالم حقيقي توجد فيه كل الأشياء الحقيقية التي تتصف بالكمال ولها مثيلاتها المشابهة لها أو المستنسخة منها في عالمنا المحسوس. ودعى أفلاطون هذا العالم عالم الحقيقية أو الصحيح.
  • -  ويكون عالم مستقل من كل شيء وغير مـتأثر بالتغيرات التي تحصل للعالم الذي نختبره عن طريق الحواس.
  • - وتجعل الفلسفة الأفلاطونية عالمنا التجريبي والمحسوس تابعاً لعالم الأفكار أو المثل، وبالفعل ففيما وراء العالم المحسوس والمتغير والخاضع للصيرورة والفساد هنالك وجود لحقائق ثابتة، وهي موضوعات الفكر الخالص، بل هي نماذج الأشياء ذاتها، إنها الأفكار أو المثل. وتتميز هذه المثل أو مايدعى (الماهيات) بكونها غير مدركة رغم كونها أكثر واقعية من الموضوعات الحسية، وهي التي تؤسس معقوليتها وتعطيها مشروعية.
  • - وهو ما يشير إلى وجود ثنائية جوهرية في الفلسفة الأفلاطونية، وهي ثنائية الدال والمدلول.
  • -  والمقصود بالدال هنا :هو هذا العالم المادي المحسوس.
  • والمدلول :هو العالم المثالي المتعالي المحتجب عن الرؤية.
  • - وبسبب هذا الحجب فإن الفلسفة الأفلاطونية تحتقر الحواس لحد كبير كوسيلة للمعرفة، وتقول إن الإنسان يمكن أن يصل إلى المعرفة من خلال تجاوز الحواس والمادة، بالرجوع للعقل والتأمل بالإضافة للحواس، وأنه إذا تم الوصول للمعرفة فإنه يمكن أن تكون متداولة بين البشر من خلال اللغة.
- العالم المادي:
  • - يقول أفلاطون إن عالم المادة يحكمه قانون آخر في الكون، هذا العالم الذي ليس فيه أي شيء من عالم الكمال أو المثل الذي تكلمنا عنه الآن.اي إنه عالم المادة الأولية الذي صورت فيه أو بصمت عليه أفكار عالم المثل.
  • - يقول لنفكر في عمل النحات، لنفرض أنه لديه فكرة في صنع تمثال معين من مادة الرخام، لنقل الآن أن الفكرة هي ((صورة التمثال)) وهي مستقلة عن كل أنواع الرخام أو المادة الأولية الموجود في الكون، لكن بالنسبة للرخام ((اي المادة الأولية)) هناك حالة ضرورية ((قانون طبيعي حسب رأي أفلاطون)) تتطلب أو تتصارع في وجدها من أجل أن تكون مدركة أو معروفة للآخرين عن طريق الحواس. لذلك النحات أخذ قطعة من الرخام ونحت عليها صورة التمثال الذي يرغبها.
  • - إذا الرخام كمادة أولية انطبعت عليها فكرة التمثال، بدون فكرة النحات لم يكن هناك أي احتمال أن يُكون الرخام هذا التمثال بذاته، لكن النحات يستطيع عمل عدة أنواع من التماثيل من نفس الفكرة دون أن تتأثر بها الفكرة الاصلية.
  • - اذا عالمنا ليس عالم حقيقي لكنه عالم مطبوعة عليها فكرة الحقيقة. لذلك يقول أفلاطون أن معرفتنا عن الحقيقة هي كمعرفة الجالسين في الكهف أمام النار ويرون ظلال أشخاص يمرون من خلفهم على جدار الكهف، لذلك العالم المادي هو غير كامل، بل هو عالم الأخطاء، عالم النقص.ولا يعود نقصه إلى عالم المثل أو الحقيقي.
  •  - وأخيرا:  إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    - لاتنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    - ودمتم بكل خير .